بيونغ يانغ تنجح بإطلاق صاروخ بالستي من غواصة وتنشر 300 قاذفة صواريخ في وجه سيول

قالت كوريا الشمالية، أمس، إنها نجحت في تجربة إطلاق صاروخ باليستي من غواصة «SLBM»، وهو ما يعني حدوث تقدم كبير في مقدرات قواتها البحرية دون أن تكشف النقاب عن موعد ومكان هذه التجربة التي أشرف عليها الزعيم كيم جونغ أون.

ونقلت وكالة أنباء كوريا الشمالية، عن كيم تأكيده على أن بيونغ يانغ الآن لديها القدرة على ضرب خصومها في كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة في أي وقت ترغب، وتمتلك الآن ذخيرة قوية من الأسلحة النووية ونظام إمداد محل ثقة.

وقالت الوكالة إن تجربة إطلاق صاروخ بالستي تحت الماء حققت «نجاحا كبيرا آخر»، و»أكدت بشكل كامل مصداقية نظام إطلاق الصواريخ تحت سطح الماء بالأسلوب الكوري/ ولبت بشكل تام كل الشروط الفنية لتنفيذ عملية هجومية تحت الماء».

ونقلت الوكالة عن كيم قوله إن «نجاح تجربة الإطلاق سيساعد في تعزيز القدرات العملية للقوات البحرية لكوريا الشمالية تحت الماء بشكل ملحوظ». وأضاف: «إنها قادرة الآن على إصابة رؤوس القوات الكورية الجنوبية العميلة والإمبرياليين الأميركيين في أي وقت تشاء».

من جهتها، قالت القيادة الاستراتيجية الأميركية، إنها اكتشفت وتعقبت إطلاق كوريا الشمالية صاروخا من غواصة، ولكنه لم يشكل تهديدا لأميركا الشمالية.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن «عمليات الإطلاق التي تستخدم فيها تكنولوجيا الصواريخ البالستية انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

يذكر أن الصواريخ التي تطلق من غواصات، يكون من الصعب مواجهتها ولا يمكن تتبعها حتى تصل إلى الجو. وتتميز هذه الأسلحة بأنها متنقلة ومخفية لكونها تحمل على غواصات، ما يعقد مسألة التصدي لها.

من جانبها، أكدت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في وقت سابق، أن كوريا الشمالية أطلقت ما يمكن أن يكون صاروخا من غواصة في البحر الشرقي، إلا أنه طار فقط حوالي 30 كلم، أي أقل من مداه الأدنى البالغ 300 كلم.

هذا وقد رجح مسؤول في هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، أن عملية إطلاق الصاروخ الباليستي التي نفذتها كوريا الشمالية انتهت بالفشل.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن المسؤول قوله إن «الصاروخ قطع مسافة نحو 30 كيلومترا فقط. والإطلاق كان فاشلا على الأرجح».

جاء ذلك في وقت نشرت بيونغ يانغ مؤخرا 300 وحدة من منصات قاذفات الصواريخ المتعددة المهام، في الجزء الشمالي من الخط الفاصل بين الكوريتين، في خطوة تعتبرها سيول تهديدا لأمنها.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مصادر حكومية متعددة، أمس، قولهم، إن كوريا الشمالية بدأت بنشر منصات إطلاق الصواريخ المتعددة المهام بقطر 122 ملم على الحدود منذ عام 2014، وقد وصل عددها مؤخرا إلى 300 وحدة، مشيرين إلى أن المدى الأقصى لهذه الصواريخ هو 40 كلم.

تجدر الإشارة إلى أن كل منصة لقذف الصواريخ بقطر 122 ملم، لها 30-40 ماسورة إطلاق، وفي حال إطلاق 30 منصة لصواريخها في آن واحد، تتساقط 900 قذيفة على الأقل، على أراضي الجنوب.

وتؤكد هذه المصادر أن المعطيات الأخيرة هي نتيجة لتحليلات مشتركة بين القوات الكورية الجنوبية والأميركية والاستخبارات.

على صعيد متصل، يرى خبراء عسكريون أن الأمر يستدعي قيام كوريا الجنوبية بإجراء عاجل من أجل تأمين وسائل لتعطيل منصات إطلاق القذائف بعيدة المدى التي نشرتها كوريا الشمالية بصورة مكثفة في الجبهة الأمامية لها، لأنه في حال أطلقت القذائف من مكان بالقرب من كيسيونغ الحدودية التي تبعد 10 كم عن المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، سيكون في مرماها الجزء الشمالي من إقليم كيونغكي والقصر الرئاسي في سيول وسونغ ـ دو منطقة الأعمال العالمية في إنتشون.

وفي تعليق على نشر بيونغ يانغ لقاذفات الصواريخ هذه، أفاد مصدر آخر بأن الجيش الجنوبي لا يملك التقنيات لتعطيل قوات كوريا الشمالية في حال إطلاقها القذائف التي نشرتها بالقرب من الحدود، مطالبا بتأمين وسائل الهجوم الاستباقي قبل إطلاق الشمال لقذائفه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى