«المنار»
مناورةٌ لكسبِ الوقت، ورهانٌ خائبٌ على يأسِ الوفدِ الوطني اليمني في حلْبةِ التفاوض: سمةُ الأداءِ السُعودي في إدارةِ حركةِ وفدِ الرياض على طاولةِ الحوارِ في الكويت.
الأولويةُ لوقفِ إطلاقِ النارِ بشكلٍ كامل، يُصرُّ الوفدُ الوطنيُ كمقدِّمةٍ لأيِّ تفاوضٍ سياسي، فيما المبعوثُ الأمميُّ يُحصي الخروقَ السعوديّةَ الجويّةَ والبريّةَ لما يُفترضُ أن تكونَ هُدنةً رعاها وسوَّقَ لها.
لا سقفَ للإصرارِ السعوديّ على عرقلةِ حوارِ اليمنيّين في الكويت، وحوارِ السّوريينَ في جنيف، على عينِ الأممِ المتحدةِ والعالم. أمّا الجهدُ السعوديُ لإشعالِ المنطقةِ وأزماتِها فيقاسُ بما تكشفُه الأيامُ من تنسيقٍ عالٍ بينَ الرياض وتل أبيب على المستوياتِ كافة.
في لبنان، حزبُ الله مستمرٌ بعزيمةٍ قوية، ولْيَعلمِ الجميعُ أنَّ شعارَه هو بناءُ الدولةِ وحمايةُ الحدودِ بكلِّ ما يتطلّبُ ذلك، وفقَ نائبِ الأمينِ العامّ لحزبِ الله.
وفي المتابعات، الانتخاباتُ البلديةُ تفرضُ نفسَها على الاهتماماتِ معَ انقضاءِ الأيامِ والمهلِ نحوَ جولتِها الأولى في الثامنِ من أيارَ المقبل. أمّا جلسةُ الحكومةِ المرتقبةُ الأربعاءَ المقبل، فسُحِبَ منها فتيلُ قنبلةِ أمنِ الدولة إلى أجلٍ غيرِ معلومٍ بعدما تَرَكَ الوزراءُ أمرَ معالجتِه إلى رئيسِ الحكومةِ تمام سلام.
«او تي في»
أمس أول من أمس ، أكّد العماد عون والتيّار الوطني الحر أنّهما لم يسمعا قط بنظرية الرئيس المياوم أو بثلث الولاية أو بالعهد المبتسَر، ومع ذلك سارعت اليوم أمس أكثر من صحيفة خليجيّة إلى تبنّي الطرح وتسويقه والتدليل عليه … على سنة على سنتين .. علّ أحداً يسمع أو يجيب، ومع ذلك تظل الرابية على موقفها. إذ ليس الموضوع مسألة بازار أو حفلة مساومة حول أفضل سعر أو أدنى وقت، بل هو قضية استعادة وطن وبناء دولة، وكل ما عدا ذلك للاستهلاك والحرق أو الإحراق، ولسنا معنيّين به. لكن اللافت أنّه في مقابل التلقّف الخليجي لتسريبة السنتين، كان حزب الله يؤكّد أنّ زمن التسويات لم يحنْ بعد على ما يبدو، وأنّ لا شيء حاضراً في لبنان. وأنّنا على الأرجح أمام أزمة مستمرة لفترة من الوقت. هذا التناقض في التوقّعات، إن دلّ على شيء، فعلى مكمن الأزمة وعلى من هو المأزوم ومن العالق في المأزق … المأزق السياسي، والمأزق العسكري الميداني، والمأزق المالي والإفلاسي. مآزق متعدّدة يسعى البعض إلى مراكمتها بمأزق ميثاقي، وذلك عبر محاولة الذهاب إلى مجلس النوّاب بلا قانون انتخاب، كان قد وعد به وتعهّد مراراً وتكراراً، وبلا الميثاقية التي يجزم دستور لبنان أن لا شرعيّة لأيّة سلطة تناقضها. في هذا الوقت يذهب مسيحيو لبنان، كما مسيحيو التقويم الشرقي، نحو القيامة الحتمية ولو تحت القصف، وهم مؤمنون أنّ الله مع الحق والعدل. مشهدٌ في السياسة جسّده مسيحيّو سورية فعلياً اليوم أمس مع تراتيل أحد الشعانين على وقع قذائف الإرهاب فوق رؤوسهم المرفوعة أبداً صوب السماء.