يعتقدون أننا مجرد أرقام!
جمال العفلق
لم ينشغل السيد أوباما ومن معه من العالم الحر بالرقم الذي وصل حتى اللحظة الى ألف وستمئة وخمسين شهيداً من الشعب الفلسطيني ولا عدد التسعة آلاف جريح ولكنهم اليوم يبكون ويتباكون على مصير جندي واحد من قطعان الصهيونية.
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيره. فنحن كما يرانا العالم الحر المُمول لثورات الربيع العربي مجرد رقم ومنهم من ذهب الى ابعد من ذلك كما قالت سيئة السمعة كونديلزا رايس «ان شعوب المنطقة عبء على سلة الغذاء العالمي».
ولا يمكن ان تكون قضيتنا اليوم مع قادة هذا العالم المدعي انه متقدم وحر ولا يمكن اليوم ان يكون هؤلاء شركاء في عملية السلام، كما لم يكونوا من قبل، فأن يصرح رئيس اكبر دولة ويعتبر الافراج عن ضابط أُسر أثناء عمليات ميدانية هو شرط للبدء بأي مفاوضات هذا التصريح بحد ذاته إهانة بالمطلق لكل حر حقيقي في هذا العالم.
ونحن متفقون اصلاً ان هؤلاء لا يمكن ان يكونوا مهتمين لحياة أو مصير شعوب المنطقه فنحن كما يرانا السيد أوباما مجرد ارقام لا يهم كم يقتل قطعان المستطونين منا في فلسطين أو عدد الذين يقتلون على يد قطعان المرتزقة الممولين بالمال العربي في سورية والعراق وليبيا … ألخ.
ليس اوباما الذي يجب أن يقع اللوم عليه وحده… لدينا ألف ألف أوباما على هذه الأرض، منهم من يسمي نفسه مثقف ومنهم من يُقدم الينا على انه أعلامي لامع وآخرون هم سياسيون يقال عنهم انهم خبراء واصحاب تجربة. من تونس الى ليبيا الى مصر الى سورية الى العراق الى لبنان حتى في فلسطين المحتله نفسها خرجت أصوات سيئة تُحمل المقاومة عار هذا العار مختصر بأن شعب فلسطين يدافع عن نفسة ويقاتل حتى الموت من اجل حقة ومن أجل رفع الظلم الممتد منذ اكثر من ستين عاماً.
فكل من ركب مركبَ ما يسمى الربيع العربي اليوم هو فاقد للنطق عاجز عن إبداء رأي منصف بما يحدث في فلسطين المحتله، ومن نطق منهم كان نُطقة اسوأ من صمته، فبدأ المثقفون ينشرون في الصحف الصفراء سموم حقدهم على شعوب المنطقة.
فكيف يكون الانسان حراً ويطالب بالحرية والديمقراطية ولا ينصف شعب فلسطين؟
يتحدثون كما يتحدث سيدهم في البيت الأبيض، ذاك السيد لا نراه نحن الا مجرد خادم صغير في مشروع الصهيونية العالمية التي ليست لها حدود جغرافية ولا تملك اي حقوق تاريخية على هذه الأرض.
لا عتب «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت» هذا حال حكام الأمة وهذا حال الثوار العرب الفاشلين الغارقين بالخيانة وهذا حال من يسمي غزة وينسى فلسطين فالحرب اليوم على فلسطين كل فلسطين وفلسطين التي رأها من حمل لواء تحريرها هي من المحيط الى الخليج، فلسطين هي كل عاصمة عربية لا تمتلك قراراً مستقلاً، فلسطين هي كل انسان عربي يقتل على يد قطعان الصهيونية وقطعان المرتزقة أمثال «داعش» و«النصرة» ومن في فلكهم من الذين هانت عليهم انفسهم وسهُل عليهم قتل الأبراياء.
نعم يا سيد أوباما تريد ان تشترط علينا اطلاق سراح ضابط «اسرائيلي» ولكنك لم تذكر ولو من باب الكياسة او الذوق أكثر من عشرة آلاف انسان بين شهيد وجريح.
نحن لسنا مجرد ارقام كما تعتقد انت او كما تم تلقيمك من مستشاريك ومن خط لك تصريحك الهزيل هذا ولسنا كما وُصفنا في خطب وتصريحات آخرين…
لأن أي تصريح أو خطاب ومهما كان مصدره إن لم يكن على مستوى دم اطفال فلسطين وأهل الشام الذين يقتلون اليوم بالسلاح نفسه والمال نفسه والغطاء السياسي نفسه فهو لا يعنينا بشيء.