استنكار واسع للاعتداء على الجيش
أثار الاعتداء على الجيش اللبناني استنكار عدد من المسؤولين والفعاليات السياسية اللبنانية، اللذين أعلنوا تضامنهم الكامل مع الجيش اللبناني للتصدي للمجموعات الإرهابية.
وتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات الأوضاع في عرسال ومنطقتها، على خلفية الاعتداءات الإرهابية على الجيش والقوى الأمنية، وأجرى لهذه الغاية اتصالاً بقائد الجيش العماد قهوجي. وقال بري في تصريح: «إننا إذ ندين أي تعرض للجيش والقوى الأمنية التي تنفذ مهماتها الأمنية على الأرض في أي موقع وفي أية جهة، فإننا نرى أنّ هذا العدوان هو عدوان على كلّ لبنان وعلى كلّ اللبنانيين، وإنّ أي جرح في جغرافيا الوطن هو جرح في قلب لبنان». وتابع بري: «متأكدون أنّ أهلنا في عرسال، شأنهم شأن أهالي الموصل، لن يدعوا الإرهاب يتسلط على بلدتهم، ويمارس العدوان على الجيش والقوى الأمنية، وهم الذين نشهد لهم في مواقع المقاومة الوطنية والوطن».
بدوره، قال رئيس الحكومة تمام سلام: «إننا نعتبر ما يجري في هذه المنطقة العزيزة من بلادنا اعتداء صارخاً على لبنان الدولة، وعلى القوات المسلحة اللبنانية، مثلما هو اعتداء على المواطنين اللبنانيين في أمنهم ورزقهم وممتلكاتهم. وانطلاقاً من موقع المسؤولية، فإنّ الحكومة تتعامل مع هذه التطورات بأقصى درجات الحزم والصلابة».
وأكد سلام أنّ «الدولة اللبنانية لن تتهاون في حماية أبنائها، مدنيين كانوا أم عسكريين، ولن تسمح بفرض حالة من الفوضى الأمنية في أي منطقة لبنانية، أو خروجها عن سيطرة القوى الشرعية تحت أي ذريعة كانت».
ودان وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر «الاعتداءات الإرهابية المجرمة التي يتعرض لها الجيش في منطقة عرسال»، مؤكداً أنّ «المؤسسة العسكرية ستستمر بمواجهة كل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار وبمنع الفتنة الداخلية، وأنّ الجيش هو العمود الفقري للبنان والضامن الوحيد لوحدته».
ورأى الرئيس نجيب ميقاتي في بيان: «إنّ هذا الاعتداء يؤكد مجدداً أنّ من يتربص شراً بهذا الوطن ماضٍ في مخطط اقحام لبنان في النيران المشتعلة حوله، ونقل المعارك إلى الداخل اللبناني، مما يتطلب أقصى درجات الوعي والتضامن لصدّ هذا المخطط والتوحد حول الجيش اللبناني والقوى الأمنية ومؤازرتهم في منع تنفيذ ما يحاك للبنان».
من جهته، شدّد الرئيس السابق العماد ميشال سليمان على «ضرورة وضع كلّ الخلافات السياسية والحسابات الضيقة جانباً، للالتفاف الجماعي لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مواجهة التهديدات الإرهابية».
وأعلنت قوى 14 آذار، في بيان «أقصى درجات التضامن مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لما تعرضوا له اليوم من قبل مسلحين أتوا من الجرود في اتجاه مدينة عرسال».
ودعا وزير الاتصالات بطرس حرب «القوى السياسية والأحزاب والتيارات اللبنانية كافة إلى وعي خطورة ما جرى ويجري في منطقة عرسال وعلى الحدود مع سورية، وإلى إبداء موقف موحد في دعم السلطات الشرعية في ما تقوم به من تدابير»، وحيا: «أهالي عرسال في التفافهم حول دولتهم وجيشهم ووقوفهم في وجه عصابات الإرهاب».
وأصدر حزب الله بياناً اعتبر فيه أنّ «استمرار هذه الجرائم التي ترتكبها جماعات إرهابية منظمة، مدعومة بغطاء خارجي وبتبرير داخلي، دليل على الخطر المحدق بلبنان وكل أهله». كما أكد أنّ «استمرار هذه الجرائم التي ترتكبها جماعات إرهابية منظمة، مدعومة بغطاء خارجي وبتبرير داخلي، هي دليل على الخطر المحدق بلبنان وكلّ أهله، من دون تمييز بين منطقة وأخرى، أو طائفة وطائفة، أو مذهب ومذهب آخر، وهو ما ينبغي أن يتكاتف اللبنانيون جميعاً لمواجهته، بعيداً من إيجاد التبريرات أو التماس الأعذار لهذه الجماعات الإرهابية، وهي التي ارتكبت من الفظائع ما لا يقبله عقل أو دين أو عرف».
وإذ أعرب الحزب عن أقصى درجات التقدير للمؤسسة العسكرية، وعن تأييده لكل الخطوات التي تتخذها من أجل الحفاظ على هيبة هذه المؤسسة، وتعزيز حصانتها وقدرتها في وجه الاعتداءات الإرهابية، شدّد على «وقوفه صفاً واحداً مع هذه المؤسسة في مواجهة المخاطر المحدقة ببلدنا، التي تتهدد وحدته وسيادته واستقراره».
وأبدى الرئيس أمين الجميل خشيته من «أن يكون الذي يحصل في لبنان هو صورة مصغرة عن الذي يجري في العراق»، معتبراً أنّ «هناك خطراً كبيراً على مستقبل لبنان وسيادته ووحدته».
ورأى النائب محمد كباره بعد اجتماع في دارته «أنّ ما يجري في عرسال السنية البطلة، ليس إلا حلقة من مسلسل إيراني – سوري لإخضاع أهل السنة»، محذراً «من أي قرار يحول جيشنا من مؤسسة وطنية جامعة واجبها حماية كل اللبنانيين إلى ما يشبه جيش المالكي».
وأعلن تيار المستقبل، في بيان «أنّ تورط حزب الله في الحرب السورية وإصراره على استدعاء الحريق السوري إلى الأرض اللبنانية هو عمل مرفوض بكل المفاهيم الوطنية»، مؤكداً أنّ «هذا التورط لا يبرر لأي جهة، كائنة من كانت، أن تخرق السيادة اللبنانية، وأن تجعل منه وسيلة للاعتداء على الجيش اللبناني وعلى المؤسسات الشرعية اللبنانية».
ورأى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أنه «آن الأوان لوضع حدّ لهذا الفلتان والسيبان القاتل، وليكن شعارنا المنقذ: لا ملجأ آمناً لأي مطلوب، وكلنا واحد في مصاب الجيش لأنه خشبة الخلاص الأخيرة للبنان».