«يونيسكو»: تدمر احتفظت بقسم كبير من آثارها رغم إرهاب «داعش»
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو»، أنّ مدينة تدمر التاريخية تحافظ إلى حدّ كبير على آثارها وأصالتها، رغم الأضرار الجسيمة التي ألحقها بها إرهابيو تنظيم «داعش».
واعتبرت المنظمة في بيان أصدرته أمس بعد زيارة وفد خبراء منها برئاسة مديرة مركز التراث العالمي في المنظمة مشتيلد روسلر إلى مدينة تدمر، كما نقلت «فرانس برس»، أنه رغم تدمير إرهابيي «داعش» قسماً كبيراً من المواقع الرمزية، يحتفظ موقع تدمر الأثري إلى حدّ كبير بآثاره وأصالته. مشيرة إلى أن القسم الأكبر من التماثيل الكبيرة والنواويس والمنحوتات التي تعذّر وضعها في مكان آمن، قد ألحقت بها تشوّهات وقُطعت رؤوسها، ولا يزال القسم الأكبر من قطعها متناثراً على الأرض.
وأكدت المنظمة أنّها ستعمل مع جميع الشركاء لاتخاذ تدابير الحماية الضرورية، وأن هذه الخلاصات أولية، وقد أجريت غداة مهمة تقنية من أجل تقييم سريع لموقع تدمر الأثري العالمي.
وكان وزير الثقافة عصام خليل قد أعلن عقب اجتماعه بوفد المنظمة الأممية في دمشق أنّ العمل جارٍ حالياً بالتنسيق مع «يونيسكو» على رصد الأضرار التي ألحقها الارهابيون بمدينة تدمر العظيمة وتقييمها، قبل أن يقوم الجيش العربي السوري بتحريرها من دنس الإرهاب، وذلك تمهيداً لوضع خطة عمل متكاملة بالتنسيق مع المنظمة الدولية لإعادة ترميم تدمر. منوهاً برغبة مسؤولي «يونيسكو» بتقديم كلّ عون ممكن مادياً وتقنياً لإعادة ترميم آثارها.
وأوضح البيان أن الوفد الذي زار سورية من 24 إلى 26 الشهر الجاري حدّد التدابير العاجلة لتأمين موقع الآثار في تدمر وتوثيقها وحمايتها وترميمها عندما يصبح ذلك ممكناً. علماً أن هذا العمل لاختيار قطع المنحوتات وتوثيقها قد بدأ. مشيراً إلى أن لجنة التراث العالمي ستقدّم تقريراً كاملاً في دورتها الأربعين التي تعقد في اسطنبول في تموز المقبل من أجل إصدار توصيات حول تدابير الحماية التي يتعيّن اتخاذها. كما سترسل «يونيسكو» قريباً بعثة دولية من الخبراء لإجراء عملية تدقيق أكثر تفصيلاً، لوضع مختلف مواقع التراث السوري ومنها تدمر.
ومن المقرّر أن تشهد مدينة برلين الألمانية مؤتمراً دولياً للخبراء خلال الفترة بين 2 و3 حزيران المقبل حول الحفاظ على مواقع التراث السوري.
يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رحّب بقرار المجلس التنفيذي لمنظمة «يونيسكو» مؤخراً في شأن دورها في ضمان حماية الآثار في سورية، والحفاظ عليها بناء على مبادرة من روسيا.