عون : إذا لم تتحقّق الشراكة في الحكم فسيكون لبنان بخطر
أسف رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون «أنّنا لا نزال حتى اليوم نبحث عن وصاية في الغرب أو الشرق لانتخاب رئيس يحافظ على شعار السيادة والحرية والاستقلال»، مؤكّداً أنّه «إذا لم تتحقّق الشراكة والتوازن في الحكم فسيكون لبنان بخطر».
وقال عون في حديث تلفزيوني في ذكرى الانسحاب السوري من لبنان، ردّاً على سؤال «لا يمكن القول إنّنا عاجزون عن بناء دولة، ولكن قوانين الانتخاب التي اعتُمدت لم تترك مجالاً للشعب اللبناني كي يقوم بتداول السلطة. فالقوانين التي وُضعت لكي تؤمّن الأكثرية في العام 1992، أمّا بقيّة القوانين التي وضعوها، فقد فُصّلت على مقاساتهم كي يبقوا محتفظين بالأكثرية نفسها».
أضاف: «وعندما باتَ هناك خوف من أن يخسروا الأكثريّة، مدّدوا لمجلس النوّاب وأعطوه ولاية جديدة، وهذه الولاية الجديدة هي غير شرعية وفقاً للمعايير الدستوريّة العالمية.
أنا لستُ مجتهداً بالقانون، ولكنّني تعلمت القوانين ومعنى الدساتير. كذلك تعلّمتُ أن أميّز بين الشرعيّة والقانونيّة. لذلك فإنّ الشرعية هي التي تعطي الإذن لمجلس النوّاب بممارسة التشريع ومراقبة الحكم. ولكن نأسف لأنّ الشرعية غير محترمة، والأكثرية المُنتخبة في العام 2009 تريد أن تتحكّم، على الرغم من عدم شرعيّتها، بانتخاب رئيس الجمهورية». وشدّد على أنّ بناء الدولة يبدأ من قانون انتخابي جديد.
وأشار إلى أنّ «موضوع الفساد متراكم منذ فترة طويلة، وبالعودة إلى الصحف المكتوبة التي صدرت قبل أن أعود إلى لبنان، نجد أنّ هناك اعترافاً شاملاً من كل المسؤولين عن وجود فساد، ولكن المعضلة الآن، هي أنّنا لم نحدّد من هو المسؤول عنه. الجميع يتحدّث عن وجود الفساد وضرورة مكافحته، ولكن حتى الآن ما من أحد كافحه».
وقال: «نشهد اليوم بداية الكلام عن الفساد، حيث برزت قضيّة الإنترنت غير الشرعيّ والفساد في قوى الأمن الداخليّ والحبل على الجرار. فإذا أردنا متابعة المسيرة في نبش الملفات، قد لا ينجو أحد».
ورأى أنّ «أي أحد يبدأ بمكافحة الفساد، ستظهر أمامه طرق جديدة وملفات جديدة، ونتيجة التغيير يُفتح طريق بناء الدولة. نحن أول من بدأ بالمطالبة بكشف الفساد، ومطالبة الشعب بمكافحة الفساد اليوم، أتت نتيجة لما كرّرناه من كلام في هذا الموضوع».
أضاف: «لقد وجدنا في مطالباتنا بمحاربة الفساد أن «لا حياة لمن تنادي في الحكم»، ولكننا نبّهنا المواطنين، ونأمل أن يُفضَح الفساد وأن يتمّ الإصلاح في جيلكم أنتم. نحن وضعنا البدايات في موضوع الإصلاح والتغيير، ولكن هذا الأمر يتطلّب وقتاً طويلاً نسبيّاَ، تماماً كما حصل في النهضة بكل عصور العالم، فالنهضة التي حصلت في القرن السابع عشر في فرنسا، كانت بداياتها في القرن السادس عشر».
و ردّاً على سؤال، أكّد عون أنّه إذا «لم تتحقّق الشراكة والتوازن في الحكم، وإذا لم يلعب كلٌ دوره بتناغم مع السلطة التشريعية والتنفيذية، سيكون لبنان بخطر لأنّ الشواذ لا يمكن أن يدوم».