بعثة أمنية أوروبية في طرابلس
لَمَّحَ الاتحاد الأوروبي إلى أنه يدرس خيار إرسال بعثة أمنية إلى ليبيا للمساعدة في استقرار الوضع في البلاد، إذا طلبت الحكومة الليبية ذلك.
وجاء في مسودة بيان نشرتها وكالة «رويترز» للأنباء أن دبلوماسيين أوروبيين يدرسون صيغة لإرسال بعثة مساعدة إلى طرابلس، بعد موافقة حكومة الوفاق الوطني. وسيدرس وزراء الخارجية والدفاع الأوروبيون خلال حفل عشاء يوم الاثنين في لوكسمبورغ المسودة التي يعدها حاليا دبلوماسيون أوروبيون، وتنص على توفير الدعم الأمني لليبيا وإرسال بعثة لتدريب قوات الأمن وحرس الحدود الليبيين للاستجابة إلى متطلبات الوضع الأمني.
ومن المتوقع أن يُجري رئيس الحكومة الليبية فايز السراج مداخلة خلال الاجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
ولا تشمل الخطة الحالية إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، بل تكتفي بتدريب وحدات الأمن وأفراد الشرطة القضائية وحرس الحدود، خاصة في مدينة طرابلس.
وبالتزامن مع إرسال البعثة الأوروبية، يسعى الاتحاد الأوروبي لتكثيف الضغوط على الحكومتين المنافستين لحكومة الوفاق الوطني دون ترك انطباع بأن أوروبا تتدخل بشكل مباشر في الوضع الداخلي الليبي.
ميدانياً، أعلن مصدر عسكري ليبي أمس، أن الجيش الليبي يتقدم في العملية العسكرية، «لن نخذل شهداءنا» بمحور بنغازي الغربي.
وأفاد المصدر أن مواجهات عنيفة استمرت ساعات بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة أثناء اقتحام شعبية تيكا ومنطقة بوزكرة وشارع الاستراحات والطريق المؤدي إلى بوابة القوارشة والشركة الصينية، المعروفة بطريق السكة الحديدية.
وأكد المصدر أن الجيش دك معاقل تنظيم «داعش» والتشكيلات المسلحة الموالية له بالمدفعية الثقيلة و»الهاوتزر»، واستهدف تجمعات ومواقع بعمارات بوزكرة تستخدم كمراصد ومخازن للذخيرة ومحل إقامة لهم، وكانت الإصابة دقيقة وسُمع دوي انفجار الذخيرة.
وأضاف أن «فصيل الهندسة العسكرية فكك عددا كبيرا من الملاغم والعبوات الناسفة التي زرعت لعرقلة تقدم الجيش والوحدات المساندة بقرية الفرجان وقرية المسامير».
وكانت اندلعت اشتباكات في العاصمة طرابلس مساء السبت بعد ساعات على مغادرة وزيري الخارجية الفرنسي والألماني، دون أن تعرف الجهات التي تقف خلفها ولا ما إذا كانت أسفرت عن خسائر في الأرواح.
ووقع تبادل كثيف لإطلاق النار في حي الأندلس شمال العاصمة، ودوت أصوات انفجارات يرجح أن تكون ناجمة عن إطلاق قذائف صاروخية.
وتقع في هذا الحي مقار سفارات عربية وأجنبية، ومنازل سياسيين ليبيين بينهم أعضاء في حكومة الوفاق الوطني.
وتخرق هذه الاشتباكات الهدوء الذي عم المدينة منذ دخول حكومة الوفاق الوطني إليها في نهاية شهر مارس الماضي.
وجاءت هذه الاشتباكات بعد ساعات قليلة على زيارة قام بها إلى طرابلس وزيرا الخارجية الفرنسي جان ـ مارك آيرولت والألماني فرانك فالتر شتاينماير، وذلك في ختام أسبوع حافل بالزيارات الدبلوماسية التي شملت خصوصا زيارة لوزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني وسفراء دول أوروبية.
وتنتشر عناصر من الشرطة في شوارع طرابلس في محاولة لبسط الأمن، إلا أن العديد من الجماعات المسلحة التي لم تقدم على أي عمل عسكري حتى مساء السبت لا تزال تحتفظ بأسلحتها ومقارها.