الجعفري: محادثات جديدة الإثنين المقبل.. ودي ميستورا يتحدث عن مقترح دمشق بحكومة موسعة
كشف رئيس وفد الحكومة السورية في مفاوضات السلام بجنيف بشار الجعفري، أن الجولة المقبلة من المحادثات مع المبعوث ا ممي ستيفان دي ميستورا الاثنين المقبل، ستناقش ورقة التعديلات بشأن الحل السياسي. وقال خلال مؤتمر صحافي بجنيف أمس، إن المحادثات، معه ركزت على الملف الإنساني، مضيفا: «تم الاتفاق مع المبعوث الخاص على تخصيص الجلسة القادمة لمناقشة تعديلاتنا على ورقته».
وأشار الجعفري في كلمته إلى أن 6.5 ملايين مهجر في الداخل السوري من مناطق تنشط فيها مجموعات مسلحة، وأن 90 من النازحين في بلاده يقيمون في مناطق تحت سيطرة الحكومة، مضيفا أن عدد المستفيدين من المساعدات الانسانية خلال الـ4 أشهر الماضية بلغ مليونا و170 ألف مستفيد.
ولفت الجعفري، إلى أن 42 عملية إدخال للمساعدات الإنسانية تمت خلال 4 أشهر في المناطق الساخنة.
وأوضح الجعفري أن الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مجال المساعدات الإنسانية تتم في ظل إجراءات قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري من قبل الاتحاد الاوروبي وأميركا وبعض العرب.
وأكد الجعفري أن هناك شبكات منظمة للإرهاب العالمي تشرف عليها أجهزة استخبارات يتم من خلالها ادخال هذا الارهاب عبر الحدود إلى سورية، وأن الدول الداعمة للإرهاب في سورية قتلت روح الأمم المتحدة ودمرت قواعد القانون الدولي.
وفي السياق، قال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي أمس: «إننا حاولنا المضي إلى أدق التفاصيل مع الحكومة السورية حول مقترحهم بالحكومة الموسعة». وأضاف دي ميستورا أن دعم العملية السياسية يتطلب تطورات على الأرض، معرجا بالقول إن ما يحدث في حلب مقلق للغاية.
وأفاد دي ميستورا بأن وقف الأعمال العدائية ما زال قائما ولكنه بحاجة إلى بذل جهود فورية لمنع انهياره.
وأكد مبعوث المنظمة الأممية قائلا: «نتابع الأوضاع في كفريا والفوعة ودير الزور حيث يعاني سكانها أوضاعا صعبة»، مشيرا إلى وجود تقدم متواضع ولكنه فعلي بشأن إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وصرح دي ميستورا في هذا السياق بأن هناك 18 منطقة محاصرة في سورية، 15 منها تحاصرها القوات الحكومية، مشيرا إلى أنه بحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن عدد ضحايا الصراع في سورية اقترب من 400 ألف قتيل.
إلى ذلك، قال المبعوث الأممي إلى سورية إنه ينوي مواصلة المحادثات غير المباشرة بشكل رسمي حتى يوم 27 نيسان، مبينا بالخصوص أن المحادثات غير المباشرة بين الأطراف السورية هي الطريقة المثلى للحل.
وشدد دي ميستورا على ضرورة مواصلة العمل على الانتقال السياسي من أجل التوصل إلى تفاهم والحد من تصاعد العنف.
وبخصوص انسحاب ممثلي معارضة الرياض، أفاد المسؤول الأممي بأن وفد الهيئة أراد أن يظهر احتجاجه بمناورة دبلوماسية على تردي الأوضاع على الأرض.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تنظيمي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» يشاطران تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين أفكارهما الهمجية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي في العاصمة الأرمينية يريفان: «إن تنظيمي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» يثبتان في الواقع بنشاط أنهما يشاطران المواقف الهمجية التي يتبناها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيان».
وحول قرار وفد «معارضة الرياض» تعليق مشاركته فى الحوار السوري السوري في جنيف قال لافروف: «لا أحد يخسر غيرهم وأنا اعتبر أن خروج الوفد من المحادثات عملية شفاء لها، فإذا كان هؤلاء الذين يرفضون بوقاحة الاعتراف بأساس المفهوم الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي وهو أن السوريين فقط سيقررون خلال المحادثات جميع القضايا المرتبطة بمستقبل بلادهم يريدون الخروج من ساحة الحوار، فلن يخسر أحد سواهم .. وإذا كانوا يريدون المشاركة فقط على أساس توجيه إنذارات وعلى الآخرين الموافقة عليها فهذه مشكلتهم».
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو «تعتبر أن من انقسم عن وفد الرياض يستطيع الاستمرار في المحادثات».
من جهته، وعلى صعيد متصل بمحادثات السلام السورية، أفاد رئيس وفد مجموعة «حميميم» المعارضة إليان مسعد، أن وفد مجموعته التقى بمختلف وفود المعارضة السورية، والحكومة، بشكل غير رسمي، معرباً عن أمله بعقد اجتماعات رسمية معهم.
وقال مسعد لـ«سبوتنيك»: «أجرينا لقاءات مع مختلف الوفود السورية بجنيف أستانا، القاهرة، موسكو، الرياض ، وهي لا تحمل طابعا رسميا، وهي في الأغلب لقاءات بين السوريين».
ونوه مسعد بأن جماعته من المعارضة السورية الداخلية تأمل بعقد اجتماعات رسمية حتى 27 نيسان مع بقية الأطياف السياسية السورية.
من جهته، أفاد عضو «معارضة الرياض» منذر ماخوس أمس الجمعة بأن المعارضة السورية مصرة على أن تقدم دمشق موافقتها الخطية على إجراء انتقال سياسي كامل في سورية، بحسب قوله.
وفي تصريح لوكالة سبوتنيك، أوضح ماخوس أن الهيئة أصرت خلال محادثاتها مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، على ضرورة تقديم دمشق موافقة خطية على إجراء انتقال سياسي كامل في سورية.
وقال ماخوس: «طالبنا من خلال ستيفان دي ميستورا، بأن تقدم الحكومة السورية موافقة خطية بالتحديد حول الانتقال السياسي، بما تم اعتماده في جميع قرارات مجلس الأمن الدولي»، وفق تعبيره.
ميدانياً، أحبطت وحدة من الجيش هجوم إرهابيين من تنظيمي «جبهة النصرة» وما يسمى «جند الأقصى» على اتجاه معان بريف حماه الشمالي، في وقت دمرت وحدات من الجيش آليات وأوكاراً لإرهابيي «النصرة» في درعا، بينما دمرت وحدات أخرى مدعومة بسلاح الجو آليات ومقرات لتنظيم «داعش» بريف دير الزور. كما نفذ الطيران الحربي طلعات جوية على تجمعات ومحاور تحرك إرهابيي التنظيم في ريف تدمر.
وعلى صعيد متصل، اتفق الجيش السوري وقيادات قوات الحماية الكردية على وقف لإطلاق النار في القامشلي شمال شرق سورية، إثر احتدام القتال بين الجانبين في المدينة.
وجاء هذا الاتفاق إثر اجتماع جرى بوساطة إيرانية روسية بين القيادات الكردية وضباط من الجيش في مطار القامشلي.
كما تم الاتفاق بين الجانبين على تسهيل وصول المصابين والجرحى من الطرفين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت منذ يومين في القامشلي بعد تدخل الجيش السوري إثر هجمات شنتها المجموعات الكردية على قوات الأمن الداخلي الحكومية وسيطرتهم على سجن القامشلي المركزي واستهدافه بقذائف الهاون والدبابات.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن فريقا من المهندسين العسكريين الروس عثر في مشارف مدينة تدمر السورية على مخزن سري للذخائر يعود إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف أمس، إن المهندسين العسكريين الروس أخرجوا من المخزن 12 ألف وحدة من مختلف القذائف وطلقات المدفعية والألغام المضادة للدبابات والأفراد وغيرها.
وأوضح كوناشينكو أن المخزن كان مخفيا وتم العثور عليه فقط بفضل أجهزة خاصة نقلت من روسيا، مشيرا إلى العثور في المخزن على نحو ألف جهاز يستخدم لتفجير القنابل اليدوية عن بعد.
وبحسب تقييم المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية فإن المهندسين الروس عثروا على أحد أكبر مخازن الذخائر والقنابل والمتفجرات التي استخدمها المسلحون لتنفيذ أعمال إرهابية في محافظة حمص وغيرها من مناطق سورية. وقد تم إبطال مفعول الذخائر في المخزن، ونقلت المتفجرات إلى مكان آمن لتدميرها.