العراسلة: بلدتنا لن تكون عبرا ثانية
أحمد طيّ
إزاء ما يحصل أخيراً في عرسال، لا يسعني إلا أن أعيد نشر أجزاء من مقال كتبته عن عرسال في «البناء» في حزيران من السنة الماضية، يوم اختطفتها حفنةٌ من الأنجاس الطارئين عليها.
آخٍ منك يا عرسال، وويح للذين حوّلوكِ عن مسارك الذي لم نعهده إلا زاخراً بالأمجاد والرجال الرجال. وتبّت أيدي الذين أغرقوكِ في أتون المذهبية البغضاء اللعينة وأنت المعروفة بانصهارك التام مع محيطك.
آخٍ منكِ يا عرسال، كيف سمحتِ للعابثين بأن يعتلوا عرش القرار فيكِ فيعزلونكِ عن جاراتك القرى التي لم يكنّ لك أهلها سوى الحبّ منذ سنين طويلة ولمّا يزلوا. آخٍ منكِ يا عرسال يا موئل الأحرار في زمن الأحرار وموئل العابثين في زمنٍ خبيثٍ داؤه نارٌ ودواؤه نار أيضاً.
آهٍ منك يا «عرش إيل»، أويدرك الطارئون على تاريخك اليوم معنى اسمكِ؟ أيعرفون أنّك كنتِ عرش الإله الذي يحرس خصب البقاع، والذي اتّخذ له هرماًَ في وسط مملكته، فكان «هرم إيل» أي الهرمل؟ أيعرفون أنّ التاريخ لا يرحم الطارئين وأنّ عقابهم سيكون وخيماً، إذ إنّه، ومهما جار الزمان لا يقبل التشويه ولا يقبل أن يُنسى اسمٌ خُطّ على لوح المجد، بل يرحّب بإضافة أسماء مجيدة جديدة.
آهٍ منكِ يا عرسال. نقولها اليوم لأننا لم نعهدكِ إلا مقاوِمةً قوميةً وحتّى عروبية الهوى أمّا اليوم فتنزوين في «سنيّة» تغرقكِ في وحول الرجعية التكفيرية.
آهٍ منك يا عرسال وآهٍ عليك، فلخوابي العمر المسكونة بزوايا ذاكرتنا حنين ولشبابِك المفعم بالرجولة والعلم والظرافة حنين ولعنبك البعليّ السكّر حنين ولزبيبك الشهد حنين ولتينك الزكيّ حنين…
… لم تكن عرسال يوماً خارج خطّ النضال الحقّ إلا أنّ الطارئين عليها اليوم من شباب مضلّلين وآخرين انغمسوا في وحول السلفية والرجعية شوّهوا معنى النضال وأعلنوا بِاسم عرسال تضامنهم مع ما يسمّى «الثورة» في سورية ولا يزالون يقنعون أنفسهم والعالم أجمع بأنّهم «يناضلون». ولكن!
ثمة أسئلة كبيرة وكثيرة تُطرح حول استدراج عرسال وأهلها لتكون في خط معادٍ لتاريخها المتميز بالمقاومة وبالنضال الاجتماعي والنقابي دفاعاً عن حقوق العمال والفلاحين والفقراء ضدّ مستغلّيهم من إقطاع سياسي ورأسمالية ليبرالية متوحشة غير معروف مصدر ثرواتها.
ثمّة أسئلة كبيرة وكثيرة حول الأسماء المتورّّطة في بدء المؤامرة على عرسال لزجّها بما سُمّي «نضالاً» إذ أنّ هؤلاء قلّة لكنهم يجتاحون شاشات التلفزة التي تتغاضى عن آلاف العراسلة الذين يرفضون هذا «النضال» ويرفضون العداء لسورية ويرفضون أن يُختزَلوا بواسطة حفنة طارئة من الضالين والمتورّطين.
ثمّة أسئلة كبيرة وكثيرة عن الحالمين بإمارات إسلامية بدءاً من سورية وليس نهايةً في عرسال وعكار وطرابلس هذه الإمارات التي يرفضها العراسلة الخلّص.
إذا كان البعض يرى في الجرثومة المذهبية والطائفية التي غذّتها الرأسمالية الحريرية سبباً في ذلك فإنّ ذلك يبقى مجانباً للحقيقة وإذا كان المال المتدفّق فجأة قد سلّط فئة قليلة على قرار عرسال وحرم الآلاف من أبنائها من التعبير عن رأيهم الوطني والقومي السليم فإن العراسلة الوطنيين والمقاومين بحاجة ماسة إلى كل أشكال الدعم المعنوي والمادي لمواجهة الجرثومة بالمضادّات الوطنية الحيوية التي تحاول أن تضع البلدة المناضلة في غير مكانها وتاريخها الصحيح.
لا يمكن لعاقل أن ينسى تلك الوفود من قوى «14 آذار» التي زارت عرسال يوماً تحت شعار ما سمَّوه «التضامن مع عرسال» إذ لم يبقَ نائب حريريّ أو داعية سلفي إلا ودخل مع الإعلام للتضامن مع البلدة… عفواً ليس مع البلدة بل مع رئيس بلديتها وابنه المنغمس حتّى النخاع في أعمال الإرهاب التكفيري. أما البلدة فلم تجد سابقاً من يتضامن معها في وجه الحرمان والبؤس اللذين لم يمّيزاها عن شقيقاتها من قرى البقاع الشمالي والهرمل.
ربما ضُلّل بعض شباب عرسال وربّما غُرّر بهم أو ربّما حلموا بإمارة ما فانخرطوا في العمليات الإرهابية ضدّ سورية ظنّاً منهم أنّ «النظام» قاب قوسين أو أدنى من «السقوط» وأنّهم سيحتفلون بالنصر في دمشق لكن الشعب السوريّ الذي ادّعوا نصرته خذلهم فوقف داعماً الدولة السورية وجيشها فطالت الأزمة في سورية وطال معها القتال أمّا أحلام العراسلة المضلّلين والمتآمرين وهنا نستثني أهالي عرسال الرافضين انغماس بلدتهم في الأعمال الإرهابية ضدّ سورية فأخذت بالتقزّم والتشتّت لتتشظّى أعمالاً تخريبية هنا وانتقامية هناك لم تجلب إلى بلدتهم سوى الظلم والعار على حدّ سواء.
كثيرون من العراسلة غير راضين عمّا وصلت إليه أحوال بلدتهم ويرون في الدولة ملاذهم الوحيد لكنهم في المقابل يريدونها عادلة منصفة ويرون أن الكمائن التي نصبت في عرسال ضدّ الجيش و«أهل السهل» كمائن للوطن كلّه وكمائن لهم بالتحديد… كثيرون من العراسلة يرفضون اليوم أن تكون «عرسالهم» عبرا ثانية.
بعد يومين على التطاول الآثم الذي اقترفته الجماعات المسلّحة الإرهابية على الجيش في عرسال، بتعاونٍ وثيق وموثّق من بعض شباب البلدة لا سيما المدعو «أبو طقية»، تواصلت ردود الفعل الشاجبة هذا الاعتداء، والمتضامنة مع الجيش الوطني اللبناني في مواجهة فلول المتطرفين. وفي هذا التقرير أهمّ هذه المواقف.
خليل
شدّد وزير المالية علي حسن خليل في كلمة ألقاها خلال افتتاح مركز صحي واجتماعي في بلدة بني حيان الجنوبية، على ضرورة الوقوف إلى جانب الجيش ورفض المس به وبهيبته في المناطق التي ينتشر فيها، إذ يحاول البعض أن يكسر هيبته. وقال: «نجدد العهد بأننا سنبقى نحضن هذه المؤسسة الراعية والضامنة للسلم الاهلي».
ودعا الحكومة من موقع المسؤولية إلى تأمين الغطاء السياسي والمعنوي وتقديم الامكانيات المادية التي يحتاجها هذا الجيش للقيام بواجباته وتطوير أدائه بما يؤمن سلمنا الأهلي واستقرارنا على أفضل وجه. معتبراً أنها مسؤولية الدولة والحكومة والشعب من كل المناطق ومن كل الطوائف والمذاهب، انه جيشنا العابر لكل هذه الانقسامات باتجاه الوحدة التي لا خلاص من دونها لوطننا ومستقبله.
جابر
حيّا عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ياسين جابر جنود الجيش اللبناني وضباطه البواسل «الذين خاضوا معركة الدفاع عن شرف لبنان من خلال التصدّي للإرهاب الذي نرى اليوم ممارساته الإجرامية والبشعة في سورية والعراق، وفي مختلف المناطق التي يمتد إليها هذا الإرهاب».
وقال في تصريح في النبطية: «كما كان رهاننا على الجيش ودوره سيبقى هذا الرهان، وسيثبت الجيش انه المدافع الاول عن سيادة لبنان، فكما تمكن جيشنا من التصدّي للعدو الاسرائيلي واعتداءاته، سوف يتصدى بكل قواه للإرهاب المجرم وممارساته التي لا تمتّ إلى الدين بأيّ صلة، لأن الجيش اللبناني وحده هو خلاص اللبنانيين من كل الشرور والفتن وسيثبت الجيش نجاحه في الدور الوطني الملقى على عاتقه في حفظ الوطن وسيادته واستقراره».
وتابع: «المطلوب اليوم تفعيل كل مؤسسات الدولة والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل المجلس النيابي وعمل الحكومة»، داعياً مجلس الوزراء إلى الاجتماع بصورة مستمرة لأجل تحصين لبنان من خطر الجماعات الإرهابية، وأن تعقد في أسرع وقت جلسة للمجلس النيابي، فكما عقدت جلسة نيابية لأجل دعم غزّة والموصل، المطلوب اليوم أن تعقد جلسة وفي أسرع وقت ممكن وأن يحضرها جميع النواب اللبنانيين لأجل إعطاء الدعم وتوفير الغطاء السياسي والاحتضان للجيش اللبناني لأنّ جنود الجيش هم أولادنا ويدافعون عن كل لبناني، وإلا إذا أستبيح لبنان من قبل هذه العصابات المجرمة سيكون المصير أسود، ولا شك أن منطقة عرسال التي واجه فيها الجيش المجموعات الاجرامية هي منطقة متنوعة طائفياً، ففيها المسيحي والسني والشيعي، يجب أن يتكاتف اللبنانيون خلف جيشهم اليوم لاحتضانه في دوره الريادي والقيادي في معركته مع الإرهاب الدموي».
وهنأ النائب جابر الجيش اللبناني على بسالته في أرض الميدان، مقدّماً التعازي لقيادته ولذوي الشهداء من القوى العسكرية والأمنية ومن الابرياء المدنيين الذين كان ذنبهم أنهم دافعوا عن الجيش، داعياً لأن يهب اللبنانيون للدفاع عن الجيش الذي يشكل عنوان عزّة الوطن.
عسيران
اعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي عادل عسيران في تصريح له أمس أن اللبنانيين لن يتخلوا عن دعم جيشهم الباسل، ولا عن عيشهم المشترك، ولن يرتضوا من أي جهة كانت أن تفرض عليهم طقوساً وشعارات غريبة عنهم. مؤكداً أنّ الجيش عماد الوطن وركيزة استقراره، وأنّ أيّ اعتداء عليه اعتداء على كل اللبنانيين.
وقال: «إن اللبنانيين كلمة واحدة وصف واحد في سبيل دعم الجيش وحفظ الوطن، وهذا أمر نهائي»، داعياً الحكومة إلى اتخاذ قرارات حاسمة وحازمة لتدعيم الوضع الأمني ودعم الجيش ليخرج لبنان من هذه المحنة، موحداً من خلال جمع الشمل وتوحيد الكلمة، وهذا يتطلب انتخاب رئيس جمهورية لنتمكن حقاً من حفظ لبنان.
سكرية
رأى النائب الوليد سكرية أنّ ما يجري في عرسال عدوان واسع للجماعات الإرهابية التي تقاتل كل من لا ينتمي إليها. داعياً في حديث إذاعيّ الدولة إلى أن تحسم الوضع في تلك المنطقة.
وقال: «من هاجم عرسال هم المسلحون، وحزب الله يقاتلهم في الجبال ويحمي لبنان والبقاع من تمدّدهم، لأن احتمال احتلال بلدة لبنانية، وأخذ سكانها رهائن لأجل مبادلتهم بسجناء من سجن رومية كان احتمالاً موجوداً».
وديع الخازن
اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أنّ ما يحصل في عرسال وجرودها يندرج في تداعيات الأحداث السورية المؤسفة على لبنان. وقال في تصريح: «يوم أسود ودامٍ دفعت فيه المؤسسة العسكرية ثمناً جديداً غالياً من خيرة ضباطها وجنودها في عرسال. إنّ هذا التعرض السافر والمدان للجيش بحدّ ذاته فعل آثم وغادر ومشين بحق الأمن الذي بات مهتزاً على وقع الأحداث في سورية. فهل بات مطلوباً من الجيش أن يعلم بتحركاته المباغتة لإلقاء القبض على المجرمين والإرهابيين لتسهيل هربهم وإخفاء أثرهم؟ الجيش حامي الحياض والناس وهو مطلق الحرية في التحرك والتصرف، ولا يستأذن أحداً، فما يحصل اليوم في منطقة عرسال يطرح السؤال من هو العدو الحقيقي لأمن المواطن في لبنان ولماذا يسمح بإيواء أعداء هذا الأمن؟».
وختم: «آن الآوان لوضع حدّ لهذا الفلتان والسيبان القاتل، وليكن شعارنا المنقذ: لا ملجأ أمناً لأيّ مطلوب، وكلّنا واحد في مصاب الجيش لأنه خشبة خلاص لبنان الأخيرة».
هاشم
عقد عضو كتلة التحرير والتنمية» النائب قاسم هاشم اجتماعاً مع فاعليات مرجعيون والعرقوب، وقال فيه: «إنّ ما يتعرّض له الجيش اللبناني في عرسال أمر خطير، وهو اعتداء على كل الوطن لأن المؤسسة العسكرية تحمي كرامة اللبنانيين في هذا الزمن، إذ لا يجوز السكوت عن هذه الارتكابات التي تطاول الجميع، ويجب وضع حدّ لحال التفلت التي قد تتجاوز عرسال، ويجب ألا يمر التعاطي مع الاعتداء على الجيش في عرسال مرور الكرام».
وأردف: «لقد أصبح واضحاً أنّ الخطر الإرهابي التكفيري يتقاطع مع الخطر الاسرائيلي بكل جوانبه وعناوينه، وأمام خطورة ما جرى فإن الاستثمار على الأمن كما قال اكثر من مرة الرئيس نبيه بري، يجب أن يكون في أولوية الاولويات لحماية لبنان وتعزيز استقراره وأمنه وهذا ما يستوجب خطة وطنية شاملة، وعلى كل القوى السياسية أن تتحمل مسؤولياتها لمواجهة الخطر الإرهابي وتقديم كل الدعم للمؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الاخرى التي تدافع عن شرف الوطن وتتصدى للتكفيرين وتمنعهم من تهديد الأمن الوطني اللبناني».
وختم هاشم: «إنّ الدماء التي سقطت هي التي تحمي الوحدة الوطنية وتصون كرامة الوطن».
السيد
اعتبر اللواء الركن جميل السيد أنّ مسؤولية ضبط ما يجري في عرسال ومحيطها ضد الجيش اللبناني والقوى الأمنية تقع على تيار المستقبل وفريقه، على اعتبار أن هذا التيار وحلفاءه قد شكلوا، وما يزالون، البيئة الحاضنة والغطاء السياسي للمسلحين من كل الجنسيات، منذ اليوم الأول لانطلاق الأحداث في سورية منذ ثلاث سنوات.
وأضاف في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي: «إن تصريحات الاستنكار لا تكفي بل يتوجب على تيار المستقبل وبعض الدول التي تقف وراءه أن يعالجوا الفلتان في عرسال بالطريقة نفسها التي عالجوا فيها الفلتان في طرابلس والشمال، خصوصاً أنّ القرار الخارجي الذي ينفّذه تيار المستقبل لا يزال يصرّ على استخدام بلدة عرسال وجرودها كقاعدة تموين وتغذية ودعم وطبابة للمسلحين الأجانب الذي يقاتلون في الجبال المحاذية للحدود اللبنانية، ما يجعل الجيش اللبناني والأهالي معرضين يومياً لمختلف الحوادث والمخاطر التي لن تنتهي طالما أن تيار المستقبل يصر على تحويل تلك المنطقة إلى ملاذ أمن للمسلحين على حساب الأمن البقاعي والوطني».
وختم السيد: «إن ما يعرفه الجميع في منطقة البقاع، أنّ معظم أهالي عرسال يرفضون ما يجري في بلدتهم وجوارها، لكنهم باتوا رهائن لبعض المجموعات المحلية التي تنتمي لتيار المستقبل والتي تتولى التواصل مع المسلحين وتأمين الخدمات لهم بذريعة دعم القتال ضد النظام في سورية».
الهراوي
شدّد الوزير والنائب السابق خليل الهراوي على أن الواجب الوطني يدعو كل المواطنين إلى الوقوف جنباً إلى جنب الجيش في مواجهة مسلَّحين غرباء دخلوا أراضٍ لبنانية وتمركزوا فيها وعبثوا بأمنها وأمن أهلها.
وتابع: «أما وقد تردّدت في الآونة الأخيرة إشاعات عن خطر يتهدّد البقاع، عنوانه: صدامات مذهبية، أقول أن هذا لا يمتّ إلى الواقع بِصلة لأن المجتمع البقاعي عموماً والزحلي خصوصاً رفض التسلح الفئوي منذ عام 1984 معتبراً منذ حينه، أن حصانته هي مسؤولية المؤسسات الوطنية والرسمية وعلى رأسها الجيش اللبناني، وأن وطنية البقاعيين وعيشهم مع بعضهم البعض ومصالحهم المشتركة تجمع ولا تفرِّق، وهي أكبر من عناوين سياسية تظهر وتغيب مع المصالح الاقليمية والدولية».
الصمد
استنكر النائب السابق جهاد الصمد في بيان، الاعتداء الآثم الذي يتعرّض له الجيش اللبناني والقوى الأمنية في منطقة عرسال، داعياً إلى مواجهة قوى الإرهاب والتطرّف بشكل حازم وحاسم، لأنها تتهدّد وحدة لبنان واستقراره ومصيره.
ورأى أنّ ما يتعرّض له الجيش اعتداء خطير لا يجوز السكوت عنه، لأنه اعتداء على كل اللبنانيين بمختلف مكوّناتهم ولأي جهة سياسية انتموا، وأن على الجميع الوقوف خلف الجيش في معركته ضد الإرهاب والتطرف والالتفاف حوله لأن الجيش خط أحمر وهو الضمانة الوحيدة لحماية وبقاء لبنان.
واعتبر أن الإسلام دين الاعتدال والتسامح والمحبة والألفة، وأن مظاهر التطرف والإرهاب والاعتداء على مؤسسات الدولة وعلى المقدسات وعلى المواطنين، وتخويفهم في أنفسهم وممتلكاتهم ليست من الإسلام في شيء، وهو بريء منها.
وقدّم العزاء لذوي شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في المعارك، وذوي المواطنين الذين سقطوا دفاعاً عن مؤسسات الدولة وعن أراضيهم وأنفسهم، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
«المرابطون»
رأت الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون، «أنّ ما جرى من استهداف للجيش اللبناني ولقوى الأمن الداخلي من قبل عصابات الإرهابيين والمخرّبين، يؤكد ما كنا قد حذّرنا منه منذ بدايات الأزمة في سورية من أن هؤلاء المخربين والإرهابيين وبعد القضاء عليهم على أرض سورية، سيتوجهون نحو لبنان، وبالتالي دعونا الجميع من مختلف الأطياف السياسية اللبنانية إلى دعم أبنائنا في الجيش، مؤكدين أن من يحاول أن يستقوي بالإرهابيين والمخربين لدعم مواقف سياسية مذهبية سيكون أول ضحاياه».
ودعت الهيئة الجميع إلى الوقوف والدفاع عن الوطن بوجه هؤلاء الإرهابيين والمخربين مع جيشنا الوطني اللبناني، ونحن على يقين أن هذا الجيش وعلى رأسه العماد جان قهوجي سيتحمل مسؤوليته الوطنية كاملة بالدفاع عن الوطن والمواطنين.
وناشدت الجميع إلى نبذ الخلافات، وتحمل المسؤولية الوطنية والتماثل مع أهل عرسال لأن الخطر الإرهابي سيقضي على الجميع وعلى كينونة الوطن إذا لم نجعل معركة مكافحة الإرهاب قدراً يوحّد الجميع في هذه المعركة الوطنية.
وتقدّمت بالتعازي من قيادة الجيش وذوي شهدائه ومن ذوي شهداء عرسال.
سعد
توجّه أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد بتحية تقدير إلى العسكريين في الجيش اللبناني والقوى الأمنية الذين يتصدّون ببسالة لاعتداءات الجماعات الظلامية الإرهابية. كما توجّه بتحية الإجلال إلى الشهداء العسكريين والمدنيين الذين قدموا حياتهم دفاعاً عن الشعب والوطن، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
وحيّا أبناء عرسال الذين واجهوا بصدورهم العارية الهجوم الإرهابي على مركز فصيلة الدرك في البلدة. مؤكداً أنّ عرسال برهنت أنها ليست بيئة حاضنة للإرهابيين، بل هي رهينة بين أيديهم وضحية لممارساتهم الإجرامية. داعياً إلى إنقاذها من سطوتهم وبطشهم.
وطالب الحكومة بعقد اجتماعات مفتوحة لمواجهة الاحداث الخطيرة في عرسال، ولتوفير كل ما يحتاجه الجيش لجهة القرار السياسي وفي مجال الإمكانيات المادية، مطالباً المجلس النيابي بعقد جلسة طارئة لتدارس الوضع، واتخاذ التوجهات المناسبة لمجابهة تحدّي الإرهاب الذي يتهدّد لبنان وأمنه واستقراره، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون انتظار الإيحاءات أو التوافقات الإقليمية، فالشغور في سدة الرئاسة يشكّل ثغرة شديدة الخطورة لها انعكاساتها السلبية على الوضع السياسي الداخلي.
وأضاف: «الإرهاب الذي يفتك بسورية والعراق وليبيا وغيرها من الأقطار العربية، يشكل أيضاً خطراً داهماً على لبنان لا يقل عن الخطر الصهيوني، فهو يسعى إلى تدمير الدول، وتمزيق المجتمعات، والعودة بها إلى عصور الظلام والهمجية. لذلك ينبغي على الجميع عدم القيام بتوفير الأجواء الملائمة لنموه وانتشاره، كأجواء التحريض الطائفي والمذهبي. داعياً إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة الإرهاب على مختلف الصعد السياسية والفكرية والإعلامية وغيرها، ويقع على عاتق الدولة واجهزتها المختلفة واجب مواجهة الإرهاب مواجهة شاملة وحاسمة، لا تراجع فيها ولا مسايرة ولا محاباة.
وختم سعد بالتعبير عن الثقة بقدرة اللبنانيين على الانتصار على العدوانية الإرهابية، كما سبق لهم وأن انتصروا على العدوانية الصهيونية، شرط أن يتّحدوا تحت راية العروبة المنفتحة والوطنية اللبنانية الجامعة، بعيداً عن كل الانقسامات الطائفية والمذهبية المدمرة.
معن الأسعد
أكّد أمين عام التيار الاسعدي المحامي معن الأسعد أنّ الاعتداء على الجيش اعتداء على لبنان واللبنانيين على اختلافهم، وأي تصويب عليه أو الإساءة إليه خيانة للوطن والوحدة الوطنية. معتبراً أن جيش الوطن هو القادر على مواجهة الإرهاب والإرهابيين وسيكون الاعتماد عليه كالعادة في الازمات المصيرية التي لن يبخل فيها بتقديم الشهداء والتضحيات على مذبح الدفاع عنه وصونه من كل التحديات والاستهدافات.
وشدّد على ضرورة وقف أيّ خطاب طائفي مذهبي فتنوي أكان سياسياً أو دينياً، ورأى أن على القضاء والجهات المعنية ملاحقة كل من يتهدّد الأمن والاستقرار أو يوجه الاتهامات إلى الجيش.
ودعا الأسعد أهالي عرسال إلى الانتفاضة على الإرهابيين والمسلحين الغرباء الذين اجتاحوا بلدتهم واحتلوا محطيها وجعلوا منهم رهائن وأسرى. طالباً من رئيس بلدية عرسال اتخاذ الموقف الوطني العلني والصريح حيال ما تتعرّض له عرسال وأهلها لإعادتها إلى حضن الدولة.
ورأى أن أمر العمليات الإرهابية الذي اتُخذ ضد الجيش لن يحقق أهدافه الفتنوية لأن الجيش ومن خلفه اللبنانيون سيكونون بالمرصاد للإرهاب ولن تطأ أقدام الإرهابيين أرض لبنان مهما بلغت التضحيات.
ترايسي شمعون
اعتبرت رئيسة حزب «الديمقراطيون الأحرار» ترايسي شمعون، في تصريح، أنّ الهجوم الغادر الذي استهدف مراكز الجيش اللبناني في جرود عرسال من قبل عصابات التكفير الظلامية، وأدّى إلى استشهاد عدد من الأبطال وإصابة آخرين بجروح، يحتم على كل اللبنانيين ترك خلافاتهم السياسية جانباً والالتفاف حول المؤسسة العسكرية الضامنة للوطن والمدافعة عن سيادة شعبه وحريته بوجه أعداء الشرف والوفاء والقيم. داعيةً إلى العمل على انتخاب رئيس للبنان يصون شرعيته ويعيد انتظام مؤسساته، فيعطي بذلك قوة لجيشنا من أجل التصدي للإرهاب التكفيري.
البعريني
دان رئيس التجمّع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني الاعتداء على الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في عرسال وطرابلس. وأكد أنّ ما يجري من محاولات لإقحام لبنان بالنار المشتعلة حوله خطير للغاية، وهو ما يتطلب أقصى درجات الوعي والتضأمن للحفاظ على المؤسسات الأمنية، لأنها صمام الأمان في التصدّي للمخططات الإرهابية، التي من شأنها نقل المعارك إلى الداخل اللبناني.
وأضاف: «اللبنانيون مطالبون أكثر من أيّ وقت مضى في الترفع عن الخلافات الصغيرة لمصلحة الوطن والحفاظ على مؤسساته، ودعم الشرعية اللبنانية والجيش ورفض الانجرار إلى أيّ مخطط تخريبي تدميري لأن الجميع خاسر في الفوضى».
ورفض البعريني المواقف غير المسؤولة التي أطلقها بعض السياسيين ممن كانوا من أوائل المرحبين بالنازحين السوريين من دون وعي وقراءة لنتائج أفعالهم.
المرعبي
استنكر رئيس تيار القرار اللبناني الوزير والنائب السابق طلال المرعبي في تصريح، التعرض للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية. وندّد بالاعتداءات التي طاولت المؤسسة العسكرية. وقال: «على الجميع، هيئات سياسية وفاعليات ومجتمعاً أهلياً والشعب اللبناني تدارك الأخطار المحدقة بلبنان، والعمل على الالتفاف حول المؤسسات الشرعية واحتضانها وقطع دابر الفتن».
ودعا أهل السياسة إلى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل دور المؤسسات. وأشار إلى ضرورة تمتين الساحة الداخلية، وإلى مزيد من التماسك الوطني وترسيخ العيش الواحد وعدم السماح لأيادي الشرّ أن تعبث به.
وتقدّم المرعبي من المؤسسة العسكرية ومن ذوي الشهداء بأحرّ التعازي.
البزري
دان الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري الاعتداء السافر الذي تعرّض له الجيش اللبناني، واعتبره موجهاً ضد كل اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم.
وقال: «إن الوضع الأمني المتردّي والشحن الطائفي، والاستقطاب السياسي بلغوا ذروتهم في ظل ظروف خطيرة ودقيقة محلياً وإقليمياً، وفي ظل وضع حكومي متردّ منفصل عن الواقع الحقيقي». كما حيّا البزري الجيش الوطني اللبناني على شجاعته والتزامه الدفاع عن أرضه والردّ على الاعتداءات التي تستهدفه. موجّهاً تحية إجلال وأكبار لشهدائه الذين يضحون بحياتهم في معركة الدفاع عن الوطن، ومتمنياً للجرحى الشفاء العاجل.
وختم البزري داعياً اللبنانيين إلى التعقل وتغليب المصلحة الوطنية العامة على النظرة الفئوية الضيقة والالتفاف حول الجيش وسائر القوى الأمنية اللبنانية ومساندتهم في مواجهة المخاطر والفتن التي تحاك ضد لبنان.
تقيّ الدين
استنكر رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقيّ الدين في بيان، الاعتداء الذي تعرض له الجيش والقوى الأمن الداخلي في عرسال، واعتبر أنّ ما يحصل عمل إرهابي وحدث خطير جدّاً.
