أي تعرض للجيش ينحدر إلى درك المشاركة في المؤامرة

تجلت الوحدة الوطنية في أبهى صورها، في دارة رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبدالرحيم مراد بعد ظهر أمس، حيث التقى عدداً من الشخصيات السياسية والروحية والقضائية والوطنية.

وقد شكل اللقاء الذي ضمّ عدداً من شخصيات الطائفة السنية من كلّ المناطق اللبنانية التي تجتمع على خيار المقاومة بعيداً من الإنتماءات المذهبية وعلى دعم الجيش اللبناني، رسالة قوية إلى أولئك الذين تطاولوا على الجيش وشكلت تصريحاتهم وتبريراتهم، وما زالت، غطاء وبيئة حاضنة للظلاميين الذين يعتدون على الجيش وعلى القوى الأمنية، وعلى رغم ذلك لم يتورع هؤلاء عن مكابرتهم او تحريضهم، الذي وصل إلى حدّ دعوة العسكريين السنة إلى الانشقاق عن الجيش بدل الالتفاف حول المؤسسة العسكرية التي تدفع ثمناً غالياً من أرواح جنودها وضباطها لمحاربة من استباحوا الأرض واتخذوا من منطقة التي أوتهم ومن أهلها رهائن لتحقيق مآربهم.

وأبرز المشاركين في اللقاء: النواب كامل الرفاعي وقاسم هاشم والوليد سكرية، الوزراء والنواب السابقون عدنان عضوم، زاهر الخطيب، جهاد الصمد، بهاء الدين عيتاني، وجيه البعريني ، باسم يموت، وعدنان طرابلسي، الشيخ ماهر حمود، العميد مصطفى حمدان، وعثمان مجذوب، ممثلاً الوزير فيصل كرامي، وطلال أرقدان ممثلاُ النائب أسامة سعد.

ودان اللقاء «التعرض للجيش اللبناني في عرسال ومنطقتها من مجموعات إرهابية تكفيرية متطرفة تسعى الى جعل لبنان جزءاً من مشروعها وساحة لإجرامها، من خلال العبث بأمن المواطن، والمسّ بسيادة الوطن».

وحيا اللقاء في بيان «تضحيات الجيش اللبناني وشهداءه الأبرار»، مطالباً: «كلّ القوى المخلصة بالوقوف صفاً واحداً خلف المؤسسة العسكرية الوطنية لتقوم بدورها الطليعي في المحافظة على أمن لبنان واستقراره، ومواجهة هذه الظاهرة الغريبة عن قيمنا ومجتمعنا»، معتبراً «أنّ أي مسّ أو تعرض للجيش في مهماته أو تطاول عليه ينحدر إلى درك المشاركة في المؤامرة التي تحاك على لبنان لضرب وحدته وأمنه واستقراره ويشكل استهدافاً لكلّ الوطن».

كما بحث المجتمعون، حسب بيان صدر بعد اللقاء، في الجهود التي بذلت لمعالجة أزمة دار الإفتاء، واللقاءات التي عقدت مع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس الحكومة تمام سلام والوساطة العربية المصرية، «فثمن عالياً روح الإجماع والتوافق التي سادت هذه الاتصالات، لا سيما موقف صاحب السماحة الذي تفهم مشكوراً وجهة نظر اللقاء، وكان حريصاً على وصول المبادرة المصرية التي أطلقها القنصل المصري شريف البحراوي والمدعومة عربياً إلى خواتيمها المرجوة، انطلاقاً من إيمانه بوجوب الحفاظ على وحدة الموقف الإسلامي، والابتعاد عن الانقسام والتشظي، بخاصة في ظلّ الظروف العصيبة التي تمرّ بها البلاد، والأمتان العربية والإسلامية، والتي تتطلب التماسك وقيام دار الإفتاء بدورها الوطني والوحدوي الجامع».

وشكر المجتمعون «هذه الجهود التي ساهمت مع المخلصين بالوصول إلى النتيجة المرضية، وعبر عنها البيان الإعلامي لصاحب السماحة مفتي الجمهورية، والذي تضمن التجاوب مع دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء الرئيس تمام سلام لانتخاب المفتي الجديد للجمهورية في العاشر من شهر آب الجاري، وهو ما جرى التوافق عليه بين مختلف الأطراف والمرجعيات المعنية بانتخاب المفتي الجديد للجمهورية، هذا التوافق الذي أفضى إلى تزكية رئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ عبداللطيف دريان ليكون مرشحاً توافقياً»، آملاً «بأن يكون انتخابه بداية عودة دار الإفتاء إلى موقعها التاريخي حاضنة لجميع أبنائها ومعبِّرة عنهم في كافة القضايا الوطنية والعربية والإسلامية بروح الانفتاح والاعتدال والوسطية التي هي من جوهر العقيدة الإسلامية السمحاء النابذة للتطرف والغلو».

كما طالبوا بـ«العمل الجاد في المرحلة المقبلة لإقرار الإصلاحات المطلوبة ضمن الأطر القانونية والتنظيمية لدار الإفتاء لا سيما توسيع الهيئة الناخبة، والالتزام بروح التوافق وتنفيذ كلّ طرف بموجباته تجاه ما تمّ الاتفاق عليه مع الوسيط العربي، كي تتمكن الدار من ممارسة دورها الإسلامي والوطني، لتكون تعبيراً حياً عن جميع أبنائها، لأنّ الخلاف يبعدها عن القيام بهذا الدور، وإنّ هذا الأمر سيترك فراغاً يحاول البعض ملأه بسلوك لا ينسجم مع رسالة الإسلام السمحاء».

وطالبوا أيضاً، بتعزيز دور الأزهر «في المرحلة المقبلة لإظهار الإسلام على حقيقته ولمواجهة محاولات البعض الساعية لجعله مناقضاً لكل القيم والمبادئ الإنسانية».

وتوجه المجتمعون بالتحية إلى «غزة الصمود، غزة البطولة التي تقاتل وسلاحها دماء الشهداء، غزة التي تواجه مشروعاً واحداً يدخل في إطار خريف أميركي مرسوم يهدف لإعادة المنطقة إلى عصور الجاهلية من خلال القضاء على روح المقاومة للشعب الفلسطيني والعربي». كما دانوا «الوضع العربي الغريب والمريب وهذا الصمت والموقف المتفرج»، مطالبين المجتمع العربي بـ«العمل السريع لتعزيز صمود غزة ودعم مقاومتها لأنّ فلسطين تمثل قضية العرب المركزية ولا يجوز التخلي عنها تحت أي اعتبار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى