المغتربون السوريون يحتفلون بذكرى جلاء المستعمر الفرنسي
جودي يعقوب
في الذكرى السبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن، يُكمل الشعب السوري قصة الكفاح التي بدأها منذ عشرات السنين بحبّ أكبر وإصرار أشدّ على المقاومة والنضال، ويؤكد وسط كثرة القتل وقسوة الخراب، رفضه للاستعمار والتبعية ومحاولات التقسيم والإضعاف والتدخل في شؤونه وفرض الوصاية عليه.
اليوم يؤكد السوريون تمسكهم أكثر من أي وقت مضى بسيادة سورية واستقلالها، وحرصهم على مواصلة الصمود والتصدي لهؤلاء المجرمين القتلة حتى تطهير أرض الوطن بالكامل من رجسهم، ولأنّ جلاء المستعمر عن أرض الوطن كان ثمرة نضال طويل وكفاح شاقّ، قدمت خلاله سورية الكثير من التضحيات وقوافل من الشهداء حتى تمكنت من دحر المستعمر وهزيمته، يعيد التاريخ نفسه اليوم بعدما استطاع جيشنا الباسل أن يسطِّر ملاحم العزة والإباء والتضحيات من أجل أن تبقى سورية قوية منيعة، لأنّ تراب سورية مقدس ولا يمكن للغزاة والطامعين النيل منه.
تمثل ذكرى الجلاء صفحة مشرّفة ومشرقة في تاريخ أمتنا إذ نسترجع فيها أمجاد أبطالنا الذين ضحوا بدمائهم لنعيش بأمان ويبقى وطننا حرّاً مستقلاً، مستمدين منهم العزيمة والقوة في مواجهة الحرب الكونية الشرسة التي تستهدف وحدة الوطن ودوره المحوري والمقاوم في المنطقة.
قبل سبعة عقود انتصرت سورية على قوى الاستعمار الفرنسي وحققت الاستقلال التام، فكانت الدولة الأولى التي تحقق استقلال أرضها وسيادتها، بفضل بطولات شعبها وثوارها، والآن وبعد أكثر من خمس سنوات من محاولات التدخل الخارجي لإعادتها إلى واقع الهيمنة الأجنبية، ها هم السوريون يحتفلون ببقائها سيدة مستقلة، بفضل الجيش السوري الباسل الذي يتابع رسالته الوطنية في الدفاع عن أرض سورية الطاهرة ضدّ قوى الشر والعدوان التي تهدف إلى تدمير الدولة.
واحتفالاً بهذه المناسبة وتقديراً لتضحيات الجيش السوري في مواجهة الإرهاب، أقام المغتربون السوريون تحت راية العلم السوري، لقاء وطنياً في مدينة لينشوبنغ إجلالاً وإكراما لأرواح شهداء سورية الأبرار، في قاعة «ياغارفالن» وتحت إشراف اتحاد روابط المغتربين السوريين في السويد. ويذهب ريع هذا الحفل إلى معاقي هذه الحرب القذرة التي شنتها الإمبريالية بالتنسيق مع الرجعية الإسلامية والعربية بدعم الاٍرهاب على وطننا الحبيب سورية.
وجدّد المشاركون وفاءهم للوطن ووقوفهم صفاً واحداً مع الجيش في التصدي للإرهاب ومواجهة الفكر التكفيري الوهابي، رافعين اللافتات والأعلام الوطنية التي تعكس حسهم الوطني العالي واستعدادهم لتقديم التضحيات لدحر الإرهابيين المرتزقة وتحقيق النصر على أعداء سورية.
جاء هذا المهرجان تأكيداً على وقوف أبناء الجالية السورية مع الجيش في مهمّته الوطنية التي يقوم بها لمواجهة القوى الغاشمة التي تستهدف زعزعة أمن الوطن ونشر الفوضى والخراب فيه، وجاء أيضاً تتويجاً لتضحيات أجدادنا الذين قدموا الكثير من أجل نيل الاستقلال، واعتزازاً بما يقدمه الجيش والقوات المسلحة في معركتنا ضدّ الإرهاب، وإيماناً بالنصر الكبير القادم المحمّل بآمال الشباب للعمل من أجل مستقبل الوطن ورفعته.
وتخللت الاحتفال كلمات معبّرة من وحي المناسبة، تحدثت عن الكارثة التي تتعرض لها سورية، وما يعانيه السوريون في ظلّ هذه الأزمة، واستذكاراً لتضحيات الأجداد على امتداد ساحات الوطن الذين أخرجوا آخر جندي مستعمر من سورية ورفعوا علمها عالياً، واستطاعوا أن يحققوا الاستقلال. واليوم نقوم، بعزيمة وصمود شعبنا وقوة جيشنا، بدحر الإرهابيين الآتين من شتى أنحاء العالم، هذا الشعب العظيم يعمل اليوم كما طرد المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن على طرد الإرهابيين المرتزقة، ولن يقبل بأي مستعمر أو عدو أو تدخّل خارجي في شؤون سورية.
كما شهد الاحتفال مساحة للتبرع بالأموال التي ستعود إلى معاقي سورية، بالإضافة إلى تقديم المغنّي الشاب عزيز آدم بعضاً من الأغاني الوطنية.
وأوضح رئيس رابطة المغتربين السوريين في السويد صبري أيوب أنه «وبرغم آلام أمتنا ووطننا الغالي سورية وبرغم جروح شعبنا الأبي التي تنزف يومياً، إلا أنّ روح الأمل بالفرح والحياة الكريمة تحت سقف علم بلادنا الغالي تنعش الروح وتجدّد الثقة بزوال المستعمر الإرهابي المتعدّد الوجوه بكلّ أشكاله وجلائه عن أرض الوطن، لذا فإنّ هذا الحفل مناسبة لتفعيل دور المغتربين السوريين في إعادة بناء الوطن، ولكي نبرهن للعالم أجمع أنّ السوري لا يستطيع أن ينسى سوريته مهما اغترب، ونحن بإذن الله في طريقنا إلى الانتصار. فيوم الجلاء هو يوم الانتماء والعزة الذي يتزامن هذا العام مع احتفالاتنا بانتصارات وبطولات جيشنا السوري وقواتنا المسلحة في تطهير أرض الوطن من الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان إلى أرجائه، وغداً بإذن الله سيتحقق النصر الأكيد لسورية على كلّ دول التآمر والشرّ والقوى التكفيرية الظلامية على يد بواسل جيشنا السوري، لأنّ في سورية شعباً لا يرضى الذل ولا يرضى الهوان مهما كانت التضحيات في سبيل الوطن، فهو شعب يسعى إلى السلام من أجل أن تنعم بلادنا بالاستقرار والأمان للأجيال المقبلة».