أربعة أسرار ستساعدك في تعلّم أيّة لغة جديدة

يواجه الكثير منّا صعوبة كبيرة خلال تعلّم لغة جديدة، وقد تتحوّل هذه الصعوبة في بعض الأحيان إلى إحباط إن لم نُفلح في تعلّم اللغة لصعوبتها أو لعدم إتقانها رغم المحاولات المستمرة.

ويراود الكثير منّا طموح كبير في تعلّم لغة جديدة، ولكن في أغلب الأحيان نصطدم بواقع صعوبة تعلّم هذه اللغة، إمّا بسبب تعقيدها أو لضيق الوقت أو للانشغال بأمور أخرى تطرأ في الحياة، فيطال الفتور تدريجياً الحماس الذي كان لدينا في السابق لتعلّم لغة جديدة، وفي النهاية قد نستسلم للواقع ونتخلّى عن حلم وطموح مشروع في تعلّم لغة جديدة.

ولكي لا تقعوا مجدّدا في هذا الخطأ وتعزفون عن تحقيق طموحكم في تعلّم لغة جديدة، إليكم بعض الأمور التي قد يجلب تجنّبها أو اتّباعها تحسّناً في تعلّم اللغة:

أولاً: خذ الأمور بتمهّل، فعندما تبدأ في تعلّم لغة جديدة، فإنّ الحماس يسيطر عليك وتندفع في تعلّم المفردات والقواعد وطريقة نطق الكلمات، هذا شيء إيجابي، ولكنّه لا يدوم سوى لفترة قصيرة، لذلك لا تعتمد على حماسك وحده، إذ عندما يذهب هذا الحماس، فإنّك ستشعر بالملل والضغط المستمر، ما سيفقدك الرغبة في الاستمرار بتعلّم اللغة، لذلك فإنّ النصيحة الأهم التي يجب اتباعها هي «ترويض» حماسك وتحويل تعلّم اللغة الجديدة إلى فعاليّة يومية منتظمة، ولفترات قصيرة نسبيّاً، كي لا تشعر بالتوتر والملل.

ثانياً: ضعف الذاكرة ليست نقمة بل نعمة، هناك فئة من الناس تتّخذ ضعف الذاكرة حجّة لعدم تحقيق طموحها في تعلّم لغة جديدة، إذ يقولون إنّ ذاكرتهم الضعيفة تجعلهم غير قادرين على حفظ كمِّ كبير من المفردات والقواعد النحوية. وبالرغم من أنّ امتلاك ذاكرة قويّة سيساعدك بشكل كبير على تعلّم أيّة لغة جديدة، إلّا أنّ الذاكرة الضعيفة ليست نقمة، بل نعمة، فعلى سبيل المثال فالأشخاص الذين يعانون من ضعف الذاكرة أو يعتقدون أنّهم يعانون من هذا المشكل فينصحون بربط الجمل والمفردات التي يودّون حفظها بمواقف معيّنة وبناء «جسور عقلية»، بالإضافة إلى استخدام وسائل التدريب العقلي لمساعدتك على تذكّر الجمل والمفردات الجديدة التي تتعلّمها، وهذا وحده لا يساعدك فقط على تعلّم اللغة الجديدة بشكل أسرع، بل ويقوّي من ذاكرتك في الوقت ذاته.

ثالثاً: لا تحاول في بداية تعلّمك للّغة أن تكون متقناً لها بطلاقة كأولئك الذين يتكلّمونها كلغة أم، لأنّ هذا الهدف بالنسبة لك سرعان ما سينقلب إلى عامل إحباط قد يؤثّر سلباً على تحمّسك لتعلّم اللغة الجديدة. بالطبع، ومع الوقت والمواظبة، ستتمكّن في نهاية الأمر من إتقان هذه اللغة، لكن لا تجعل ذلك هدفك الأول عند بداية الطريق، لا تكن ممّن يقولون: «لن أتكلّم اللغة الجديدة حتى أتقن ما أقول بشكل تام». بل يجب عليك أن تتكلّم ولا تكترث للأخطاء التي ترتكبها في بداية الرحلة لتعلّم لغة جديدة، فمع الوقت ستتخلّص من هذه الأخطاء.

كما يُستحسن أخذ فترات من الراحة، وذلك لإعطائك فرصة لتجديد طاقتك والاستمرار على هذا الدرب.

رابعاً: من المهم أن تجعل هدف تعلّم لغة جديدة دائماً نصب عينيك، سواء كان الهدف من تعلّم لغة جديدة بسبب شغفك في تعلم اللغات أو للترقية أو لوظيفة جديدة أو لمحاولة التأقلم في بلد يتكلّم هذه اللغة، تخيّل دائماً أنّ كل خطوة تخطوها نحو تعلّم اللغة الجديدة مهما كان حجمها ستساعدك على تحقيق هذا الهدف وبلوغه في وقت أقصر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى