مكتبة «البناء»

صدرت لدى «مكتبة الدار العربية للكتاب»، رواية «السلفي» للروائي والباحث في علم الاجتماع السياسي عمار علي حسن، في 300 صفحة قطعاً وسطاً.

تمزج رواية «السلفي» بين صورة سحرية تجسدها نبوءة شيخة صوفية تعيش في القرية، وواقع فرض نفسه على الحياة الاجتماعية في مصر في العقود الأخيرة نظراً إلى تصاعد نفوذ تيار ديني تقليدي بتصوراته وقيمه، وتروي معاناة أب يعمل محامياً ويؤمن بأفكار عصرية مع ابنه الجامعي الذي تسلل السلفيون الجهاديون إلى عقله وجندوه ليأخذوه معهم إلى الحرب التي خاضوها ضد الروس في أفغانستان، ولينضمّ بعد ذلك إلى فصيل من تنظيم «القاعدة».

وإذ أعيت الأب الحيلة لاستعادة ابنه عبر الطرائق المعروفة، أصيب بالفصام، مستعيداً نبوءة قديمة لامرأة صالحة كان جميع أهل القرية يؤمنون بصلاحها وقالت له إنه لن يستعيد الغائب روحاً أو جسداً إلا إذا مرّ بسائر عتبات بيوت القرية شارحاً منابع التدين المعتدل التي تعلمها الأب في الصغر، ولا يزال يؤمن به. وفي طوافه عبر البيوت يستعيد الأب جميع مسرات أصحابها وأوجاعهم، سواء من بقي منهم على قيد الحياة أو من رحل تاركاً وراءه حكايات صغيرة تتناسل عبر نص شعري، ينتقل بنا من القرية إلى المدينة ذهاباً وإياباً. ويتخيل الأب أن ابنه يرافقه في طوافه هذا فيدخل معه في حوار عميق حول الفرق بين التصورات الدينية المعتدلة لأصحاب تلك العتبات، والتي ذابت في حياتهم البسيطة من دون تكلف ولا ادعاء، والتشدد الذي يعشش في رأس الابن ما جعله يتحول إلى قاتل محترف ظاناً أنه يجاهد في سبيل الله.

يصف الناشر الرواية بأنها «غير تقليدية» موضحاً: «بطلها غائب حاضر، وراويها حاضر غائب، نسير فيها من عتبة إلى أخرى عبر أزمنة لا تكتسب أهميتها من ذاتها إنما من الأماكن التي يطوف بها الراوي، حاملاً على كتفيه نبوءة قديمة ومتحدثاً إلى ابنه السلفي الذي اختطف روحه الجهاديون السلفيون كي يحارب معهم في بلاد غريبة».

يوسف يوسف باحثاً في « سيناريوهات العهد القديم»

صدر حديثاً لدى دار «فضاءات» في عمّان كتاب جديد للناقد والباحث يوسف يوسف عنوانه «سيناريوهات العهد القديم»، وهو في أربعة مباحث: الأول «هوليوود والتلاعب بالعقول»، الثاني «سيناريوهات العهد القديم»، الثالث «الثالوث المقدس»، والرابع «الصوفية الكاذبة».

يقدم الكتاب دراسة نقدية تشريحية لعلاقة السينما بالتوراة، في طرفيها، أو في خطي إنتاجها المتوازيين: السينما الأميركية، والسينما «الإسرائيلية»، انطلاقاً من وجود رابط جوهري بينهما هو الأيديولوجيا الكولونيالية العنصرية الكامنة في السرديات والأساطير التوراتية التي تدعو إلى إبادة الآخر في إطار ديني، والسيطرة على العالم. ويعترف الناقد يوسف يوسف في تمهيده للكتاب بأنه مدين بأطروحته لدراسة منير العكش تحت عنوان «الجلاّد المقدس» ويشرّح فيها الدور المقيت الذي قام به «البيوريتانز» في إنكلترا ونيو إنغلاند في القرنين السادس والسابع عشر، والمتمثل في إبادة الهنود الحمر في قارة أميركا الشمالية .

قصص «إحساس مختلف» لهديّة حسين تفتح على الروح العزلاء

عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر»، بيروت، صدرت مجموعة قصصية تحت عنوان «إحساس مختلف» للروائية العراقية هدية حسين وتضم 28 قصة تنوعت أفكارها ومضامينها وإن غلب عليها الهمّ الذي تعانيه المرأة تحت سطوة قسوة الحياة، لذا فهي تنطلق من أسرها مرة وتخفق مرة فتدفع ثمن ذلك.

تنفتح بعض قصص «إحساس مختلف»، على أحلام أوسع متجاوزة الهموم الذاتية إلى القلق الإنساني الأعمق. وتنطلق قصص أخرى إلى فضاءات أرحب مشحونة بدفق الحياة، وتنغلق قصص أخرى على وحشة عميقة في النفس ترتد حيناً إلى الطفولة متمسكة بما تبقى من براءتها، وتنكفئ حيناً إلى شيخوخة تحدّ من تلك الأحلام وتحجّمها: تقترب بعض القصص من عالم الكاتبة إذ تتناول الغربة وتفتح أبوابها المشرّعة على الروح بكامل خوفها وعزلتها، حتى لكأن الكاتبة تسكب ذاتها على هيئة قصص، وتكسِر قصص أخرى تلك الغربة مقاوِمة أنيابها، ومحوّلة أشباحها إلى ضوء يبدّد الحلكة. علماً أن «إحساس مختلف»، هي المجموعة السابعة للروائية هدية حسين والكتاب السابع عشر في سلسلة أعمالها الأدبية.

من أجواء إحدى القصص: لي مخيلة جامحة أيها السادة، وكثيرا ما كنت أنسج قصصا عن أصدقائي الذين يغيبون وتنقطع أخبارهم عني، متناسية قصصهم الحقيقية، وبعد فترة طويلة أصبحتُ لا أفرّق بين ما حدث لهم فعلا، وما ابتكرته مخيلتي، هذا الأمر يريحني في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى يحرجني أمام العهد الذي قطعته أمام نفسي بعدم نسيان حكاياتهم.

تفرّق الأصدقاء، كل واحد منهم مضى إلى مصير كان سيعجز عن استيعابه قبل سنوات لو علم بنوع ذلك المصير، لم أعِ هذه الحقيقة، إلا بعد أن بدأت خطواتي تسلك مصيرا آخر غير ما كنت أتوقع، ربما كنت الوحيدة التي تركت زمام أمرها دون أن تسعى إلى شيء، مصيري هو الذي قاد خطواتي فتبعتُه، في بعض الأوقات أشعر بالرضا لما آلت إليه الأمور، فامرأة مثلي كان يمكن أن تُقتل برصاصة طائشة، أو يتشظى جسدها بفعل انفجار أعمى.

«لمحة عن الثقافة في الصين»

جديد منشورات «كلمة» كتاب «لمحة عن الثقافة في الصين» للمؤلف تشنغ يوي تشن، ترجمة د.عبدالعزيز حمدي عبدالعزيز من مصر.

رحلة فكرية جريئة، واسعة الخيال، مثيرة، تسبر أغوار الثقافة الصينية في عصورها السحيقة والمتجذّرة في أعماق الحضارة الصينية منذ 3000 سنة ونيف، لذا تتسم مواضيع الكتاب بالثراء والوفرة، بدءاً من مفهوم الثقافة في الصين إلى تسليط الأضواء الكاشفة على جوانب هذه الثقافة في المواضيع التاريخية والجغرافيـة والأدبية والفنية والأيديولوجية والسيكولوجية والدينية والفن المعماري والعادات والتقاليد، فضلاً عن منجزات الصين في التقدم البشري، وبذلك يشبع نهم القارئ العربي الشغوف إلى استجلاء غموض الثقافة الصينية، وفلسفتها وتاريخها، ويسد فراغاً علمياً تعانيه المكتبة العربية، لأن معارفنا حول الصين ما زالت غامضة وقليلة.

ولد مؤلف الكتاب شنغ يوي تشن في محافظة تايقو في مقاطعة شانشي، في جمهورية الصين الشعبية عام 1939. تخرج في جامعة بكين متخصصاً في الأدب الصيني. اختارته وزارة التعليم الصينية لدراسة اللغة الفرنسية في جامعة اللغات الأجنبية في بكين لمدة ثلاث سنوات، معدّاً ومؤهّلاً لتدريس اللغة الصينية في البلدان الأجنبية. ودرّس اللغة الصينية في مدرسة الصداقة بين الصين وجمهورية لاوس. اشتغل بالتدريس لسنوات عديدة في جامعة بكين، وفي مجموعة التربية والعلوم التابعة لمجلس الدولة الصيني، وفي وزارة التعليم الصينية. سافر إلى إيطاليا عام 1986 وعمل مدرّساً هناك في جامعة اللغات الشرقية لمدة سنتين.

مترجم الكتاب د.عبدالعزيز حمدي عبدالعزيز، من مواليد المنصورة في مصر عام 1959. تخرّج في قسم اللغة الصينية في جامعة عين شمس عام 1981. يحمل دكتوراه ألسنيّة في اللغة الصينية وآدابها من جامعة عين شمس. يعمل رئيساً لقسم اللغة الصينية وآدابها في كلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر. عضو اتحاد كتاب مصر وعضو لجنة الترجمة في المجلس الأعلى للثقافة في مصر.

«وقائع بوليسيّة في السينما» لناجي فوزي

في منشورات «الهيئة المصرية العامة للكتاب»، صدر حديثاً كتاب «وقائع بوليسية في السينما: فك الاشتباك بين الأمن والإبداع» لناجي فوزي. والاجتهاد البحثي في هذا المجال يمهد الطريق نحو فك الاشتباك التقليدي بين الأمن والإبداع. ومهما تمادت الأفلام السينمائية التي تنتقد الجهاز الأمني في خشونة نقدها فمن المرجح ألاّ يؤدي ذلك إلى توسيع الفجوة التقليدية بين المواطن وهذا الجهاز. ويبحث الكتاب في مدى استخدام السينما المصرية المعالجات الفنية الخاصة بالأعمال الأمنية والأجهزة القائمة بها في نقد السلطات العامة من خلال فصلين حول مدى اقتراب السينما المصرية من المواضيع ذات الصبغة السياسية، وباحثاً في السينما منذ تاريخ نشأتها حتى قيام ثورة يوليو 1952 حتى 1970. وباحثاً كذلك في السينما المصرية وهيبة الدولة ورجال الشرطة على الشاشة بين الأنماط المثالية والنماذج الواقعية، وأخيرا الإرهاصات الأولى للانفراجات النقدية المباشرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى