موادّ نأكلها كل يوم قد تسبّب السرطان

من المتعارف عليه أنّ الطعام المُعدّ بالزيوت النباتية صحيّ أكثر من غيره، لكن دراسة حديثة جاءت لتدحض هذه النظرية وتثبت المخاطر الصحية لتلك الزيوت، خاصة على القلب.

وأظهرت الدراسة أنّ زيت عباد الشمس وزيت الذرة وغيرهما من الزيوت النباتية لا تستقر في درجة حرارة عالية، ويحدث فيها تحول يؤدّي إلى إفراز مواد سامة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى.

وأكّدت الدراسة أنّ الطهي في الزيت النباتي لمدة 20 دقيقة فقط يُنتج 20 ضعفاً من مستويات المواد السامة، وهو الحدّ الأقصى المسموح به وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

واعتقد الكثيرون لسنوات عدّة أنّ الزيوت النباتية أفضل من الزبدة، لكن الأدلّة العلميّة الجديدة تكشف أنّ منتجات الألبان تقي بالفعل من أمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني، ولكن للأسف تأتي هذه الأخبار متأخرة جداً، حيث ابتعد معظم الناس عن الحليب كامل الدسم والزبدة لأنّهم يعتقدون أنّها مضرّة بصحّتهم.

ووجدت دراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية مؤخّراً، أنّه حتى وإن كان استخدام الزيوت النباتية يؤدّي إلى انخفاض مستويات الكولسترول في الدم، لا يوجد ما يثبت أنّها مفيدة لصحة القلب، بل إنّها تسبّب المزيد من القلق بزيادة خطر الموت.

وقال أحد المشرفين على هذه الدراسة: «أنصح الجميع بأن يرشّوا زيت الزيتون البارد على طعامهم كي يستفيدوا من عناصره، ولكن عليهم أن يطهوا طعامهم باستخدام الزبدة».

وخلصت الدراسة إلى أنّ الدهون والزيوت النباتية تنتج مواداً كيميائية عند تسخينها ممّا يسبّب أمراض القلب والسرطان. ويُعتبر زيت الزيتون البارد عاملاً أساسيّاً في عيش حياة طويلة وصحية، ولكن عند تسخينه تبدأ خصائصه بالتغيّر فوراً، وخصوصاً إذا وصل إلى نقطة إخراج الدخان، فالمركبات المفيدة تبدأ بالتدهور لتصبح مضرّة بالصحة نظراً لأنّ الزيت يبدأ بإنتاج مواد كيميائية ضارة عند التسخين.

ويحذّر خبراء الصحة الناس باستمرار من طهي الطعام باستخدام زيت الزيتون، ويعتقدون أنّ زيت عباد الشمس أكثر أماناً في فترة بعد إطلاق الدخان، فهو يقاوم الحرارة أكثر، بالتالي ينتج مواد سامة أقل من زيت الزيتون في مثل هذه الحالة، وتكمن نقطة الدخان بالتحديد لزيت عباد الشمس في 225 درجة سليزيوس، ولزيت الذرة في 230 درجة، و لزيت الزيتون في 160 – 190 درجة سيليزيوس.

وقال أستاذ الكيمياء الحيويّة التحليليّة مارتن غروتفيليد: «لقد وجدنا أنّ الزيوت غير المشبعة، مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس، تولّد الكثير من الألدهيدات، وهذا فاجأني مثل الكثيرين، فقد كنت أعتقد أنّ زيت عباد الشمس صحّي كثيراً، ولكن تبيّن أنّ هذه الزيوت تصبح ضارة عندما تُسخّن، فهي تُطلق مكوّنات غير صحية مثل الألدهيدات المسبّبة للسرطان وأمراض القلب والخرف عندما تؤكل أو تُستنشق، ووجدنا أنّها تصل إلى مستويات ضارة عالية تصل إلى 20 ضعفاً».

وتُعتبر الزيوت النباتية خياراً صحيّاً في حال لم تُسخّن، حيث تخفض الكوليسترول السيّئ، وتقلّل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ويمكن لتخزين الزيوت بطريقة خاطئة أن يؤدّي إلى إنتاج مركّبات سميّة، فأشعة الشمس مثلاً تخلق نفس التفاعلات الكيميائية الضارّة التي تُطلق ببطئ، ويجب تخزين الزيوت في خزانة مظلمة وتجنيبها ضوء أشعة الشمس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى