كرم: لانتخاب رئيس قوي على قدر حجمه التمثيلي

شدّد وفد «تنسيقيّة المسيحيين المشرقيين في خطر»، على ضرورة أن يكون للبنان رئيس مسيحي قوي على قدر حجمه التمثيلي كون هذا البلد يضطلع بدور مصيري في المنطقة، في إطار تثبيت السلام بالتعاون مع الغرب.

بهدف استطلاع أوضاع المسيحيين في المشرق، وتفقّد المهجرين منهم والأقليّات الأخرى المعرّضين للتهميش في المنطقة جال الوفد الذي يزور بيروت راهناً برئاسة باتريك كرم وعضوية برلمانيّين فرنسيين وأوروبيين على كبار المسؤولين، فزار السراي حيث التقى رئيس الحكومة تمام سلام وتمّ البحث في العلاقات الثنائية.

كما زار الوفد رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون في الرابية بعد أن كان التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

بعد اللقاء قال كرم: «كان اللقاء مع الوزير باسيل واضحاً ودقيقاً جداً، وخرج عن الإطار الدبلوماسي التقليدي المصطنع، وكان بعيداً عن اللغة الخشبية وتناول الحقائق كما هي. وقدّرنا جميعاً ما قاله الوزير باسيل وما حذّرنا منه، وفهمنا أنّ ثمّة خطراً على لبنان وعلى الغرب، وأنّ السياسة المنتهجة راهناً يمكن أن توصلنا إلى الفوضى التي قد تعمّ الشرق الأوسط ولكن أيضاً الغرب».

أضاف: «كما يجب أن نحارب مساعي تغييب المسيحيين الممنهج عن الشرق، بينما يجب أن يجد المسيحيّون في لبنان مكانهم في السياسة، كما قال الوزير باسيل، إذ ليس من المقبول أن يتمّ تهميش المجتمع المسيحي في لبنان سياسياً، وألّا يكون هناك رئيس قوي في لبنان ونحن نتشارك وجهة النظر هذه مع الوزير باسيل، ونعتقد أنّ على لبنان أن يكون له رئيس مسيحي على قدر حجمه التمثيلي، لأنّ لبنان يضطلع بدور مصيريّ في إطار تثبيت السلام بالتعاون مع الغرب، وهذا الدور المطلوب من لبنان لا يمكن القيام به من دون رئيس قوي».

وردّاً على سؤال، قال كرم: «علينا أن نُعيد مراجعة السياسة التي نعتمدها مع دول المنطقة التي تتّسم بالغموض»، لافتاً إلى أنّه «يجب الخروج من هذا الغموض، وأن نُعيد مراجعة دور بعض الدول التي لم يشأ الوزير باسيل تسميتها، إلّا أنّني سأسمّيها، وهي السعودية وقطر، وأيضاً هناك دور لتركيا وهو دور معادٍ لأوروبا» .

بدوره، قال منسّق مقاطعة أوروبا في التيار الوطني الحر إيلي حداد: «يجب أن يتكامل عملنا بهدف حفظ المجموعات المسيحية في أرضها وتجذّرها فيها»، موضحاً أنّ «التنسيقيّة التي أُنشئت في فرنسا في أيلول 2013 وُجدت في الوقت الذي لم يكن هناك أيّ حديث عن المسيحية المشرقيّة سواء في فرنسا أم في أوروبا».

وزار الوفد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش في مطرانية سيدة النجاة في زحلة بحضور الوزير السابق سليم جريصاتي، النائب الفرنسي من أصل لبناني إيلي عبود، ميشال سكاف، قاضي التحقيق الأول في البقاع نقولا منصور ورئيس مجلس إدارة مستشفى المشرق الدكتور أنطوان معلوف.

ورحّب درويش بالوفد، وألقى كلمة ترحيبية قال فيها: «تقع مطرانيّة الروم الملكيين الكاثوليك جغرافيّاً في قلب مدينة زحلة، وتشكّل مثالاً للتعايش بين الطوائف اللبنانية المختلفة. صحيح أنّ زحلة هي مدينة مسيحيّة، ولكنّها منفتحة أيضاً على جميع الصلوات، ولذلك اعتبرت عاصمة البقاع، هذه المنطقة المتعدّدة الأديان. نحن هنا نريد أن نقول إنّنا سعداء جداً لاستقبال اللاجئين السوريين خلال هذه الفترة، وإنّنا نأمل بكل إخلاص أن يتمكّنوا من العودة إلى ديارهم عندما يعود الهدوء إليها».

ولفتَ درويش إلى أنّ «الشعب اللبناني الملتزم جداً بقِيم السلام والأخوة والحرية، يمكنه أن يقدّم للعالم كلّه مثالاً جيداً للتوازن والاعتدال». ودعا الوفد إلى «القيام شخصياً بدور توفيقي بين مختلف الأطراف اللبنانية، فانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية يؤدّي بالتأكيد إلى وضع قانون انتخابي جديد من شأنه أن يوفّر لجميع الطوائف الدينيّة، بما فيها الطائفة المسيحية، فرصة لتكون ممثّلة بطريقة عادلة ومنصفة».

وأكّد ردّاً على سؤال، أنّ «المطرانية لم ولن تعمل من أجل التوطين».

وفي موضوع الانتخابات البلدية في زحلة، تمنّى درويش أن «نضع يدنا بيد الجميع للوصول إلى توافق في زحلة بين كل القوى، لنتساعد كل حسب طريقته لتكون زحلة مدينة مميّزة في لبنان وفي الشرق، نحن على مسافة واحدة من الجميع، ونتمنّى أن يجتمع كل الفرقاء ويؤسّسوا معاً بلدية ناجحة تليق بزحلة وأهلها».

وفي الختام، أقام درويش مأدبة غداء في المطرانية على شرف الوفد الفرنسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى