زيادة غير مسبوقة في الجيش الألماني بعد الحرب الباردة

كشفت محطة «RTL» أمس، عن أنّ السلطات الألمانية الحالية تدفع رواتب تقاعدية لمواطنين بلجيكيين شاركوا في الحرب العالمية الثانية في صفوف النازيين الهتلريين.

وأوضحت المحطة التلفزيونية أنه بموجب المعطيات المتوفرة لديها شارك عدة آلاف من مواطني بلجيكا في الحرب العالمية الثانية في صفوف الجيش النازي الألماني.

ونقلت المحطة قول بيتر بيتين رئيس مؤسسة «مجموعة الذاكرة»، التي تضم أسرى الحرب والمرحلين السابقين «يجري دفع المعاش لهم وفقاً لمرسوم هتلر الذي اعتبر هؤلاء المقاتلين بمثابة مواطنين ألمان، وبذلك يستلمون المعاش كعسكريين ألمان».

وذكرت المحطة أن من الصعب القول كم عدد الجنود البلجيكيين السابقين، أو أراملهم، الذين يستلمون المعاشات التقاعدية من ألمانيا، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خضع حوالي 500 ألف بلجيكي للمحاكمة لتعاونهم عسكريا مع القوات النازية.

في غضون ذلك، أعلنت ألمانيا الاتحادية، عن نيتها زيادة عديد القوات المسلحة للمرة الأولى بعد 26 عاماً من توحيد الألمانيتين الشرقية والغربية. وبررت هذه الخطوة بأنها ضرورية لمواجهة التهديدات المتصاعدة من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي.

في هذا الصدد، أطلقت وزيرة الدفاع الألماني أورسولا فون دير لاين خططاً لتجنيد 14300 جندي إضافي على مدى السنوات السبع المقبلة، قائلة إن «مرحلة الانكماش خلال حقبة ربع القرن الماضية قد انتهت.. لقد حان الوقت لتمكين الجيش الألماني مرة أخرى».

وبحسب صحيفة «فاينانشال تايمز»، ينبغي على دول حلف شمال الأطلسي الناتو الترحيب بهذه الخطوة، وخاصة الولايات المتحدة. فبرلين التزمت خلال الفترة الماضية بالنزعة السلمية، وظلت مترددة إزاء الدخول في عمليات عسكرية خارج البلاد أو في تحديث قواتها المسلحة. وبينما سعت بريطانيا وفرنسا للعب دور قوي في الأزمات الأمنية الدولية، فضلت ألمانيا البقاء على الهامش.

وتضيف الصحيفة البريطانية أن هذا الموقف السياسي تغير في ألمانيا، وخاصة بعد تصاعد خطر الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش» في أوروبا، حيث بات هناك حاجة ملحة للتجاوب مع استياء واشنطن من فشل أوروبا في أداء دورها الكامل في حلف الناتو .

في هذا السياق، كان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد اشتكى، خلال زيارته الأخيرة إلى هانوفر، من أن عددا قليلا جداً من دول الاتحاد الأوروبي يوفي بالتزامه بإنفاق نسبة اثنين في المئة في ميزانية حلف الناتو العسكري.

وبالتالي، يبدو أن فون دير لاين تسعى لتبديد المخاوف الأميركية إزاء دور ألمانيا في أوروبا والعالم، عبر إعلانها عن زيادة حادة في الإنفاق الدفاعي السنوي من 34.3 مليار يورو عام 2016 إلى 39.2 مليار بحلول عام 2020.

لكن مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع الألمانية قال لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إنه حتى مع الخطط العسكرية الجديدة، فإن الإنفاق العسكري الألماني لن يقترب من نسبة اثنين في المئة، التي يحث قادة الولايات المتحدة وحلف الأطلسي الزعماء الأوروبيين على إنفاقها.

من جهتهم، امتنع مسؤولو الحلف عن التعليق على هذه الأنباء، لكنهم رحبوا في الأسابيع الأخيرة بالخطط الألمانية لزيادة مشاركتها العسكرية في الخارج،

وبحسب المراقبين للشأن الأوروبي، فإن على الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي القيام بالكثير من الخطوات من أجل إقناع الولايات المتحدة باستعدادها للعب دور كامل في الحلف. فالإنفاق العسكري الألماني لم يتجاوز بعدُ حاجز الـ1.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن هذه الخطوة هي في الاتجاه الذي ترغب فيه الولايات المتحدة.

يجدر بالذكر أن زيادة عدد القوات الألمانية كانت أمراً لا يمكن تخيله من الناحية السياسية والأمنية خلال السنوات الماضية. لكن الرأي العام الألماني أصبح أكثر تقبلاً لرؤية حكومته تلعب دوراً عسكرياً أقوى في الساحة الدولية، وتنفق المزيد من الأموال على الاستعداد العسكري من أجل تعزيز الأمن المحلي والأوروبي في ظل التحديات المتزايدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى