ابن شهيد
يتأمّل صورته على الجدار
يلاحقها بين ألبوم الذكريات
والمعبر الصامت بين الشرفة والطريق
يتابع صوته الراقص
يُدخل قفل الباب
قبل المفتاح
يراه في وجه أمّه، كيف فجأة
تضحك كرغيفٍ طازجٍ
وينبت لها جناحان
كلّ أقرانه في المدرسة
ينتظرهم أباؤهم أمام الباب الحديديّ
هو وحده… منذ شهورٍ
لا ينتظره أحدٌ
تعب من وحشة «الأوتوكار»
من عينَي السائق ترمقانه بحزنٍ محايدٍ
لماذا جميعهم
منذ سافر أبوه
ينظرون إليه بحزنٍ؟
لماذا أمّه لم تعد ترقص بفرحٍ
في غرف المنزل؟
حتى العصفور الذي كان يزقزق
في القفص الأزرق
توقّف منذ شهورٍ عن التغريد
أمس، مات عصفور أبيه
وذبلت الزهور على الشرفة
أمس، قرأ في عينَي أمّه
أنّ أباه سيُطيل الغياب
لم يفهم كثيراً ابن السابعة
ما يعنيه مصطلح «ابن شهيد»!
حين عرّفت به المعلمة رفاق الصفّ
سأل أمّه ليلاً
«سو يعني ابن سهيد»؟
ضمّته إلى صدرها
ومعاً بكيا
انهمرت دموعهما
حتى ابتلّ العالم كلّه
بالصراخ!
ليلى الداهوك