أهداف سعودية… الأمن اللبناني وعودة ريفي ووقف «المنار»!
جهاد أيوب
أكد مصدر إعلامي خليجي أنّ قرار «نايل سات» بإنزال قناة «المنار» ليس قرار الشركة، وأيضاً ليس قرار النظام الحاكم في مصر، فالطلب الحاسم جاء من السعودية قبل إنزال «المنار» عن «عرب سات»، ونص الطلب القرار على أنّ يتمّ إنزال «المنار» أولا عن «عرب سات» وبعده بأيام يتمّ إنزالها عن القمر المصري!
ويضيف المصدر الخليجي أنه شخصياً سمع من مسؤولين سعوديين وأمراء نية المملكة بملاحقة قناة «المنار» أينما كانت وفي أيّ موقع حتى داخل لبنان، معتبرين أنّ هذه القناة شكلت وتشكل الحرب الفعلية على المملكة، وساهمت في إلحاق الضرر الكبير ضدّ سياستها وسمعتها، لذلك لا بدّ من تحجيم دورها والتضييق عليها، والواجب أن تُضرب في عقر دارها دون تردّد!
وأوضح المصدر أنّ تأخير «نايل سات» بتنفيذ الأمر السعودي جاء بنصيحة من الرئيس السيسي ليرافق القرار مع زيارة الملك سليمان، وبذلك يحضر الملك وتحضر ضيافته المصرية من خلال معاقبة «المنار» التي تستاء من سياستها العائلة الحاكمة في السعودية.
وأشار المصدر إلى أنّ الرئاسة المصرية لم تُعِر الدولة اللبنانية أيّ اعتبار بعد أخذ قرار إنزال «المنار»، واعتبرت أنّ لبنان الرسمي لن يكون له أيّ ردّ فعل تجاه القرار ومهما كانت خلفيته، ولبنان الدولة لم يحمِ إعلامه، لا سابقاً ولا حالياً، ولن يأخذ أيّ قرار ضدّ مصر، إلا أنّ الطريقة الذكية الهادئة التي أدارت فيها إدارة «المنار» و«حزب الله» هذه المعركة والحادثة أثرت سلباً على تصرف الحكم داخل الشارع المصري الذي انزعج من إنزال قناة المقاومة، خاصة أنّ لـ«المنار» عند غالبية الشارع المصري خصوصية، لا بل يشيرون إليها بالقول: «دي اللي هزمت إسرائيل».
وهذا الانزعاج في الشارع المصري رافقته نصائح لوزير الإعلام هناك بالطلب من «نايل سات» بالرجوع عن قرار الإنزال والاكتفاء بتوجيه كتاب ملاحظات، وبذلك يمتصّ غضب الشارع المصري والإعلام المصري المتعاطف مع «المنار»، مما يبقي النوافذ مفتوحة بين نظام السيسي وحزب الله، وقد تشهد الأسابيع المقبلة عودة قمر «نايل سات» عن قراره لتعود «المنار» إلى البث من خلاله!
وأشار المصدر الإعلامي الخليجي إلى أنّ الوفد السعودي المرافق للملك في زيارته إلى مصر تلمّس عدم سعادة المصريين وحماستهم للزيارة على عكس ما كان يحدث سابقاً، والنكات والتعليقات الشعبية كانت مستاءة، وتراكمت بعد أن تخلت مصر عن جزيرتي صنافير وتيران، مما اعتبر أنّ مصر تنازلت عن حقوقها، وأنّ أرض مصر تباع للسعودية التي تعمل على تجويع شعب الكنانة لتحقيق سياستها في التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبناء الجسر الرابط بين مصر والسعودية هو لشراء صمت المصريين ولتعطيل دور مصر عربياً، ولفتح خط اقتصادي مع «إسرائيل» وليس مع مصر.
كما أكد المصدر أنّ الوضع الأمني اللبناني في الأسابيع المقبلة سيشهد وبطلب سعودي مباشر تحرّكات إرهابية لجماعات «داعش» و«النصرة» في الشمال ومخيم عين الحلوة في صيدا مصحوبة بتصريحات طائفية لبعض رجال الدين المحسوبين على «داعش» و«النصرة» والسلفية، وسيتزامن تنفيذ هذا الانتشار للزمر المأجورة وقيامها بأعمال إرهابية في طرابلس وصيدا مع عودة وزير العدل أشرف ريفي عن استقالته، وحضوره جلسات مجلس الوزراء، وهذا الأخير نفذ أوامر المملكة في تقديم وتعليق استقالته إلى حين تحديد وتفعيل دوره في الأيام المقبلة. وبذلك تكون المملكة عملت على تحجيم حركة سعد الحريري التي لم تعد راضية عن سياسته، معتقدة من خلال تحريك خلاياها النائمة أنها تعمل على هزّ الأمن في لبنان وتوجيه اللوم إلى حزب الله واتهامه بأنه المسبّب الأول لذلك!