وحيّا الجيش على شجاعته والدفاع عن أرضه والرد على الاعتداءات الإرهابية التي تستهدفه. وتقدّم بتحية إجلال للشهداء العسكريين في الجيش الذين قدموا حياتهم دفاعاً عن الشعب والوطن، وتمنّى الشفاء العاجل للجرحى العسكريين.
القوّاس
اعتبر أمين الهيئة العامة لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد شاكر القواس في بيان أنّ الإرهاب لا يواجه إلا بالحسم والمواجهة العسكرية والأمنية المباشرة. وطالب الرئيس سعد الحريري بحسم موقفه من الإرهاب والمبادرة إلى دعم الجيش وباقي المؤسسات الأمنية لمواجهة خطر هذه العصابات الإرهابية المسلحة.
العيلاني
استنكر إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني الاعتداء على الجيش اللبناني في عرسال وطرابلس، ورأى أن ما يقوم به الجيش من ملاحقة عناصر الجماعات المسلحة في جرود عرسال وتوقيفهم أمر طبيعي ويعتبر حقه لا بل ودوره، للحفاظ على أمن لبنان واستقراره، لكن المطلوب اليوم أكبر دعم سياسي لهذا الجيش الذي يدافع عن الوطن.
ورفض المواقف غير المسؤولة التي أطلقها بعض السياسيين، مؤكداً أن الحريص على لبنان يجب أن يتحلى بالحكمة والوعي والمسؤولية لا التسرّع والتهوّر.
ندوة العمل الوطني
استنكرت ندوة العمل الوطني ما يجري حالياً من اعتداءات على أرض الوطن وجيشه من قبل ما يعرف بقوى «داعش» في عرسال. معتبرةً أنّ ذلك يمثل إجراماً خطيراً بحق لبنان وطبيعة وجوده ورسالته الحضارية.
وحيّت الجيش اللبناني على جهوده، مؤكدة انه الحصن الأهم للوحدة الوطنية وسلامة الشعب اللبناني. وطالبت الدولة بمؤسساتها وأجهزتها كافة بتقديم الدعم المطلق لجيش الوطن. داعية القوى السياسية والشعبية إلى الالتفاف حول الجيش ومناصرته في وجه أي اعتداء يتعرض له في دفاع عناصره الأبطال عن تراب الوطن ووحدته.
خانجي
استنكر رئيس لجنة دعم الجيش والقوى الأمنية في طرابلس أنور خانجي استهداف الجيش والقوى الأمنية، وقال: «ندعو إلى تضامن عارم معهما في مواجهة الفكر التكفيري وسياسة الفوضى والرعب من عرسال إلى طرابلس، لإلحاق لبنان بدول الجوار من القتل والظلم وقطع الرؤوس ونزع القلوب لتشويه الاسلام الحنيف وتعميم شريعة الغاب وتمزيق ما تبقى من أواصل الوطن».
«شباب لبنان»
دعت حركة شباب لبنان إلى أوسع تضامن وطني مع الجيش اللبناني في هذا الظرف الاستثنائي الصعب، الذي تمر به المنطقة، والذي ينعكس على بلادنا عبر محاولة زجها في الصراعات أو نقل الأحداث إليها.
وقالت في بيان: «ما شهدناه بالأمس في عرسال كان أول مظاهر انهيار الدولة اللبنانية، ولن يكون الأخير اذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، فاحتلال المقرات الأمنية والحواجز العسكرية بهذا الشكل في أقل من 6 ساعات، واختطاف عناصر قوى الأمن ومصادرة سلاحهم وأعتدتهم، يطرح السؤال عمّا إذا كانت الدولة قادرة على حماية أبنائها، في حين أنها شبه عاجزة عن حماية نفسها».
وإذ ناشدت الدولة القيام بكل ما يلزم لصون هيبتها وإعادة اعتبارها حتى لا يلجأ اللبنانيون بعد ما رأوه بالأمس إلى الأمن الذاتي، طالبت الحكومة بالاجتماع فوراً وإعلان حالة الطوارئ في البقاع. وأكدت أنّ انتخاب رئيس للجمهورية أمر ضروري وملحّ في هذه الظروف الحساسة، فعلى النواب وضع المصالح الشخصية جانباً وانتخاب رئيس جديد على الفور.