قالت له
قالت له: كيف تعرف من تحب ممن تخاف ممن تحترم؟ فقال لها: عندما نصمت أمام الرأي المختلف ونحن على ثقة بأننا على حق، فنحن نحترم. وعندما نجيب بطريقة السؤال الاعتراضي فنحن نخاف. وعندما نجيب بكل ثقة فنحن نحب. وعندما نكون على ثقة بأننا على خطأ ونجيب باعتذار تفسيري للقصد فنحن نحترم. وعندما ننفي أن نكون من هذا الرأي وكأن الأمر مداعبة فنحن نخاف. وعندما نعاند برأينا الخاطئ فنحن نحب.
فقالت: ومتى نكون نحب ونحترم؟ فقال: إن كنّا على ثقة بأننا على صواب نجيب بالأسئلة. وإن كنّا على ثقة بأننا على خطأ نقول إن الرأي الآخر لا يفسد في الودّ قضية.
فقالت: وأن نحترم ونخاف؟ فقال: في الحالين لا نجيب إلا بحركة الرأس تساؤلاً أو تعجباً أو إقراراً. وأضافت: والحب والخوف؟ فقال: تحلّ حركة العيون والأيدي مكان الرأس وانتهت بالسؤال. وإذا اجتمع الحبّ والخوف والاحترام؟ فقال: ننسحب بلا تعليق لكن بسؤال هل من شيء آخر؟
قالت له: ألا ترى أن الناس يتحدّثون كثيراً عن أحادية الحبيب وأبدية الحب الواحد بينما يفعلون في سرهّم خلاف ذلك رجالاً ونساء؟ فقال لها: المهم أن نعرف بين هؤلاء الرجال والنساء الذين نحب من هو الحب الأول والأخير. فقالت له: لكن البعض يهمهم من هو حب منتصف الطريق. فقال: وقد يكون الأهم حبيب يبقى في مخيلتنا نقيم الحساب لغضبه ورضاه ونمارس كل أنواع التخفي والاحتيال كي لا تظهر مشاغباتنا الصبيانية أمامه. فقالت: أليس هذا نوع من الحب الذي لا نرضاه؟ فقال: إن عدم الرضا من علامات الإصابة بداء الحب. فقالت لهذا انا الآن لا أشعر بالرضا… ومضت.