دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
حلب، أيها القتلة، هي المدينة التي خرج من بواباتها سيف الدولة الحمداني وحارب الروم، وحمى حدود إمارته، في أجواء ملحمية دفعت المتنبي ليقول فيه:
وقفتَ، وما في الموت شكٌّ لواقفٍ
كأنك في جفن الردى وهْو نائمُ
تمرّ بك الأبطال كلمى هزيمةً
ووجهُكَ وضّاحٌ وثغرك باسمُ
حلب، أيها القتلة الساديون، هي العاصمة الثقافية البديلة عن بغداد يوم وضع الأتراك يدهم عليها، وصار الخلفاء ألعوبة في أيديهم، حتى قيل:
خليفة في قفصٍ بين وصيف وبغا
يقول ما لُقّنه كما تقول الببغا
فما من شاعر، ولا ناثر، ولا عالم، ولا فيلسوف، ولا لغويّ، إلا وانتمى إلى صالون حلب الأدبي الذي أولاه سيف الدولة كلّ اهتمام.
حلب، أيها القتلة المشعوذون، لن تعلن الحداد، ولن تروا على شرفاتها، ولا على نوافذها، رايةً بيضاءَ واحدة، «فالحرّةُ تموت ولا تُرضع بثديها»،
وحلب حرة… وستبقى!