موسكو تتهم راسموسن بممارسة ضغوط على تحقيقات «الماليزية»
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة يجب أن تستعد للرد بحزم على التحديات الإقليمية النابعة من روسيا.
وقال أوباما في حديث لمجلة «ايكونومست» : «إن واشنطن يجب أن تكون واثقة من أن تصعيد التوتر لن يصل إلى درجة ظهور أسلحة نووية أثناء النقاش حول مسائل السياسة الخارجية».
وأضاف: «أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب رأيه، يمثل عامل توتر جدياً قد يهدد روسيا على المدى الطويل، مشيراً إلى أنه في المدى القصير يمكن أن يحظى بوتين بشعبية سياسية داخل البلاد ويثير قلقاً في الخارج.
مع ذلك قوّم الرئيس الأميركي إيجابيا علاقاته مع ديمتري مدفيديف عندما شغل الأخير منصب الرئيس في روسيا، مشيراً إلى أن البلدين تمكنا في تلك الفترة من تحقيق تقدم كبير في تطوير العلاقات الثنائية.
الى ذلك، قال مكتب روسيا الدائم لدى حلف الناتو: «إن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن يحاول ممارسة الضغط على سير التحقيق في ملابسات تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا».
وفي تعليقه على تصريحات راسموسن حول وجود أدلة على تورط طرف بهذه الكارثة أعلن مقر روسيا الدائم لدى حلف الناتو يوم أمس أن «راسموسن قرر ممارسة الضغط على التحقيق قبل انتهاء عمله».
و قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما أليكسي بوشكوف: «إنه لا يوجد أي أساس لتصريحات الأمين العام للأطلسي حول تورط مسلحي قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا في إسقاط طائرة «بوينغ» الماليزية.
وكتب بوشكوف في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «إذا كان لدى راسموسن ما يدل بشكل مقنع على مسؤولية المسلحين عن إسقاط «بوينغ» فكان قد قدم هذه الأدلة، إلا أنه لا يملك شيئاً باستثناء كلام منمّق». وأضاف: «كان من الأفضل أن يوضح راسموسن لماذا وقعت ليبيا في فوضى دموية بعد «انتصار» الناتو هناك، والآن يهرب كل من يستطيع من هذه «الديمقراطية».
وكان راسموسن اتهم في حديثه لصحيفة «ميدي ليبر» الفرنسية في وقت سابق قوات الدفاع الشعبي في كارثة «بوينغ» واصفاً إياها بأنها جريمة حرب. وأضاف راسموسن: «تتوفر لدينا معلومات عديدة تدل على تورط قوات الدفاع الشعبية التي تؤيدها روسيا» من دون ذكر جوهر هذه الأدلة. وتابع: «لكنني أدعم إجراء تحقيق دولي مستقل وشامل بهدف تحديد الوقائع». وقد رفض حلف الناتو توضيح هذه التصريحات، وقال: «إنها تخص المعلومات الاستخباراتية».
وكانت وكالة «إيتار تاس» الروسية نقلت عن مصدر في بروكسل أن طائرتي «أواكس» تابعتين لحلف الناتو كانتا تقومان بتحليقين فوق بولندا ورومانيا لحظة تحطم الطائرة الماليزية في أوكرانيا. وأضاف المصدر: «أن الطائرتين كانتا على بعد ألف كيلومتر من مكان الكارثة، الأمر الذي لا يسمح على حد قوله برؤية ما حدث.
وفي شأن آخر، أعلنت إدارة الحدود التابعة لهيئة الأمن الفدرالية الروسية أن أكثر من 400 عسكري أوكراني عبروا الحدود الروسية الأوكرانية.
وقال فاسيلي مالايف المتحدث باسم الإدارة في مقاطعة روستوف يوم أمس: «إن «438 عسكرياً أوكرانياً توجهوا الليلة الماضية إلى حراس الحدود الروس بطلب اللجوء». وأضاف: «أن هيئة الحدود الروسية قررت فتح ممر إنساني لعبور هؤلاء العسكريين إلى أراضي روسيا. مشيراً إلى وجود 164 من حراس الحدود الأوكرانيين بين العسكريين الذين طلبوا اللجوء الى روسيا.
وأكد مالايف في وقت لاحق أن أكثر من 180 عسكرياً أوكرانياً توجهوا إلى وطنهم، موضحاً أن إدارة الحدود التابعة لهيئة الأمن الفدرالية الروسية قامت بتنظيم نقل العسكريين،الذين أكدوا رغبتهم في العودة، إلى أحد المعابر الحدودية في مقاطعة روستوف.
من جهتها، اعترفت كييف بعبور قسم من جنود اللواء رقم 72 للقوات المسلحة الأوكرانية الحدود مع روسيا في مقاطعة روستوف. وقال أليكسي دميتراشكوفسكي المتحدث باسم العملية الأمنية الأوكرانية: إن عددا من جنود اللواء عبروا الحدود مع روسيا بعد معركة عنيفة مع مسلحين في شرق أوكرانيا، من دون أن يحدد عدد هؤلاء الجنود.
وأكدت هيئة الحدود ووزارة الدفاع الأوكرانيتان التوجه إلى الجانب الروسي بطلب ممر إنساني، موضحة أن الجنود اضطروا إلى اتخاذ هذا القرار بسبب نفاد الذخيرة لديهم.
وفي السياق، قتل 4 عسكريين أوكرانيين وأصيب 14 بجروح مختلفة جنوب شرقي البلاد في الساعات الـ24 الأخيرة، بحسب ما أفاد السكرتير الصحافي لمركز الإعلام التابع لمجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أندريه ليسينكو في مؤتمر صحافي يوم أمس.
وتقول معلومات مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أن نحو 400 عسكري أوكرانيا قتلوا وأصيب أكثر من 1500 منذ بداية العملية العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا.