الأسد: الإرهاب بات جزءاً من لعبة سياسية تهدف لضرب وإضعاف الدول المستقلة بقرارها

أكد الرئيس السوري بشار الأسد «أن الإرهاب لم يعد محلياً وإنما بات جزءاً من لعبة سياسية تهدف لضرب وإضعاف الدول التي تتمسك باستقلالية قرارها»، مؤكداً أن «الوضع في سورية أصبح أفضل وأن الشعب السوري مستمر في صموده وتماسكه للدفاع عن أرضه».

جاء هذا التصريح للأسد خلال استقباله أمس، وزير شؤون الجامعة العربية والمغاربية والأفريقية الجزائري عبد القادر مساهل الذي سلمه رسالة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وفي وقت حمّل فيه الأسد الوزير الضيف «رسالة محبة للرئيس بوتفليقة والشعب الجزائري»، عبّر «عن تقديره للموقف المبدئي الذي تقفه الجزائر مع سورية».

وبحسب مصادر رسمية سورية، فإن الوفد الجزائري «قام بعرض التجربة الجزائرية في مواجهة الإرهاب والتطرّف وتحقيق المصالحة الوطنية»، مؤكداً «تضامن الجزائر مع الشعب السوري ودعم صموده في مواجهة الحرب الإرهابية التي يتعرّض لها».

وعلى صعيد المفاوضات، عقد وفد الحكومة السورية أمس، جولة محادثات ثانية مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف.

وقال رئيس الوفد بشار الجعفري في تصريح قبل بدء الجلسة: إن التركيز سيكون على دراسة التعديلات السورية على ورقة المبعوثِ الدولي التي تضمنت 12 نقطة بناء على طلبه.

وأوضح الجعفري، أن الوفد الحكومي سيثير مع دي ميستورا مسألة التصعيد الارهابي الذي قامت به المجموعات الارهابية في مدينة حلب، والتفجير الذي نفذه الإرهابيون قرب منطقة السيدة زينب «عليها السلام»، ومؤكداً أن التفجير الإرهابي دليل على أن أولئك الذين كانوا يدعون أنهم يحاورون بشكل دبلوماسي في جنيف ثم قرروا الانسحاب ليسوا إلا إرهابيين ورعاة للإرهاب هم ومشغلوهم.

واكد الجعفري ان جماعة السعودية ارهابيون بامتياز واعترض على مشاركتهم بالحوار الكثير من الدول كما اعترضت عليهم الحكومة السورية.

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع نظيره الأميركي جون كيري، أمس، سبل التعاون بين روسيا والولايات المتحدة لتعزيز الهدنة في سورية.

وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية أن الوزيرين تناولا كذلك، في اتصال هاتفي بادر إليه الجانب الأميركي، موضوع تزويد السوريين بمساعدات إنسانية وإطلاق عملية تسوية مستقرة لوقف النزاع في البلاد.

وبحسب البيان، فإن الطرفين أكدا تمسكهما بالمفاوضات الجارية في جنيف برعاية الأمم المتحدة بين السلطات السورية ومعارضيها حول شكل الدولة المستقبلية. كما ركز لافروف في اتصاله مع كيري على ضرورة انسحاب فصائل المعارضة المعتدلة من مناطق في سورية يسيطر عليها مسلحو تنظيمي «داعش وجبهة النصرة» الإرهابيين، في أسرع وقت ممكن، وقطع قنوات وصول تعزيزات للمتطرفين. كما أشارت الخارجية الروسية إلى أن الوزيرين اتفقا على مواصلة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة، في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية.

وكان لافروف اتهم واشنطن بأنها لم تنفذ ما اتفقا عليه بسحب المعارضة من ريف حلب من أجل استهداف «جبهة النصرة»، متهماً البنتاغون والخارجية الأميركية بالتنصل بشكل علني من التنسيق مع العسكريين الروس في سورية.

وأوضح وزير الخارجية الروسي أنه «لا يوجد توقف في محادثات جنيف» معتبراً أن «خروج هيئة الرياض يتعارض مـع مطلب مجلس الأمن».

من جهته، دعا نائب وزير الخارجية الروسية، غينادي غاتيلوف، إلى بذل كل الجهود لجعل محادثات جنيف حول التسوية في سورية تتواصل بطريقة بناءة.

وفي تصريح صحافي، اعتبر غاتيلوف أن المفاوضات لم تنتهِ، مشيراً إلى أن المبعوث الدولي الخاص إلى الشأن السوري، ستيفان دي ميستورا، يواصل محادثات مع مجموعات ما زالت متواجدة في جنيف.

وأعرب الدبلوماسي الروسي عن أسفه لمغادرة وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثق عن مؤتمر الرياض جنيف، قائلا إن «هؤلاء الذين يرفضون المشاركة في البحث عن سبل تسوية الأزمة السورية بشكل بناء، بدأوا ينشقون شيئا فشيئا عن العملية التفاوضية. لكن المهم أن يبقى أولئك الذين يريدون للعملية التفاوضية أن تتواصل، ويبدون استعدادهم للمشاركة فيها، بهدف إيجاد حلول تناسب جميع أطراف المجتمع السوري».

وفي السياق، قال مصدر ان المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، سيقدم في أقرب وقت مشروعا للانتقال السياسي في سورية، مبنيا على نتائج مشاوراته مع أطراف المفاوضات.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن مصدر قريب من المفاوضات قوله إن ذلك «ربما لن يتم في نهاية الجولة الراهنة، مثلما حدث المرة السابقة عندما قدم دي ميستورا وثيقة غير رسمية تضم 12 بندا تخص التسوية السياسية في سورية ، إنما في فترة ما بين جولتين، لكنه أمر مخطط له».

من جهة أخرى، كشف وزير الإعلام السوري عمران الزعبي عن ان دوائر استخبارات اقليمية امرت المسلحين في سورية بإنهاء الهدنة والعودة الى مرحلة ما قبل اعلانها، في وقت وافق فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما على ارسال 250 عسكريا اميركيا لتدريب المجموعات المسلحة السورية.

وفي وقت تواجه فيه مفاوضات جنيف مأزقا، ومخاطر انهيار الهدنة الهشة في سوريا، يؤكد الرئيس الاميركي باراك اوباما من هانوفر في المانيا موافقته على ارسال قوات اميركية اضافية الى سورية. وقال اوباما: وافقت على نشر ما يصل الى 250 عسكريا اميركيا اضافيا بينهم قوات خاصة في سورية، معتبرا ان هؤلاء سيشاركون في تدريب ومساعدة القوات المحلية.

وكان مسؤول اميركي رفيع المستوى قد اعلن عزم واشنطن ارسال قوات اضافية الى سورية لتقديم التدريب والمشورة للمعارضة المسلحة في اطار ما اسماه «سلسلة اجراءات تهدف الى زيادة دعم» الولايات المتحدة «لشركائها في المنطقة».

ولم يكشف المسؤول الاميركي عن المناطق التي سيتواجد فيها العسكريون الاميركيون وتحديد الجهات التي ستتلقى الدعم الاميركي.

وسريعاً رحب تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» أمس بخطة واشنطن بشأن إرسال 250 عسكرياً أميركياً إضافياً إلى سورية، مطالبا بدعم أكبر يشمل صواريخ مضادة للصواريخ.

وأفاد المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، طلال سيلو بأن التحالف يضم في صفوفه وحدات حماية الشعب الكردية، الشريك السوري الرئيسي للولايات المتحدة وحلفائها في المعركة ضد داعش.

وأضاف المتحدث أن أي دعم تقدمه الولايات المتحدة هو إيجابي، معربا عن أمله في مزيد من الدعم.

وفي السياق نفسه، كشف وزير الإعلام السوري عمران الزعبي عن أن هناك أمر عمليات صدر من الاستخبارات التركية والسعودية والقطرية للمسلحين للعودة إلى مرحلة ما قبل وقف الأعمال القتالية.

واكد الزعبي في لقاء مع التلفزيون السوري ان احدى هذه العمليات كان التوجيه للانسحاب من مفاوضات جنيف، واللجوء الى العنف، مشيرا الى ان ما يقوم به الإرهابيون يعكس تخبطا كبيرا جراء هزيمتهم امام الجيش السوري وحلفائه وفشلهم في الحوار السوري السوري بجنيف.

ميدانياً، أعلن تنظيم «داعش» الارهابي مسؤوليته عن تفجير سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش للجيش السوري في دمشق، حيث استشهد 12 مدنيا وجرح أكثر من 80 آخرين جراء تفجير سيارة مفخخة عند مدخل الديابية في منطقة السيدة زينب «عليها السلام» بريف العاصمةِ السورية دمشق، ومن بين الضحايا مرضى تمَّ إجلاؤهم مؤخراً من بلدتي الفوعا وكفريا المحاصرتين من قبل الارهابيين في ريف ادلب. وقالت مصادر أن التفجير وقع عند فندق الفرسان، وهو الفندق الخاص بالجرحى القادمين للعلاج من بلدتی الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف إدلب. وأضافت المصادر أن التفجير كان معدّاً لاستهداف رجال الدين فی منطقة الفاطمية القريبة من حرم السيدة زينب، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير السيارة الملغومة.

وفي السياق، أقرت تنسيقيات المسلحين بفشل أهم هجوم على مدينة حلب وبسقوط 50 قتيلاً وبالعلم المسبق للجيش السوري بالهجوم. وقد رد الارهابيون بقصف المناطق المدنية في حلب ما أدى إلى استشهاد 16 شخصاً واصابة العديد من المدنيين.

كما صدَّ مجاهدو المقاومة والجيش السوري ليلاً محاولة تسلل لمجموعة من مسلحي تنظيم داعش باتجاه مواقعهم في جرود الجراجير في جبال القلمون وتم استهدافهم بالأسلحة الرشاشة وقذائف المدفعيّة ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم. وفي الوقت نفسه تم استهداف تجمعات المسلحين عند معبر الزمراني والقصيرة لدى محاولتهم مساندة المجموعة المتسللة وأوقعوا مزيداً من الإصابات في صفوفهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى