سلفيُّو أوروبا يفجّرونها وساحاتها مغناطيس جاذب لإرهابها
محمد احمد الروسان
في تصريحات سياسية متعدّدة بمضامين استخبارية دقيقة، مستندة إلى ترسيمات ميدانية وواقع، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنّ هناك عدّة آلاف من أوروبا ومناطق القوقاز يقاتلون في سورية أكثر من سبعة آلاف، فيما أشارت تصريحات سياسية تعكس معلومات وبأساس استخباري أيضاً، صادرة عن كوادر في مكافحة الإرهاب الأممي في الاتحاد الأوروبي حيث قالت: عدد الأوروبيين الذين سافروا للقتال في سورية فاق عددهم في الصومال وأفغانستان والعراق وجلّهم من أصول قوقازية وعربية. والذي لم تقله تصريحات كوادر مكافحة الإرهاب في الأنتربول الدولي أيضاً، إنّ أجهزة المخابرات الأوروبية هي من سهّلت سفرهم وإدخالهم إلى الداخل السوري، وبالتالي هؤلاء عندما يعودون إلى بلدانهم الأوروبية الأصلية، فهم بمثابة قنابل سوف تنفجر في وجه منظومات الأمن الأوروبية الاستخبارية، وستكون الكلف الأمنية والسياسية والاجتماعية والثقافية الفكرية عالية جداً، تقود في النهاية إلى عدم استقرار أوروبا، وبالتالي زعزعة هياكل الأمن الأوروبية المتداخلة، وهذا ما تريده أميركا وتسعى إلى تقوية أوكرانيا ليس فقط من أجل تهديد روسيّا واستنزافها بل من أجل مرحلة غزو أوكرانيا القويّة عسكرياً نفسها لغزو أوروبا، وهذا ما صار إدراكا أوروبيّاً تدركه مؤسسات القرار الأوروبي، بجانب خطر الأسلمة والذي صار خطراً عابراً للقارات في العالم بفعل الحدث السوري واستثمارات البلدربيرغ الأميركي فيه، عبر صناعات الإرهاب عبر القاعدة وأخواتها ودواعش الماما الأميركية، فخطر الأسلمة يؤسلم المسيحيين، هكذا ترى مفاصل القرار الأوروبي ذلك، خاصةً بصورته المتطرفة على الناشئة في المجتمعات الأوروبية.
أعتقد وأحسب وبوضوح إنّ القارة الأوروبية وبسبب هذه السياسة الحمقاء في الحدث السوري، سوف تفجّر نفسها من الداخل، وهذا من شأنه أن يسهّل على العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، المزيد من السيطرة الشمولية على كلّ أوروبا، خاصةً بعد شروع العاصمة الأميركية واشنطن دي سي بتصحيحات هنا وهناك في العلاقات مع دول حدائقها الخلفية في أميركا اللاتينية بدءاً من كوبا، مع تصحيحات في العلاقات مع كراكاس العاصمة الفنزويلية ولكن بصورة الثورات الملوّنة وعبر الطبقات الاجتماعية الغنية والميسورة بل والأرستقراطية أيضاً، لاستعادة مصالحها الأرستقراطية الفنزويلية المالية والاقتصادية بسبب الرعاية الاجتماعية الطويلة لنظام هوغو شافيز للطبقات الفقيرة في الداخل الفنزويلي، واستمرار هياكل النظام البوليفاري الحالي المنتخب بتلك السياسة.
وأضاف هذا المسؤول الأمني الاتحادي الأوروبي: أنّ هناك تعاوناً مع دول الخليج من العرب، لوقف فضائيات تروّج لبث الكراهية والفتن وأفكار القاعدة وأخواتها، كما تروّج للإرهاب الدولي في سورية والعراق وجلّ المنطقة العربية. إنّ تسخين الساحة السورية كساحة حرب، عبر الدفع بالمزيد من المقاتلين من الدول الأوروبية وخاصة من ذوي الأصول القوقازية والعربية، وبالمقاتلين من ليبيا واليمن الآن، عبر تفعيل القوام المؤسساتي للمؤامرة المخابراتية السياسية، وعبر أدواتها المختلفة، وخاصة البعض العربي المرتهن للغرب والخائن، من مثلث أطراف واشنطن، باريس، لندن، وبالتنسيق العميق مع الكيان الصهيوني والبعض العربي، من شأنه تحقيق عدّة أهداف استراتيجية أهمّها:
– يسمح بالتخلص من آلاف العناصر الجهادية المسلّحة المتواجدة الآن في ليبيا المحتلّة نيتويّاً، والتي صارت في مرحلة اللاّدولة رغم الدعم من هنا وهناك لكرزاي ليبيا خليفة حفتر وغيره، وهذا يسهّل على الناتو ترتيب الأوضاع في ليبيا المحتلّة ما بعد اغتيال القذّافي وسقوط نسقه السياسي وتشكيل حكومة ليبية جديدة واحدة ومستقرة، وذلك لعدم وجود هذه العناصر المسلّحة الإسلامية المعيقة للترتيبات الناتويّة القادمة، ففي ليبيا برلمانان وحكومتان.
كذلك توفير الفرص لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في اليمن لتحقيق شكل ما من الاستقرار وانْ كان هشّاً.
وتسخين الساحة السورية كساحة حرب، وإسقاط النسق السياسي فيها، يعني إضعاف قدرات الدولة السورية، وخاصة مؤسسة الجيش العربي السوري ومؤسسة الأمن السياسي العربية السورية، وتحويل سورية إلى دولة فاشلة، أكثر فشلاً من دولة اليمن، وهذا الأمر تسعى له تحديداً، المخابرات الفرنسية والبريطانية والأميركية والصهيونية.
وإشعال الساحة السورية حرباً وقتالاً عنيفاً، من شأنه أن يتيح إلى جانب التخلص، من العناصر الجهادية الإسلامية المسلّحة الليبية ومجموعات القاعدة في اليمن وفي معظم بلدان القارة الأوروبية بعد أن تمّ شحنهم إلى سورية، يقود إلى التخلص أيضاً، من العناصر الجهادية الإسلامية المسلّحة الموجودة، في أوروبا كخلايا نائمة، بحيث تقوم أجهزة المخابرات الأوروبية، على دفع وتسهيل مسألة هجرة هذه العناصر الإسلامية المسلّحة ذات الأصول القوقازية، والمتواجدة على الساحات الأوروبية، للذهاب إلى سورية للقتال والمساهمة، في إسقاط النسق السياسي السوري.
وإشعال متزايد للمسرح السياسي السوري، سوف يأخذ المزيد من طابع العنف السياسي الديني، المرتفع الشدّة، ومزيد من الطابع العسكري الدموي، وهذا يعني ببساطة: حرب أهلية إسلامية اثنيه مذهبية عميقة، خاصة مع عمليات الشيطنة لحزب الله اللبناني عبر وسائل الميديا العربية والعالمية. بسبب أركولوجية السياسة الأميركية وتخبّطاتها ومتاهاتها واضطراباتها، مسنودة من حلفائها من غرب وبعض عرب ومن حكومة حزب التنمية والعدالة في تركيا، صارت المنطقة في الشرق الأوسط مغناطيساً جاذباً لمجاميع الإرهابيين ذوي الخبرات القتالية العالمية من أرجاء الأرض الأربع.
تداعيات أفقية وعمودية
منطقة الشرق الأوسط ساخنة للغاية والجزء العربي منها تحديداً، والأخير مليء ببؤر النزاعات والصراعات المختلفة، وخاصةً بعد حراكات الشارع العربي إنْ لجهة التحريك عبر الطرف الخارجي، وانْ لجهة الحركة العفوية واستثمارها من الطرف الثالث، وفي ساحاتها السياسية الضعيفة والقويّة على حدّ سواء، وذات التداعيات الأفقية والعمودية، على مجمل السياق الأمني – الجمعي للمنطقة، مع وجود روابط مفعّلة وأياد خفية، تكمّل وتغذي بعضها البعض، بين متغيّر بؤر هذه النزاعات والصراعات، في الساحات السياسية الآنف ذكرها، ومتغيّر السياق الأمني الجمعي للشرق الأوسط ككلّ، عبر دور للعامل الكوني الأميركي الأوروبي البعض العربي المتخاذل التابع المتقاطع في مصالحه، مع دور «إسرائيلي» لا يمكن أن نعتبره إقليميا لسبب بسيط: فهي دولة ليست إقليمية أيّ الدولة العبرية ولن تكون كذلك لاحقاً، هكذا تشي المؤشرات السياسية والأمنية والعسكرية وفوق ذلك جغرافية المناخ المحيط بها، علم الرياضيات السياسية يشرح ذلك.
فالسياسة معادلات حسابية، فانْ كانت المعادلة الرياضية التالية: 1+ 1 = 2 فإنها في كثير من الظروف = 35 أو 51 الخ… عندما يُراد لها أن تساوي كذلك يكون، كما هو الحال الآن في سورية وسيكون عليه في دولة في العالم. العامل الأميركي ومعه الإسرائيلي وبعض من الأوروبي وبعض العربي الراهن، وخاصةً من الطبقات الحاكمة العربية المؤثرين بالمال فقط، وعبر حلقات ودوائر أمنية سياسية استخبارية، يفضي كلّ واحد منها إلى الآخر بآليات تنفيذ، يلعب دوراً نوعيّاً وكميّاً في تأجيج وتوجيه، الصراع بمجمله في الشرق الأوسط، وهذا من شأنه أن يقود إلى تغذية بؤر الصراعات الجزئية في الساحات السياسية المختلفة. وبذات السياق والمسار يقوم هذا العامل الأممي، بتصعيد توترات هذه البؤر الصراعية الجزئية، وحراكات شارعها الشعبوي، ودفعها بمفاعيلها باتجاه التصعيد، وتوتير الوضع الكلي للشرق الأوسط، عبر علاقة هندسية تبادلية في النتائج والأهداف بين المتغيّرين السابقين. العامل الكوني الأميركي والإسرائيلي تحديداً ومعه جزء من الأوروبي وبعض العرب الذي يتاجر في سوق النخاسة، يسعى إلى استخدام وتوظيف ملفات بؤر الصراع الجزئي و/ أوالكلي، في الساحات السياسية والثورات الشعبوية و/ أو حالات الحراكات الشعبية في بعض الساحات الأخرى، لجهة إدارة دواليب مفاعيل الأزمة في الشرق الأوسط، ويستخدم الأزمات كأسلوب إدارة للصراع فيه وعليه، ويدفع باتجاه التصعيد والتوتر عندما تقتضي المصالح بذلك، وإرسال الرسائل في كافة الاتجاهات، وفي نفس الوقت يسعى ذات العامل السابق إلى التنفيس والتهدئة، عندما يكون التصعيد والتوتر في غير مصالحهما التكتيكية والإستراتيجية.
إنّ مفاعيل التعبئة الأميركية الإسرائيلية الأوروبية التركية والبعض عربية، الآنية الممنهجة الفاعلة ضدّ سورية ولبنان وضدّ الفلسطينيين وضدّ الأردن عبر ممارسة شتى الضغوط على الدولة والملك، لتنفيذ ما يروق ويحلو للبعض في الأفق وحتّى العرب مجتمعين، والمدعومة من أجنحة يمينية متطرفة في الإدارة الأميركية بتوجيه من الأيباك، تهدف إلى سلّة من الأهداف لا تخفى على السذّج من العوام، فكيف بمن تدّعي أنّها من النخب في مجتمعاتها.
ومع توسيع نطاق بناء وحجم المستوطنات الإسرائيلية، وتهويد جلّ المكونات الإسلامية العربية الرئيسية في الأراضي المحتلة لعام 1967، وخاصة في القدس «حشاشة» قلوبنا نحن لا قلوبهم، إن يهدف من جهة تحويل جهود واهتمامات الفلسطينيين والعرب، من التركيز على مشكلة الترحيل والطرد من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإحلال وإسكان المستوطنين مكانهم ومحلّهم، مما يجعل من جهة أخرى، عمليات تهويد القدس والمقدسات الإسلامية العربية الفلسطينية أمراً واقعاً على الأرض، ليصعب التفاوض حوله مستقبلاً وعبر أيّ طريقة من طرق التفاوض، التي عرفتها البشرية إلى الآن، إلى التركيز ولفت الانتباه إلى ما يجري في شوارع الدول القطرية لأمتنا العربية، مع اعترافنا بحقوق شعوبنا المنهوبة من قبل الطبقات الحاكمة، والتي غدت أنظمة شمولية استبدادية، فمن حق القوى الشعبوية أن تنهض من سباتها العميق، والذي بدأ هذا السبات كنوم أهل الكهف ما بعد بعد نهايات الحرب الكونية الثانية.
صرف النظر عن «إسرائيل»!
كما يهدف أيضاً إلى فرض عملية شدّ الأطراف الأخرى في الساحات السياسية المتقابلة، بحيث يتمّ إشغال السوريين، واللبنانيين، والأردنيين وكافة العرب المعنيين، بمجريات الصراع العربي الإسرائيلي، بكيفية مواجهة حراكات الشارع الشعبية، والمطالبة بحرياتها وببعض حقوقها، دون الانتباه لكيفية مواجهة الخطر العسكري «الإسرائيلي» الجاثم، ومن شأن ذلك أن يؤدّي إلى عملية ممنهجة، لصرف أنظار الرأي العام العربي والإسلامي، لتحويل النظر عمّا يحدث داخل فلسطين المحتلة لعام 1967 من عمليات تهويد تجري على قدم وساق في كلّ شيء.
ومن الممكن أن يؤدّي كل ما تم ذكره، إلى إشعال دراماتيكي للحرب، لاستعادة قوّة الردع الإسرائيلية، وإضعاف حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية، ويبقى ذلك مجرد احتمال والاحتمال في السياسة ليس يقيناً.
الدولة العبرية ثكنة المرتزقة ، تستخدم تحقيق الأهداف التكتيكية، لصياغة وإنتاج الاستراتيجي منها بإتقان، بحيث الأمر الاستراتيجي المفروغ منه، يتمثل في السيطرة على أراضي الغير العربي الاستراتيجية منها، وإكمال عمليات تهويدها والقضاء على أيّ احتمالات لنشوء المقاومة الوطنية، مع سعي حثيث لها إلى مزيد، من توريط واشنطن في أزمات الشرق الأوسط المختلفة، كي يقود ويؤدّي ذلك إلى تسهيل مهمات الجناح اليميني المتطرف المحافظين الجدد بنسخهم المستحدثة في إدارة الرئيس باراك أوباما، وينجح في إعادة القوّات الأميركية الاحتلالية إلى العراق عبر الأحداث في الأنبار بصور مختلفة. كما قد يقود إلى التأجيل أو التباطؤ في الانسحاب الأميركي في أفغانستان واتخاذ الأزمة الأوكرانية ذريعة أخرى، والترويج الأميركي لعدم التعاون الروسي مع واشنطن في الانسحابات الموهومة من أفغانستان، وكلّ العالم شهد كيف جاء توقيت اغتيال أسامة بن لادن لمزيد من تأجيل الخروج الأميركي من كابول في وقته، ثم أنتج لنا الأميركان أبو بكر البغدادي بعد تصفية بن لادن ، كما تسعى العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، لخلق مصادر تهديد وخطر محدق، في ظاهرها حقيقي وفي باطنها وهمي مفترض، كي تستطيع «إسرائيل» الحصول على المزيد من القدرات والمقدّرات المختلفة من أميركا، وخلق مبرّرات ابتزاز مقنعة للإدارة الأميركية وحلفائها من الدول الغربية، مع دفع دول خليجية عربية معروفة لمزيد من الحلقات التطبيعية مع تل أبيب والارتماء بأحضانها.
وتتحدّث المعلومات، بأنّ هناك مشروعاً إسرائيلياً أميركياً لنشر وبناء قدرات نووية، لموازنة القدرات النووية الإيرانية، سيتمّ بناء بعضها ونشر الآخر في دول خليجية عربية ومعروفة، رغم سريان الاتفاق النووي الإيراني، وذلك بموجب اتفاقيات أمنية خاصة تمّ توقيعها سرّاً وقبل أزيَد من سنتين، وقد تكون اجتماعات باراك أوباما والمكارثيون الجدد في واشنطن، وزيارته المرتقبة الى الرياض والمشاركات وفي منتدى الخليج القادم في نيسان القادم، قد أعطت إشارة البدء لنشر تلك القدرات النووية! فماذا يعني ذلك؟
أعتقد وأحسب أنّه يتموضع ويتبلور، متمحوراً بالمعنى الاستراتيجي التالي: فكرة التعايش مع إيران النووية، صارت مقبولة لدى الإسرائيليين، وصار العقل الاستراتيجي الأمني الإسرائيلي، أكثر اهتماماً وتوظيفاً وتوليفاً، لفكرة مفهوم إيران النووية، ليحقق مزيد من المكاسب المختلفة، ومزيد من فتح نوافذ الفرص المهدورة في السابق من الزاوية «الإسرائيلية» وفي مقدّمتها تعظيم المنافع لجهة التقدّم في مشروع التطبيع الإسرائيلي مع دول الخليج المختلفة. ومع تقليل المخاطر المختلفة على «إسرائيل» نفسها، وذلك عبر الضغط من أجل إعادة تنميط العلاقات والروابط، من أجل فصمها أو التقليل من حرارتها بين أطراف مربع سورية، حزب الله، المقاومة الفلسطينية، وإيران من منظور العامل الأميركي الإسرائيلي وبعض من الدول الأوروبية، في متغيّر مجريات السياق الأمني الجمعي في الشرق الأوسط، والذي يعمل على إضعاف الحلقة الإيرانية، عبر محاولات إضعاف سورية وللسنة السادسة على التوالي وإخراجها من باقي حلقات محور الممانعة.
إدارة الأزمات
وتقول المعلومات، بعدم حدوث مواجهات عسكرية على المدى القصير في المنطقة، بالرغم من وجود طائرات إسرائيلية مقاتلة ومتطورة، في بعض القواعد الأميركية في المنطقة ودول الجوار السوري والعراق تحديداً، مع اندلاع مواجهات دبلوماسية قويّة حول المنطقة وفيها، حيث ابتدأت بحملة بناء الذرائع الجديدة، حول موضوعة صواريخ سكود وغيرها، العاملة بالوقود السائل، والتي تحتاج إلى أكثر من ثلاثة أرباع الساعة لإطلاقها؟ وفي ظني وتقديري، أنّ استخدام الأزمات كأسلوب إدارة، في تفعيل أزمة حملة بناء الذرائع الجديدة، سوف يؤدّي إلى تفعيل أزمة داخلية لبنانية حول أسلحة حزب الله اللبناني والمقاومة، وهذا من شأنه أن يقود إلى إعادة إنتاج إشعال الساحة السياسية اللبنانية، والساحات السياسية الضعيفة الأخرى، وكما من الممكن أن يؤدّي كلّ ذلك إلى قرارات دولية جديدة تستهدف قوى محور الممانعة في المنطقة، وخاصةً سورية ولبنان وإيران وحماس وحزب الله والمقاومات الأخرى، والتي من الممكن أن تنشأ لاحقاً في المنطقة بعد إطلاق استراتيجية المقاومة من سورية لاستعادة الجولان السوري المحتلّ، بعد رغبة الإسرائيلي في تغيير قواعد فك الاشتباك السابقة، فتمّت إزالة الألغام من الجانب العبري باتجاه القنيطرة، قابله إزالة الألغام من الجانب السوري باتجاه الجانب المحتلّ، كلّ ذلك ممكن الحدوث والتفاعل تبعاً لمجريات متغيّر العامل الدولي، ومتغيّر بؤر الصراعات الجزئية في الساحات السياسية الضعيفة والقوية في المنطقة.
من هذا المنطلق وعبر هذه السياقات الآنفة، ممكن فهم ما يجري على الحدود السورية التركية وخاصة على معبر كسب، وحيث الأخير هو قرم سورية، هناك محاولات تركية لإعادة انتاجات لمعركة كسب السابقة، كذلك ما يجري وما قد يعدّ له في الجنوب السوري الساخن خاصةً وبعد وصف مصدر عسكري أردني بوضوح: أنّ الحدود الأردنية السورية فسيفسائية بامتياز!.
محام، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
www.roussanlegal.0pi.com
mohd ahamd2003 yahoo.com