بدر شاكر السياب في مجلة «المأمون» وقصيدة له لم تنشر من قبل!

احتفت مجلة «المأمون» التي تصدر لدى «دار المأمون للترجمة والنشر» التابعة لوزارة الثقافة العراقية بالشاعر الكبير بدر شاكر السياب لمناسبة اختيار 2014 عاماً له ونشرت قصيدة غير معروفة له.

صدر إذن العدد الجديد الثالث من مجلة «المأمون» الفصلية التي يترأس تحريرها كامل عويد العامري، ويقول: «منذ مطلع العام الفائت، أخذت مجلة «المأمون» طابعاً وشكلاً جديدين. في البدء تشكلت لها سكرتارية تحرير مهنية، بدأنا في إنجازها مجلة ثقافية رصينة، وتكاد تكون المجلة الأولى في وزارة الثقافة العراقية بهذه الرصانة وهذا الشكل، إذ تجمع بين ما كانت عليه مجلة «آفاق عربية» التي كانت تصدر لدى دار الشؤون الثقافية العامة وتوقفت عن الصدور بعد الاحتلال، ومجلة «المأمون» السابقة، في تصديها للثقافات الأجنبية، فأصدرت أعداداً متميزة وملفات مهمة جداً، بينها إصدار عدد متميز عن الاستشراق، وآخر عن السيمياء وعدد ثالث عن قضايا السرد. أما عددها الثالث 2014 الصادر اليوم، فإنه يحتفي بالشاعر الكبير بدر شاكر السياب، باقلام كبار كتابنا وادبائنا..، الأحتفاء بالساب… جاء لمناسبة اختيار اتحاد الأدباء والكتاب العرب عام 2014 عاما للسياب في ذكرى غيابه الخمسين، لذلك بادرت المجلة إلى تخصيص ملف خاص بمنجز السياب الشعري من خلال دراسات معمقة لكبار الكتاب. العدد ليس مكرساً للسياب بالتأكيد، إنما اخترنا محطات معينة لم يتناولها آخرون. مثلاً كتب الناقد ياسين النصير عن الشعرية المكانية عبر قراءة في قصيدة «في الليل»، وكتب الشاعر الراحل حسين عبد اللطيف قبل رحيله الأبدي دراستين حول علاقة السياب بالتراث الشعبي. إلى دراسة اخرى للدكتور جاسم محمد جاسم عنوانها «قراءة في البنى النصية للمتن السيابي»، وكتب الناقد على حسن الفواز «قراءة ثقافية: الأثر الشعري ومعطى التحول عند السياب»، وكتبت الدكتورة نادية هناوي عن «النزعة الدرامية في شعر السياب»، وقدم الشاعر محمد صالح عبد الرضا قصيدة للسياب لم تنشر سابقاً عنوانها «قميص الردى»، وكتب الدكتور علي حداد «بعد نصف قرن على رحيله ما الذي بقي من السياب كي نقرأه»، اما القاص عباس لطيف فكتب «السياب وإشكالية السيرة الذاتية» وفي هذا العدد احتفاء بالشاعر عدنان الفضلي في «الذهاب الى هاجس القصيدة» فضلاً

ص عن دراسات معمقة للدكتور طه الهاشمي والدكتور عدنان لازم شبيب والدكتور غازي شريف وجاسم عاصي وكامل العامري ونهضة طه.

يتابع العامري عن المجلة قائلاً: من ناحية أخرى، وبدءاً من هذا العدد، تحتفي المجلة بشاعر أو مجموعة من الشعراء أو بقاص أو بعدد من القصاصين والروائيين الجدد ممن شكلوا ظاهرة تجسدت في الوسط الثقافي وأثبتت حضورها، أو التبشير بظواهر ثقافية، علماً أن المجلة يدير تحريرها كامل عويد العامري وسكرتارية تحريرها عبد اللطيف الموسوي ونهضة طه.

يوضح العامري: صدرت المجلة للمرة الأولى عام 2005، وكانت تعتمد الصورة والمتابعة الثقافية، من دون الخوض في ما هو معرفي على نحو معمق. حتى شكلها كان ذا مقاسات توحي انها مجلة تعتمد الصورة الملونة. واستمر صدورها على هذا النحو حتى عام 2013 إذ أنيطت بي إدارة تحريرها، وأخذت على عاتقي الانتقال بالمجلة من شكلها السابق الى شكل جديد، مستفيداً من تجربتي في رئاسة تحرير مجلة «الثقافة الأجنبية» التي كانت تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة.

قصيدة السيّاب غير المنشورة سابقاً «قميص الردى»:

يا طيّب السم في قلبي، وأعراقي..

ولحمي

يا جحيماً.. دار رأسي منك،

يا رمضاء جسمي،

يا هجيراً في دمي، يا موت،

يمي في عروقي،

الأفاعي كلّها التمّت لقمعي،

والشباب،

من دمي، أي احتراق من دجى في كل ناب

يا قميص النار، يا ثوب الحريق،

يا عدواً كالصديق،

يا رفيق،

أيها السهم الذي حاز المنايا،

من دم العمر… تصيّدت الضحايا،

واغتدى منك الردى في كل زاد،

فيم تمتص بشدقٍ من فم الأفعى

فؤادي

أيها السهم الذي أهدى لبيموس

المنية

عدت، في هذا القميص النار،

كالذكرى إليه

القميص القاني الدامي، دمار

وانتحار

القميص القاني المبتل نار،

خطه بيموس فيما سال منه

من دماء،

ضم كل السم، كل النار، يا شرّ الرداء

كلما حاولت أن أنزعه زاد

التصاقاً

كلما حاولت إطفاءً له زاد احتراقاً

يا نسيجاً لقبور الهالكين

يا خيوطاً من دموعٍ وأنين

أنت نور الحلك

أيها الثوب الذي ضم الأفاعي

في خيوط منه، يا ثوب الخداع

أنت إذ تأكل من لحم ذراعي

وتبث الموت في قلبي..

قميص من خداع

يا حريقاً في اتساع

يا نذيراً بالتداعي

يا قميص

سملت عيناي في كل رصيف

صورة شوهاء، لا بل ألف صورة

يا سراجاً محت الظلماء نوره

طعنت بسمتك الصفراء

والوجه المخيف

جبهتي بالنار، أدمت أغنياتي

يا فناء في حياتي

يا قميص السماء

لم تجد يوماً علينا بالمطر

والمساء

لم يفتح بابه نور القمر

والحفر

تبلع الموتى وأفواه الضحايا…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى