الانتخابات الروسية.. محاولات مشبوهة لشيطنة بوتين

غسان نعمة

عملاء الخارج يجهزون انفسهم في روسيا استعداداً للانتخابات البرلمانية المقبلة في خريف عام 2016: كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية في روسيا زاد ما يسمى زعماء المعارضة اللا برلمانية «والتي معظم زعمائها يعيشون في الخارج ويملكون جنسيات اجنبية» من نشاطهم المعادي للدولة الروسية وسياساتها الداخلية والخارجية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين الذي يحوز على دعم الغالبية العظمى من الشعب الروسي. وتتجلى هذه السياسة بمحاولة استعادة استقلالية القرار السياسي للدولة ورفع جاهزية الجيش الروسي وتزويده بأحدث انواع الاسلحة ليتمكن من الذود عن المصالح الاستراتيجية لروسيا كدولة عظمى بعد ان كانت قد اضاعت مكانتها هذه في التسعينيات اثناء حكم الليبراليين في روسيا. وبدأ هذا النشاط بتسعير الحرب الاعلامية من قبل كل المؤسسات الاعلامية التابعة والممولة من قبل المعارَضة وبدعم كبير من وسائل الإعلام الغربية لشيطنة سياسة بوتين الداخلية والخارجية التي لا تروق للغرب ابداً. اضافة الى ذلك، زاد تمويل ما تسمى بمؤسسات المجتمع المدني من قبل اميركا واوروبا عن طريق مختلف الصناديق التي تتحكم بنشاطاتها بشكل تام اجهزة المخابرات الغربية. ويصرف هذا التمويل على انشطة مختلفة منها: اقامة ندوات و«كونفرنسات» لتعليم الصحافيين التابعين للمعارَضة طريقة تشويه الحقائق واختلاق الاكاذيب التي تشيطن السلطات الروسية، فمثلا من تاريخ 25/1 حتى 29/1/ 2016 عقد «سيمينار» في اكسفورد في بريطانيا برعاية سفارة بريطانيا في موسكو ومعهد استوكهولم لدراسة الاقتصاد الانتقالي ومعهد نرويجي للعلاقات الدولية حيث دعي اليه 60 ممثلا عن مختلف الوسائط الاعلامية التابعة لما تسمى المعارضة الروسية والتي تتواجد في الخارج ومن اشهرها «نوفايا غازيتا، راديو ايخو موسكفا، وقناة دوجد التلفزيونية». ومن الملاحظ انه تم فقط دعوة الاعلاميين المتمرسين والذين تم شراؤهم الى هذه الندوة «لسبب وحيد وهو ان تعليم صحافيين جدد مكلف ويحتاج الى وقت طويل، وهذا دليل على ان هذه المعارضة على عجلة من أمرها، ولهذه الاسباب كانت هناك محاولات كثيرة لشراء عدد غير قليل من الصحافيين المتمرسين وغير التابعين لهذه المعارضة، ومحاولة إقناعهم بان السلطات الحالية غير قادرة، وبالاصل لا تريد القيام بتغييرات فعالة في المجتمع والاقتصاد، ويجب تبديلها بسلطة اخرى تؤمن بقيم المجتمع الغربي لتقوم بدمقرطة المجتمع الروسي وتخفف من هيمنة السلطة المركزية على الاقاليم، واهم شيء إضعاف امكانيات السلطات الامنية في روسيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى