ما يحدث في عرسال نتيجة ارتكابات المستقبل وبث النعرات المذهبية وتغطية المسلحين والمطلوب توحيد الخطاب الإعلامي ودعم الجيش لاجتثاث آفة الإرهاب من جذورها

ما تعرضت له بلدة عرسال البقاعية من احتلال واعتداءات على الجيش اللبناني من قبل الجماعات الإرهابية التكفيرية المنتمية إلى تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة» الإرهابيين، إنما هو نتيجة للسياسات التي انتهجها تيار المستقبل على مدى السنوات الثلاث الماضية من عمر الأزمة السورية والتي عمدت إلى تغطية المسلحين الإرهابيين تحت عنوان دعم ما سمي بالثورة السورية وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية ما سمح بتوافر بيئة حاضنة لهؤلاء الإرهابيين.

ولذلك ما حصل ويحصل كان متوقعاً، وهو وضع لبنان أمام مرحلة جديدة، تستدعي من اللبنانيين التضامن والتكاتف لمواجهة الحملة التكفيرية التي تهدد اللبنانيين جميعاً.

على أن ذلك يجب أن يشكل اختباراً لكل الأطراف الخارجية التي وعدت بصفقات سلاح وغيرها لتسليح الجيش اللبناني فالمؤسسة العسكرية هي المؤسسة الوحيدة التي لا تزال تعمل في لبنان في ظل الشلل الداخلي الذي يعيشه البلد. وهو قادر على حسم المعركة، ولهذا يجب دعمه من قبل اللبنانيين جميعاً، والعمل على توحيد الخطاب الإعلامي لجميع وسائل الإعلام في مواجهة الإرهابيين، وكان يجب على الدولة اتخاذ الإجراءات الحاسمة لتجنيب لبنان تأثير الأزمة السورية، غير أن الكتلة الاقتصادية والأكاديمية في لبنان لم تؤدِ دورها حتى الآن في بناء خطاب وطني متماسك، ولم تقم بمساءلة الطبقة السياسية عن إمكان حماية تماسك لبنان والإبقاء على المفهوم المدني فيه، وبالتالي هناك نكسة للطرف الليبرالي القادر على بناء سياسات في البلد.

أما على صعيد الحرب في غزة، فإن أي وقف دائم لإطلاق النار مرتبط باتفاق يقر بمطالب الشعب الفلسطيني وأولها إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، والمقاومة الفلسطينية لن تقبل بأي هدنة مع بقاء وجود القوات «الإسرائيلية» داخل غزة لتدمير الأنفاق، لأن ذلك يعني بالنسبة لها استمرار للعدوان. وبالتالي للمقاومة الحق في الدفاع عن نفسها ومواجهة القوات المعتدية بالطرق اللازمة.

على أن صمود المقاومة شكّل انتصاراً على العدوان «الإسرائيلي» الذي زاد من حجم كراهية الرأي العام العالمي للكيان «الإسرائيلي».

أما كيف وصل السلاح إلى غزة فهذا ليس مهماً، بل المهم هو نجاح المقاومة الفلسطينية في اعتمادها على ذاتها في تصنيع الأسلحة، بعد أن تمكنت من الحصول على تقنية صنع الصواريخ، وبالتالي من المهم جداً تطوير هذه التقنية لتكون إصابة الأهداف أكثر دقة.

غير أن ما هو مستغرب الموقف السعودي ـ المصري تجاه العدوان على غزة، الذي كشف تخاذل مملكة آل سعود التي تشكل امتداداً للكيان الصهيوني، في حين انفضحت ممارسات النظام التركي في دعم العصابات الإرهابية وسعيه إلى قلب موازين القوى في معركة الريف الشمالي للاذقية بعد الانتصارات القوية للجيش السوري والتي هزّت كيان العثمانيين الجدد.

في حين أن حكم العسكر في مصر ما هو إلا امتداد لحكم مبارك، وأن السيسي لا يستحق لقب عبد الناصر، بعد الدور التخاذلي للقيادة المصرية من العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة.

أما سورية فقد كان دورها واضحاً في دعم حركات المقاومة من خلال إمدادها بالسلاح والخبرات، وتنزّه موقفها عن أي خلافات ودعمها لأي حركة مقاومة تقارع الاحتلال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى