برودة انتخابية في العاصمة تخللتها إشكالات محدودة و المخاتير يخسرون صوت الحريري بخطئه

مشهد انتخابي باهت ساد الانتخابات البلديّة والاختياريّة في بيروت، إذ بلغت نسبة الاقتراع الـ20 في المئة، الأمر الذي يُعتبر نكسة لتيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري الذي تم إلغاء صوته في لائحة المخاتير المعومة منه بعد ارتكابه خطأ لا يمكن تصحيحه وقيامه بالتصويت بلائحة للانتخابات البلدية في صندوق الاختيارية.

وكانت العمليّة الانتخابيّة انطلقت عند السّاعة السابعة من صباح أمس في دوائر العاصمة الثلاث، وسط إجراءاتٍ أمنيّة نفّذتها عناصر من قوى الأمن الداخلي داخل الأقلام، وعناصر من الجيش اللبناني على الطرق العامة وخارج الأقلام.

وقد فُتحت صناديق الاقتراع أمام الناخبين، الذين بلغ عددهم 467 ألفاً و21 ناخباً، لانتخاب 24 عضواً في مجلس البلدية من أصل 95 مرشّحاً.

وخاض 15 مرشّحاً منفرداً السباق الانتخابي، في حين يتوزّع 80 مرشّحاً على خمس لوائح أساسيّة، على الشكل الآتي:

– لائحة «البيارتة»: مدعومة من الرئيس سعد الحريري والأحزاب، برئاسة جمال عيتاني وعضويّة يسرى صيداني، عبد الله درويش، هدى الأسطة، محمد سعيد فتحة، بلال مصري، عدنان عميرات، مغير سنجابة وفادي شحرور، خليل شقير وعماد بيضون، ورامي الغاوي، إيلي أندريا، كابريال جونيور فرنيني، ماتيلدا خوري ، راغب حداد، جوزيف روفايل والياس يحشوشي، سليمان جابر، أنطوان سرياني، جوزف طرابلسي، هاغوب ترزيان وآرام ماليان، سحاق كيشيشيان.

– لائحة «بيروت مدينتي»: مؤلّفة من 24 مرشّحاً برئاسة إبراهيم منيمنه، وعضوية طارق عمار، أحمد قعبور، آمال شريف، إيمان الحسن، حسام حوا، رنا الخوري، ريتا معلوف، سرج يازجي، عبد الحليم جبر، فرح قبيسي، كارول شبلي التويني، ليقون تلفزيان، مارك جعاره، ماريا مانوك، مروان الطيبي، منى الحلاق، مي الداعوق، نادين لبكي، نجيب الديك، ندى الدلال، ندى صحناوي، وليد العلمي، يوركي تيروز.

– «لائحة بيروت»، وتضمّ 19 عضواً، وهي مدعومة من جمعيّتي «الواقع» وجمعية «الإنشاء والتطوير» وفاعليات وعائلات بيروتية، برئاسة عماد سعيد الوزان، وعضوية: جمال الحوت، سليم عيتاني، وليد شاتيلا، ندى رمضان، أسامة فروخ، مارينا دميرجيان، حسان محيي الدين شهاب، محمد بالوظة، أديب زخور، أحمد بكداش، جورج خلف، عبد الرحمن غلاييني، جوي حداد، سيف الدين سعدو، راشد فخري، عبد الله براج، ماهر حمود، ومصطفى الطاوقجي.

– اللائحة الرّابعة تتألّف من تسعة أعضاء ويترأّسها عدنان مصطفى الحكيم، وعضوية كلٍّ من: هاني منير فتح الله، محمد نبيل عماد الدين عضاضة، وليد عماد الدين الشعار، عبد الرحمن كمال العبيدي، يامن عادل نكد، وليد بشير عيتاني، سامي نبيل بليق، واهان منصور شماسيان.

– لائحة حركة «مواطنون ومواطنات في دولة»، وتضمّ أربعة مرشحين وهم: غادة اليافي، ياسر الصاروط، جورج صفير وشربل نحاس.

أمّا على صعيد المخاتير فقد اقترع الناخبون لـ108 مخاتير من أصل 211 مرشّحاً. وتوزّع الناخبون على ثلاث دوائر هي بيروت الأولى، بيروت الثانية وبيروت الثالثة، مقسمة على 12 حيّاً، الأشرفيّة 12 مختاراً ، الرميل 12 مختاراً ، الصيفي 4 ، الباشورة 10 ، حي المدور 12 ، المرفأ 4 ، المزرعة 15 ، المصيطبة 15 ، دار المريسة 4 ، رأس بيروت 6 ، زقاق البلاط 8 ، ميناء الحصن 6 .

وارتفعت حركة المقترعين بشكلٍ تدريجيّ في عددٍ من الأقلام، وقد شهدت أقلام الاقتراع ازدحاماً لافتاً في مدرسة «رأس النبع الثانية للبنات»، المخصصة لاقتراع الإناث، فيما شهدت معظم المراكز الأخرى فتوراً في الاقتراع ما دفع تيار المستقبل إلى دعوة المواطنين عبر مكبّرات صوت وُضعت على سيارات جابت شوارع العاصمة إلى المشاركة في الانتخابات.

وشهدت بعض المراكز إشكالات محدودة سارعت القوى الأمنية إلى تطويقها، فيما جال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص على المراكز للإطلاع على الإجراءات الأمنية المتخذة. كما كانت جولة مماثلة لمحافظ بيروت القاضي زياد شبيب.

وأدلت الأقطاب السّياسيّة الدّاعمة للّوائح وكذلك أعضاء اللّوائح بأصواتها في مراكز الاقتراع ببيروت.

ورأى رئيس الحكومة تمام سلام، بعد الإدلاء بصوته في مدرسة خديجة الكبرى في عائشة بكار، «أنّنا اليوم أمام لحظة وطنية بامتياز، تتجسّد فيها ممارسة ديمقراطية تُتيح للشعب اللبناني ولأهل بيروت بالذات أن يقولوا كلمتهم، وأن يدلوا بأصواتهم لما فيه خير هذه المدينة وخير هذا الوطن».

وقال: «في هذا اليوم نؤكّد وجود الدولة ودورها في احتضان جميع أبنائها. نأمل أن يؤسّس هذا اليوم بداية لشهر كامل من استحقاق ديمقراطي يُنعش الحياة ويعطي المجال لكل اللبنانيين بأن يشعروا بأنّ لهم كلمة بشأن بلدهم وبشأن إدارته. نعم الانتخابات البلدية والاختيارية هي مطلب شعبي بامتياز، هي من صلب نظامنا الديمقراطي وممارستنا الديمقراطية التي نأمل أن تنعكس أيضاً على ممارسات أخرى واستحقاقات أخرى، وأبرزها كما نكرر ونقول في كل مناسبة، انتخاب رئيس جديد للجمهورية».

وردّاً على سؤال عن زيارته لـ«بيت الوسط»، وانحيازه إلى لائحة معينة؟ أجاب: «انحيازي واضح، هو لبيروت ولأهل بيروت ولمصلحة بيروت ولوطني، لا شيء آخر، أمّا علاقاتي واتصالاتي وزياراتي، فهذا شيء طبيعي وأنا والرئيس سعد الحريري على تواصل دائم. اليوم هو يوم لكل اللبنانيّين، وأنا بدوري أدليت بصوتي كابن هذه المدينة بما أرى فيه مصلحة هذه المدينة، وصوتي في هذا الصندوق كما أصوات كل أهل بيروت، فنتمنى لبيروت ولأهلها أن يُنجَز هذا الاستحقاق. أن يفوز من يفوز، وأن نقلب الصفحة غداً ونبدأ مرحلة جديدة، والخير والبركة بالجميع».

ودعا المواطنين إلى «الإقبال على هذا الاقتراع، وأن لا يفوتوا الفرصة، وأن لا يتخلّوا عن واجباتهم».

بدوره اعتبر الحريري بعد إدلائه بصوته في متوسطة شكيب أرسلان في فردان، «أنّ اليوم هو عرس لبيروت، وهو يوم ديمقراطي بامتياز ندلي بصوتنا بكل ديمقراطية وحرية، وقد اقترعت للائحة «البيارتة» التي تضمّ كل الكفاءات والمكوّنات. إن شاء الله أن تفتح هذه الانتخابات الباب للانتخابات الرئاسيّة والنيابيّة».

وفي وقت لاحق، قال مسؤول قلم الاقتراع إنّ صوت الحريري»غير محسوب» وأُلغي، بعد التصويت بلائحة للانتخابات البلدية في صندوق الاختيارية، وكشف أنّ هذا الخطأ لا يمكن تصحيحه.

من جهته، أكّد وزير الدّاخليّة والبلديّات نهاد المشنوق، بعد الإدلاء بصوته في ثانوية الرّئيس «رياض الصّلح» في رأس النّبع، أنّ «الوضع الأمني ممتاز»، مشدّداً على أنّ «الأولويّة لانتخاب رئيس للجمهوريّة»، وداعياً المواطنين إلى «التّصويت للّائحة الّتي يريدونها».

وأشار وزير السّياحة ميشال فرعون، من أمام ماكينته الانتخابيّة في الأشرفيّة، أنّ «المجلس السّابق تمّت محاربته سياسيّاً، واليوم لدينا فرصة لتصحيح الخلل وانتخاب لائحة البيارتة»، معتبراً أنّ «اللائحة الأخرى لا تريد التّحدّث مع أحد، وكأنّه لا شرعيّة لدينا».

واعتبر الوزير السابق نائب رئيس «التيار الوطني الحر» نقولا صحناوي، بعد الإدلاء بصوته في بيروت – مركز مدرسة متوسطة كرم الزيتون، وردّاً على سؤال حول تردّد بالمشاركة، أنّه «لا يوجد تردّد بالمشاركة، المشاركة ستكون جيدة وما زلنا في أول النهار».

ودعا اللبنانيين إلى المشاركة بكثافة «لأنّ ذلك أمر ضروري» معتبراً «أنّ كثافة التصويت تسمح للمسيحيين بأن يُسمعوا صوتهم في البلدية ويأخذوا حصة أكبر من موازناتها، ليصبح هناك إنماء متوازن في المناطق المسيحية من بُنى تحتيّة وخدمات».

واعتبر عضو لائحة «مواطنون ومواطنات في دولة»، الوزير السّابق شربل نحّاس، بعد الإدلاء بصوته في كرم الزّيتون، أنّ «الدّولة أخلّت بموجبات القانون، ورغم ذلك العمليات الانتخابية ما زالت مستمرّة».

وأكّد جمال عيتاني أنّه أدلى بصوته «للّائحة الهادفة لإنماء وإعمار بيروت»، داعياً «الأهالي إلى التصويت بكثافة للائحة البيارتة، فاللعبة ديمقراطية وحظوظنا مرتفعة».

وكانت لجنة الإعلام في «التيار الوطني الحر»، أصدرت بياناً بعنوان «يُرجى التنبّه لمحاولات التضليل وتبنّي اللوائح المعتمدة من التيار فقط»، وجاء فيه: «يعمد البعض في الأشرفية ودوائر أخرى من بيروت إلى استخدام شعارات التيار الوطني الحر زوراً، كإقامة تجمّعات وتوزيع لوائح ملغومة أو إرسال رسائل صوتية بتشطيب بعض الأسماء ونشر معلومات ولوائح لمرشحين على صفحة «فايسبوك» باسم FPM1، بخلاف التوجيهات الحزبية الرسمية. لذلك يُطلب من المواطنين الكرام التنبّه إلى هؤلاء الأشخاص، وعدم أخذ التوجيهات الانتخابية منهم، وتبنّي اللوائح المعتمدة من التيار فقط لا غير».

وأُفيد عن وقوع إشكال في فسوح الأشرفية، بين عناصر «التيار الوطني الحر» أنصار زياد عبس والوزير السابق نقولا الصحناوي على خلفية تشطيب عدد من الأسماء في إحدى اللوائح، وعلى الفور تدخّلت القوى الأمنيّة وعملت على حل الإشكال.

وأظهرت أن النتائج الأولية وغير النهائية للانتخابات الاختيارية في منطقة الصيفي فوز لائحة المخاتير المدعومة من ائتلاف الأحزاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى