سورية… كانت وستبقى صاحبة القرار والمستقبل

عبد الحكيم مرزوق

في ظلّ ما تتعرّض له سورية من حرب شرسة من قوى الشرّ في العالم المتمثلة بالولايات المتحدة الأميركية وأدواتها في المنطقة تتجه الأنظار اليوم إلى خوض معركة انتخابية لاختيار ممثلي الشعب للبرلمان السوري. وهو استحقاق هامّ لا شك في أنه سيرسم بخياراته ملامح مرحلة هامة من تاريخ سورية الحديث، التي ستعبّر عن إرادة وخيارات الشعب السوري من خلال اختياره ممثليه الذين يعبّرون عنه خير تعبير وعن آماله وتطلعاته المنبثقة عن الأمن والأمان لفئات الشعب كافة وعن خياراته الوطنية التي تعمّق الدور الهامّ لسورية الصامدة دائماً في وجه المؤامرات التي تسعى دائماً للهيمنة على المنطقة العربية ونهب خيراتها وثرواتها الباطنية والإمساك بقرار الدول التي تسعى أن يكون قرارها وطنياً بامتياز، من خلال رفض الهيمنة الأميركو ـ صهيونية على المنطقة العربية في الوقت الذي شهدنا فيه انبطاح دول بعينها تحالفت مع قوى الشرّ والعدوان في الحرب على سورية، ومنها دول الخليج العربي الغنية بالنفط ومشتقاته، والتي ساهمت بأموال النفط بدعم الإرهاب في سورية للقضاء على القرار السوري الوطني وعلى السيادة الوطنية التي دفع الشعب السوري ثمنها غالياً من دماء شهدائنا حتى تبقى سورية حرة مستقلة وصاحبة قرار سيادي في وجه الإملاءات الخارجية التي لا تريد لوطننا الخير، بل تريده أن يكون ذليلاً وخانعاً وضعيفاً أمام العدو «الإسرائيلي» الذي زرعته قوى الشرّ والطغيان في قلب الوطن العربي ليكون كالسرطان ينهش في جسد الأمة العربية وينهكه ويبقيه عاجزاً عن مقاومته ومحاربته ليبقى تحت رحمة الدول الكبرى وتبقى تابعاً وذليلاً وقراره مرهوناً برضى السيد الأميركي الذي يفرض ويُملي قراراته على دول المنطقة.

ولعلّ المثال الصارخ على هذه الحالة بعض الدول المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية، والتي ساهمت في السنوات الأولى من الحرب على سورية مصادرة القرار العربي وعملت لمصلحة المتآمرين من أعداء أمتنا، ولعلّ هناك بعض الاستثناءات ظهرت كممثلي العراق والجزائر ولبنان الذين عبّروا عن الحالة الوطنية التي يجب أن يكون عليها قادة الدول الشرفاء في الوطن العربي، ومع ذلك تمّ تمرير قرارات عدة ضدّ سورية القلعة التي كانت وما زالت صامدة أبداً في وجه المخططات الامبريالية الشرسة التي حاولت وتحاول على الدوام النيل من المحور المقاوم للكيان «الإسرائيلي» الذي بدا قادته مسرورين من الحرب على سورية وعبّروا عن امتعاضهم من الانتصارات الكثيرة التي حققها الجيش العربي السوري في الميادين كافة، وهذا ما سبّب قلقاً واضحاً عند بعض الدول التي دعمت الإرهاب في سورية، كتركيا والسعودية.

على الرغم من الأحوال كلّها، فإنّ المعركة الانتخابية التي سيخوضها الشعب السوري اليوم لا تقلّ أهمية عن الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش العربي السوري في المناطق الساخنة كافة، وهي في النهاية تصوغ القرار السوري المستقلّ الذي هو في النهاية قرار محور المقاومة الذي يأبى الذلّ والخنوع والرضوخ لقرار السيد الأميركي وأدواته العميلة في المنطقة العربية والتي عبّرت عن خيانتها للعروبة وللدم العربي الذي يسيل في شرايين قادتها الذين باعوا شرفهم وأوطانهم للغرباء المستعمرين.

إنّ سورية في انتخاباتها تصوغ قرارها المستقلّ وهي معركة محسومة بخيارات شعبها الذي صمد ولما يزل في وجه الضغوطات الداخلية والخارجية كافة ويسير بكلّ ثقة نحو سورية المستقبل، سورية التي لن تُذلّ ولن تُهان أبداً… هكذا كانت وهكذا ستبقى…

كاتب وصحافي سوري

marzok.ab gmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى