دردشة صباحية
يكتبها الياس عشّي
هذا الصباح، كما في كلّ صباح، بدأته مع واحدة من المحطات الشامية المتألقة بصوت فيروز.
كان في صوتها بُحّةُ حزن، وغضب، وعتاب،
كانت فيروز تصلّي، فصلينا معها،
بكيت عندما أعادتني خمسين عاماً في «سنرجع يوماً إلى حيّنا»،
وبكيت أكثر لهذه الأحلام التي صنعناها في الخمسينات والستينات، ثم ضاعت على لهاث «المهرولين» للاستسلام.
مجد فيروز أنّ في صوتها رسالة،
وأنّ هذا الصوت شاهد على أنّ ثمة أمماً لا تنحني أمجادها، وإنْ انحنى بعض قادتها،
وأنّ فيه نبرة حادّة، والمساومة، في هذه النبرة، مستحيلة،
فغفا عليه «أطفال الحجارة» يوم كانت أمهاتهم تهدهد أحلامهم، وتُعدٌهم لقضية تساوي وجودهم…
فيا فيروز… يا سيّدتي…
فليُدوِّ صوتُكِ حتى يستيقظ الجميع
لا تتوقّفي عن الغناء، كي لا يتوقف الحلم.