تظاهرات شعبية تنطلق.. والشرطة تقمعها بالغاز وتعتقل العشرات
انطلقت تظاهرات نقابية وشعبية في القاهرة رفضاً لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي تقضي بأحقية السعودية في جزيرتي تيران وصنافير، في حين فرقت قوات الامن تظاهرات الجيزة بقنابل الغاز المسيلة للدموع واعتقلت بعضاً من المشركين فيها.
وشهدت ميادين التحرير ومصطفى محمود والجلاء وعابدين تواجداً امنياً مكثفاً تزامناً مع دعوات قوى المعارضة للتظاهر احتجاجاً على بيع السلطات جزيرتي تيران وصنافير للرياض.
وخلال التظاهرة قامت قوات الامن المصرية باعتقال 5 صحافيين من امام نقابتهم اثناء توجههم اليها. كما ألقت قوات الامن القبض على نحو 4 صحافيين آخرين بمحيط ميدان التحرير وشارع القصر العيني. وقد اعربت نقابة الصحافيين عن احتجاجها الشديد، وناشدت السلطات الامنية بسرعة الافراج عنهم.
وفي هذا الإطار، دفع الجيش المصري بقواته للانتشار، حيث أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة توجيهاتها للقيادات العسكرية بإعادة تمركز عناصرها لتأمين الأهداف والمنشآت الهامة.
وافاد مصدر ان قوات الأمن المصرية تفرق مسيرة للقوى الثورية بمنطقة بولاق الدكرور في محافظة الجيزة، فيما أطلقت قوات الأمن المصرية قنابل الغاز المسيلة للدموع على عشرات المتظاهرين أمام مسجد بمنطقة ناهيا بالجيزة خلال مشاركتهم في مسيرة رافضة لنقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وقامت بتفريق المتظاهرين وألقت القبض على 5 من المشاركين في المسيرة. كما ألقت قوات الأمن بميدان التحرير القبض على قرابة 20 شابا، فيما بدأ فريق من المباحث العامة والأمن الوطني باستجوابهم، وسط انباء من شهود عيان عن تعرضهم للضرب.
وكانت بدأت منذ صباح أمس، في ميادين عدد من المحافظات تحركات شعبية رافضة للتفريط بالأرض مقابل ما وصفوه بالصفقات المشبوهة من قبل السلطات المصرية، مطالبين باسقاط الاتفاقية.
وتأتي التظاهرات تلبية لدعوة «الحملة الشعبية لحماية مصر» الى التظاهر السلمي امام نقابة الصحافيين في القاهرة ومواقع اخرى. وقد اطلق الحملة ستة عشر حزبا وحركة سياسية واكثر من مئة وخمسين شخصية عامة بينهم المرشحان السابقان للرئاسة حمدين صباحي وخالد علي.
وطالبت الحملة بالافراج عن المعتقلين، محذرة من الاستمرار في حملة الاعتقالات، مؤكدة انها ستزيد حالة الاحتقان والاضطراب في المجتمع.
واعتبرت ان الدعوات لتظاهرات مضادة تعد تحريضا مباشرا، محملة الاطراف والاجهزة التي دعت لها مسؤولية تداعياتها.
وعشية التظاهرات، هدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه لن يسمح لأحد بالمس بمصر وامنها واستقرارها ومؤسساتها، وقال في ذكرى تحرير سيناء ان هناك من يدفع لمحاولة المساس بمؤسسات الدولة.
ولم تنفع حالة الاستنفار التي أعلنها الرئيس المصري في خطابه، أول أمس، وما تلاها من نزول القوات المسلحة لتأمين الأهداف والمنشآت الحيوية وتحذيرات وزارة الداخلية للمتظاهرين، في إسكات الرافضين لقرار أصدره وأحيل برمته إلى مجلس النواب وفقا لصلاحيات منحها له الدستور بإقرار الاتفاقية الموقعة أو اعتبارها لاغية، بل في مواجهة دعوات لاستغلال ذكرى استعادة سيناء ورحيل آخر جندي صهيوني في 25 نيسان 1982، قياسا على دعوات التظاهر التي سبقت الاحتفالات بعيد الشرطة في الخامس والعشرين من كانون الثاني لتصبح شرارة اندلاع الثورة الأولى.
وكان السيسي أكد وجود محاولات لاستهداف الاستقرار ومؤسسات الدولة فى مصر، مشيرا إلى أن نشاط المجموعات الإرهابية في المنطقة بدأ ينحسر.
وأضاف فى كلمة ألقاها عشية الاحتفالات بتحرير سيناء ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة، وأن الوقت قد حان لقطف ثمار تحرير سيناء.
وفي السياق، شن وزير الاوقاف المصري محمد مختار جمعة هجوما غير مسبوق على المتظاهرين ضد ممارسات النظام المصري، منتقدا التظاهرات التي دعا لها الناشطون تحت عنوان «مصر مش للبيع».
وبحسب موقع «وطن يغرد خارج السرب» فقد قال جمعة في لقائه مع برنامج «على مسؤوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»: «من يدعوك إلى التخريب والقتل وسفك الدماء، والإفساد والتقاعد والبطالة والكسل، فهو يدعوك إلى ما يُناقض الإسلام والأديان والإنسانية السوية».