الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية… وجهة نظر من الشرق الأوسط
ترجمة: ليلى زيدان عبد الخالق
كتبت شارمين نارواني في «RT»:
يتتبّع كثيرون الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية بشغف كبير. وللمرّة الأولى، لا تنصبّ الاهتمامات على قطبَي السياسة الأميركية، بل يرتكز الاستقطاب حول المجريات التي تحدث داخل كلّ حزب.
يخالف كلّ من بيرني ساندرز ودونالد ترامب مؤسستيهما الحزبيتين، يحشدان الناخبين لقضيتهما، ويقلبان «السياسة كالمعتاد» على رأسيهمما. وفي ما بعد، سيكون هناك حكماً دفقٌ مستمرّ لشكاوى الناخبين بسبب الغش و»التزوير، وضمان الضبابية في ما يتعلّق بسياسات البعض الآخر، وضمان كمّ الأفواه لبعض الوقت.
ومع اقتراب انتهاء موسم الانتخابات التمهيدية، بدأت وجهات النظر في الشرق الأوسط، حيال الانتخابات الأميركية بالتبلور. ويبدو أن الغالبية ـ فيما لو استثنينا بعض الحكّام الأوتوقراطيين، والملوك الليبراليين الذين يشكّلون النخبة في المنطقة ـ ليست داعمةً بالمطلق لهيلاري كلينتون.
وباختصار، إذا كان على الشرق الأوسط أن يصوّت، فلن تكون هناك منافسة تُذكر، بين دونالد ترامب الذي لا يكفّ عن مهاجمة المسلمين، وبين هيلاري كلينتون التي تقتلهم!!!
وعلى رغم أن عصر الهيمنة الأميركية بات يقترب من نهايته، فإن الشرق الأوسط لا يزال يعاني ـ أكثر من غيره من المناطق ـ من سوء الأمصال والحقنات التي استوردها من الإمبراطورية المنهارة. فلا عجب إذاً، أن يخضع موسم الانتخابات الحالي في الولايات المتحدة الأميركية إلى التمحيص والتدقيق من قبل الأقطاب في الشرق الأوسط.
وهنا، يطغى الجدل حول المنتصر المحتمل في هذه الانتخابات والذي قد يجرّ وصوله وسياساته المزيد من الويلات والحروب على المنطقة، أكثر من الاهتمام أو التركيز على المشاريع الاقتصادية، السياسية والاجتماعية التي يمكن أن تُحضّر للمنطقة.
تتناقل الروايات أن هيلاري كلينتون ستكون الشخص الأسوأ للمنطقة، على رغم أنّ في الولايات المتحدة، تتغيّر هذه الصورة القاتمة لدى الحديث مع النخب في المنطقة وكذلك الليبراليين.
وتماماً، مثل نظرائهم الأميركيين، تورّط الشرق أوسطيون بالجدال الدائر حول عنصرية دونالد ترامب وجدوى بيرني ساندرز وصقور هيلاري كلينتون. فالإعلام، وبعد كلّ شيء، لم يكن في أيّ وقت من الأوقات أكثر اتساقاً ومحوريةً.
لكن، الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية لعام 2016، تعني أكثر بكثير من تلك التي سبقتها في السنوات الماضية. فمن الشرق إلى الخليج الفارسي إلى الشمال الأفريقي، لم تتوتر الحدود يوماً كما هي الحال الآن، ولم يتفشّ الإرهاب بهذا الشكل، ولم يكن الأمن والموارد مهدّدَيْن هكذا من قبل.
يغرق الشرق الأوسط في حالةٍ من الفوضى البائسة. وتقف الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر خلف كلّ هذه المستنقعات، تتبجّح بنفسها، وتستعرض قدراتها العسكرية والإنسانية: «افعلوا الخير» على حساب معاناتنا وآلامنا. والمثير للسخرية، أنه لا تكاد تطالعنا مشكلة أو قضية في الشرق الأوسط، لا تتحمّل السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية المسؤولية عن التسبّب بها أو جعلها تتفاقم تدريجياً.
الملعب الأخير
يشكل الشرق الأوسط الملعب الكوني الأخير، حيث يمكن للولايات المتحدة الأميركية العمل كما يحلو لها، مع قدرتها على التفلّت من العقاب. جزءٌ كبير من هذا إنما يعود سببه إلى أن غالبية دول المنطقة التي يزيد عددها على الأربعة وعشرين دولةً، لا تزال تخضع لسلطة الحكّام المستبدّين المدعومين من الحلفاء الأميركيين والذين يقدّمون مصالح الولايات المتحدة على مصالح مواطنيهم. ترغب الولايات المتحدة في الحفاظ على الوضع الراهن بالشكل الذي يناسبها، الشكل الذي فقدت السيطرة عليه في أيّ مكان آخر في العالم.
وحتى عندما كانت الحرب الباردة تقترب من نهايتها ـ عملت الولايات المتحدة على قلب أنظمة الحكم الموالية للسوفيات في المنطقة، واستبدلتها بأخرى صديقة لها ـ انقلبت الثورة الإيرانية عام 1979 من جديد، معلنةً عزمها على الاستقلال عن الهيمنة الإمبريالية البريطانية.
وفي أعقاب الحرب العراقية ـ الإيرانية، التي فرملت التطلّعات الإيرانية نحو التطور، وأخّرتها طوال ثماني سنوات من الحرب المدمّرة، بدأت طهران تقيم علاقات إقليمية، شكلت المحور الأساس المقاوم لطموحات الهيمنة الأميركية والغربية.
وسّعت الولايات المتحدة من طموحاتها العسكرية في المنطقة، هادفةً بشكل رئيس على كسر شوكة الشيعة التي تحزّ في خاصرتها، ولم تكتفِ الإدارات الأميركية المتعاقبة بالفشل في القيام بذلك، إنما عملت جاهدةً على إطلاق العنان للشياطين الطائفية الكامنة تحت الرماد، لتحقيق هذه الأهداف.
فمرحباً بالأصولية السنيّة الوهابية، مرحباً بتنظيم «القاعدة»، ومرحباً بتنظيم «داعش».
لكن، لماذا نستعرض هذا التاريخ القريب؟ لأنه من الأهمية بمكان لسبب رئيس واحد. فحتى لو أن الولايات المتحدة تصوّب حالياً أسلحتها الرشاشة باتجاه الوحش فرانكنشتاين الذي صنعته بنفسها بسبب دمويتها وتعنّتها وهمجيتها في أفغانستان، العراق، ليبيا والآن من خلال تدخلها في سورية… فإن فوهات واشنطن التدميرية تستهدف أيضاً إيران، سورية وحزب الله وغيرها من الكيانات التي تحارب هذا الإرهاب الفرانكنشتاينيّ.
وعندما عرض ترامب رؤيته للسياسة الخارجية الأسبوع الماضي، أشار إلى أن السياسة الحالية متهوّرة، بلا هدف وبلا دفة قيادة، وأنها أشعلت المزيد من النيران في معرض تدميرها للمنطقة.
ومما لا شك فيه، أن هذا بالتحديد ما دأبنا على سماعه على لسان المحلّلين والنقّاد منذ اندلاع ما سُمّي بـ«الثورات العربية» لناحية الالتباس حول أهداف الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة.
لا تظهر السياسة الأميركية أيّ ارتباك أو تشويش، وهذا سلوك مقصود. علينا أن نضع التالي نصب أعيننا: تسعى واشنطن إلى إفشال المحور الذي تقوده إيران من خلال تعزيز الطائفية والمذهبية، والتطرّف الوهابي، الذي أصاب الأهداف الاستراتيجية الإيرانية في العمق. كما ساعدت على انتشار هؤلاء الإرهابيين ووصولهم إلى إيران، وذلك بشكل تكتيكيّ منذ الاتفاق النووي لدول الخمسة زائد واحد الذي عُقد وسط خضمّ هذه الصراعات.
وهذا ما أسميه بـ«التنافر الاستراتيجي» الأميركي، الذي مارس ألاعيبه على الجانبين بهدف هندسة الصراع الذي طال أمده في محاولة حثيثة منه لدفع الجانبين ـ من خلال التناحر والصراع ـ إلى الانقراض.
تكمن المشكلة الوحيدة في عدم القدرة على التنبؤ بكلّ ما يحدث، في أعقاب كلّ هذه الفوضى العارمة التي تصيب المنطقة والتي تلقي بظلالها المتسارعة نحو الداخل الأوروبي.
أميركا في مقابل اللوبي والاستخبارات
من الواضح أن هذا التنافر الاستراتيجي قد حدا بالولايات المتحدة الأميركية مرةً أخرى إلى ارتكاب «عواقب غير مقصودة». كذلك، لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً كي نلمس تغييراً جذرياً في السياسة الأميركية الخارجية المدمّرة.
وما يثير الاهتمام في انتخابات هذه السنة، وضع الناخبين كلاً من بيرني ساندرز ودونالد ترامب وراء ظهورهم في ما يبدو، مقاومةً لهذا التأسيس.
وقد واجه اثنان من المرشحين لائحة طويلة من الانتقادات اللاذعة ضمن سلسلة دائريّة مختصّة بـ«مصالح الجماعات الأجنبية والمحلية» على حدّ سواء.
وعلى النقيض من ذلك، فإن هيلاري كلينتون، وقبل أشهر قليلة من الاستحقاق، تقاتل ضدّ كلّ صوت في سباقها مع مرشح الديمقراطيين الجديد ساندرز.
أما أسهل الضربات ضدّ كلينتون على الساحة السياسية الخارجية، حيث السجلّ الطويل للصقور الداعمين للخطط الخاطئة سواء في العراق أو ليبيا أو سورية وفي الشرق الأوسط، فيبدو أن ميول كلينتون العسكرية حسنة النيّة، قياساً بمرشح الحزب الديمقراطي. وقد راشق المصريون موكبها بالطماطم البندورة ، والأحذية وعبواة المياه، حين كانت تزور مصر كوزيرةٍ للخارجية أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وكانت الأيادي الأجنبية في وزارة الخارجية هي التي أشعلت فتيل الحراك العربي الذي لم يصبّ في أيّ وقت في مصلحة الشعوب العربية. كذلك، فإن دعمها الغزو الأميركي للعراق وسوء تقديرها للأمور، أدّيا إلى نشوء تنظيم «القاعدة» في هذه البلاد، ورفضها القاطع الاعتراف بهذا بالعواقب الوخيمة التي أنتجها التدخل العسكري الأميركي هناك، وهذا ما أثبته إصرار الإدارة الأميركية على التدخل العسكري الأميركي في ليبيا، على أنها لم تتعلّم من التجربة المرّة في العراق.
وسواء ندمت أم لا، فإن قهقهة كلينتون العالية عقب مقتل اللعقيد معمّر القذافي بعنف، كانت مدوّية ولا تزال محفورةً في أذهاننا، وهي تصرّح: «أتينا، وشاهدناه يموت». وقد تعلّمنا مذّاك، أن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته الدخول في المعمعة الليبية لا يمكن غسله أو التبرّؤ منه.
وتصعّد حالياً كلينتون من مواقفها في سورية، من خلال ابتكارها ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة» أ تماماً حيث بدأت مغامراتها الليبية. فإذا ما عانت كلينتون من القدرة على الإعلان صراحةً عن مشكلة مع الولايات المتحدة الأميركية، فهي من أولئك المغضوب عليهم في الشرق الأوسط باستثناء قيمتها عند حفنةٍ من الديكتاتوريين والملوك والحكّام المستبدّين، وغيرهم من النخب الغنية الذين إما ساهموا في بناء مؤسسة كلينتون، أو أنهم يسعون جاهدين إلى الحفاظ على مواقعهم الهشّة في منطقة تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية.
وهناك ترامب أيضاً. تعرّض رجل الأعمال والبليونير الشهير والمثير للجدل دونالد ترامب إلى انتقادات واسعة في المنطقة بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين. غير أن وجود تيار هادئ من المفكرين في الشرق الأوسط، ومن القوميين العرب إلى جانب التقدّميين، ساهم بشكل فعال في تلطيف الأجواء والتخفيف من احتقان خطاباته.
يؤكد قوميّ عربيّ بارز أنه بإمكان ترامب أن يقلب المعادلة رأساً على عقب. ويضيف: «إنه الرجل نفسه، ونحن لن ننجرّ إلى مثل هذه الفِخاخ العميقة. فمَن ذا الذي يملك القدرة على فرملة حماسة حلف شمال الأطلسي، والانسحاب من التحالفات الرديئة، وعقد الصلات الوثيقة مع بوتين وغيره بهدف محاربة الإرهاب، وتفضيل الخيارات الدبلوماسية على تلك العسكرية؟ ليست كلينتون، إطلاقاً!».
وخلافاً لكلينتون، نحن لا نملك الكثير مما نعرفه عن ترامب. فما من سجلّ سياسيّ خارجيّ له، باستثناء تذكيره الذي لم يتوقف يوماً عن التنديد باجتياح الولايات المتحدة الأميركية للعراق محذّراً من كارثية هذا القرار.
لكن، فيما لو أردنا منح أنفسنا فرصة البحث للوصول بهذا المرشّح إلى الحكم، وإذا ما تمعنّا في قراءة ما خفي بين السطور من وعوده الانتخابية، أقترح أخذ الإعلانات غير التقليدية، المحفوفة بالمخاطر والأكثر جدّية، من التفاهات التي يمكن التنبّؤ بها، كمثل تلك التي تعتبر صديقة للناخبين: «أدعم قيام دولة إسرائيل من دون قيد أو شرط». وفي جعبة ترامب الكثير الكثير من مثل هذه الوعود.
أما الولايات المتحدة الأميركية والداعمة الرئيسة للمملكة العربية السعودية، فتصرّ على أن الإرهاب لا تصدّره أو تدعمه حليفتها، وكان أن صرّح وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غايتس أن بلاده مستعدّة لقتال الإيرانيين حتى الجندي الأميركي الأخير، فيحذّر ترامب من أنه قد يوقف شراء النفط السعودي ما لم تتوقف الرياض عن دعم مقاتلي «داعش».
تعكس هذه التصريحات رؤية غايتس، التي تمكّنا من الاطلاع على مضامينها من وثائق «ويكيليكس» المسرّبة عام 2010، والتي بدا واضحاً من خلالها أن السعوديين باتوا قريبين من دخول اللعبة. ويضيف ترامب مقترحاً: «إذا خرجت السعودية من تحت العباءة الأميركية، فلا أعتقد أنه بإمكاننا أن نبقى نحن حولها».
وحول روسيا، سورية والأميركيين الداعمين للإرهاب: «لا يسعى بوتين وراء داعش. فنحن لا نملك أدنى فكرة عن هوية هذه المجموعات المتمرّدة. نحن نقوم بتدريب أشخاص لا نملك أدنى فكرة عن هويّاتهم… نقدّم لهم البلايين من الدولارات لقتال الأسد… وإذا ما ألقينا نظرة على ليبيا، فانظروا إلى ما فعلناه، إنها فوضى مطلقة. وإذا ما ألقينا بأنظارنا صوب العراق، نحو صدّام حسين، فلْتتأملوا أيضاً حجم الدمار والأسى اللذين خلّفتهما قراراتنا الاعتباطية».
وفي ما يبدو أنه انتقاد في دعم الولايات المتحدة الأميركية المشكوك في نواياه للمسلّحين في سورية وغيرها من البلدان، يقول ترامب: «علينا أن نكون واضحين وأن نتبصّر جيداً ونتأكد من أن هذه المجموعات لن تكون يوماً سوى أعداء آخرين في مواجهتنا. وصدّقوني، هناك بعض الجماعات التي مهما فعلنا لها ستبقى عدوّتنا الأكيدة. فعلينا أن نكون أذكياء بما فيه الكفاية لمعرفة من هي هذه المجموعات، ما هي أهدافها الحقيقية الكامنة خلف تلك المعلنة، وألّا نتقدّم لمساعدتها».
وفي ردٍّ على سؤال حول احتمال العثور على شرق أوسط أكثر أمناً في ظلّ وجود صدّام والقذافي والأسد الأقوى، يعلن ترامب بجرأة لافتة: «ما من داعٍ للتساؤل أو حتى للتشكيك في هذا، بالطبع كان ليكون أفضل وأكثر أمناً». وتابع مضيفاً: «تعجبني فكرة قصف بوتين لداعش. على بوتين التخلّص من داعش لأنه لا يريد لهؤلاء أن يصلوا إلى روسيا».
وباختصار… ما أدلى به ترامب ليس جديداً، غير أنه شكّل حقيقة مدوّية للناخبين في موسم انتخابي غير تقليديّ.
تطرّق ترامب، إلى الآن، إلى كافة الصعوبات، ولهذا، ما من سبب يحول بينه وبين الوصول إلى البيت الأبيض. وعما إذا كان سيتمكن من الاستمرار في تفجير المفاجآت كما يفعل دوماً، فإن ذلك مرهون بالوقت والزمان المناسبَيْن. هل سيتمّ تحييده من قبل النظام؟ هل سيوجّه علاماته التجارية المغرورة ضربةً قاصمةً لعقائد واشنطن الراسخة؟ ما من أحد يعلم.
إذا ما تنافس ترامب مع كلينتون، فإن شعار حملته يجب أن يكون «كلينتون أطنان من الخبرة، لا أحكام». إنها من دون شك، الطريقة الأمثل للتنافس مع سياسيّ محنّك ذي خبرة واسعة. أم بالنسبة إلى الشرق الأوسط، فقد آن الأوان لاختيار الشيطان الذي نعرف. ونحن ندرك جيداً كيف تنتهي هذه القصة كلّ مرة: عدم استقرار، فوضى وإرهاب.
لا شكّ في أن ترامب هو الأقلّ شراً، ولا يمكن بأيّ شكل من الأشكال أن يكون أسوأ من كلينتون. لكن هناك انقلاباً جذرياً في رئاسة كلينتون. وإذا كانت هي من ستتولى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية… فسوف نشهد تحوّلاً حاسماً في النظام الجديد العالمي متعدّد الأقطاب. لتصبح المعركة في سورية خطاً أحمر بالنسبة إلى الروس والصينيين والإيرانيين، ووضع الأسلحة الواقية حول الولايات الرئيسة، في مقابل توثيق العلاقات هذه الدول مع بعضها، والتي قد تضع حدّاً وإنهاءً للطموحات الأميركية والهيمنة العالمية أحادية القطب لمرّة واحدة وإلى الأبد.
فلْنتخيّل إذاً، ردود فعل كلِ من روسيا، الصين، إيران، البرازيل، جنوب أفريقيا وغيرها من الدول الغاضبة والقائدة لحملات زعزعة الاستقرار التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية، وكلينتون وغيرها من الصقور المتخفّين في البيت الأبيض.
يقول غولدمان ساش: «سننزلق قريباً إلى نظام عالميّ جديد، أسرع بكثير مما كنا نتوقعه».