بعجالة و لكن بنباهة…!
محمد صادق الحسيني
في جيبه المليارات وعينه على القرار المصري، ذهب الملك سلمان قاصداً مصر العروبة وقاهرة المعز مغرياً الجنرال الشاب على أمل استمالة رأيه في اليمن أولاً ومن ثم سورية واستئجار بندقيته إنْ أمكن…!
وفي جيبه الوعود الكاذبة والمخادعة والمخاتلة ذهب وزير حروب الفتنة المتنقلة جون كيري إلى بغداد والبحرين ماداً قفازه الحريري لشراء موقفهما الموارب تجاه ملفات كثيرة…!
من بغداد يريد منها الامتناع عن إعادة فتح كوريدورها نحو الشام حتى لا تلتحم الجبهتان في جبهة واحدة وينجح هلال المقاومة في هزيمة «داعش» بجهد ذاتي مستقلّ…!
ومن المنامة يريد إعادة استعراض «أخلاقية» أميركية بالية أكل عليها الدهر وشرب، وسبق أن جرّبت مع بداية انطلاق ثورة أهلها فأودت بهم إلى ألوان من المطاردة والاستخفاف بالعقول والحقوق، وصولاً إلى بيع الثورة السلمية الوحيدة في سوق ما بات يسمّى بكذبة المجتمع الدولي…!
لكن الأمر الأكيد، أنّ ما يجمع بين الأول والثاني هو النفاق العالي المستوى بامتياز، فلا الأول يريد خيراً لمصر من ملياراته ولا الثاني صادق في وعوده التي قطعها للعراقيين الحاكمين أو البحرينيين المعارضين…!
وأخيراً، فإنّ القدر المتيقن بين الاثنين هو محاولتهما تجميع أوراق الهزيمة في الميدان على أمل تزويرها في السياسة وإظهارها على أنها ربح وليست خسارة…!
ومع ذلك كله، لن يصدّق أحد رعاة البقر المهزومين ويستقبلهم على أنهم هم المنتصرون، فالمشهد الذي طبع بداية هذا العام لا يزال هو هو ساطعاً حتى الآن: جنودهم واضعون أيديهم خلف رقابهم وهم يبكون مصيرهم على سواحل إيران، فيما تستعدّ قوى الاستقلال والتحرّر ورفض التبعية العربية والإسلامية على تظهير انتصاراتها في أكثر من ساحة وميدان…!
وسلاح إشارتها «المنار» بالصوت والصورة شاهرة موقفها والقرار بأنها لن ترضخ لأقمار الذلّ والدولار وستظلّ تبث من كلّ بيت ودار، رغم أنف «نايل سات» وما قبلها «عربسات» وما بعد بعد كلّ العدسات…!
بعدنا طيّبين قولوا الله.