مجزرة في الزارة على يد «النصرة».. وموسكو تدعو المعارضة للتنصل من الإرهابيين
أصرت وزارة الخارجية الروسية على ضرورة تنصل فصائل المعارضة المسلحة في سورية من الإرهابيين.
وقالت «ماريا زاخاروفا» الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية أمس: «من المهم أنّ يتنصل المشاركون في نظام وقف الأعمال القتالية في سورية بشكل حازم من الإرهابيين، بما في ذلك الابتعاد عن مواقعهم جغرافيا».
وتابعت الدبلوماسية الروسية أن المهمة الرئيسية في إطار تسوية الأزمة السورية، تكمن حالياً في التطبيق المنسق والكامل للاتفاقات التي تم التوصل إليها. وأضافت أنّ موسكو تطالب بقطع القنوات المتبقية لتمويل الإرهابيين في سورية.
واستطردت قائلة: «إننا ننوي التركيز على ضرورة وضع حد لتغذية الإرهابيين، عبر إرسال التعزيزات والأسلحة لهم، ونحن لا نكف عن الحديث حول هذا الموضوع مع شركائنا. وتجري عمليات التغذية هذه بالدرجة الأولى عبر الحدود التركية – السورية».
وقالت أن كافة الخطوات التي تقدم عليها روسيا في سورية ترمي إلى إخماد الأزمة، لكن مازالت هناك بعض القوى التي تحاول تأجيج النزاع من جديد.
وجدّدت زاخاروفا عزم موسكو توجيه عملية التسوية بسورية إلى المجرى السياسي، ووصفت رفض الدول الغربية تأييد اقتراح روسيا بإدراج جماعتي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» على قائمة التنظيمات الإرهابية بأنّه موقف غير بناء، يتعارض مع الاتفاقات الدولية الخاصة بتطبيع الوضع في سورية والخطة المفصلة المتفق عليها والتي تنص على وضع حد لنشاط الإرهابيين وقطع قنوات تغذيتهم، وإجراء المفاوضات فقط مع القوى التي أكدّت رفضها للأنشطة الإرهابية».
وفي السياق، أعلنّت مصادر أمنية أنّ مسلحين من «تنظيمات إرهابية» هاجموا بلدة الزارة في ريف حماة الجنوبي أمس، مشيرة إلى قتلهم وخطفهم مدنيين من سكانها.
وقال مصدر في قيادة شرطة محافظة حماة في تصريح لوكالة سانا السورية الحكومية إن «مجموعات إرهابية مسلحة تسللت إلى بلدة الزارة، في ريف حماة الجنوبي وقام أفرادها بارتكاب مجزرة بحق الأهالي واختطاف عدد من الأطفال والنساء».
وأضاف المصدر إنّ تلك المجموعات «قامت بأعمال تدمير وتخريب وسلب ونهب لمنازل المواطنين وممتلكاتهم».
وذكرت الوكالة السورية أنّ تنظيمات أقرت على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بأنّها هاجمت بلدة الزارة الواقعة قرب الحدود مع محافظة حمص، ومن هذه التنظيمات «جبهة النصرة و«حركة أحرّار الشام الإسلامية» و«فيلق حمص» و«كتائب أهل السنة» و«أجناد حمص».
من جهتهم قال نشطاء، إنّ قرية الزارة يسكنها سوريون من الطائفة العلوية وكانت خاضعة لسيطرة الحكومة قبل سقوطها بيد المسلحين أمس، مؤكدين خطف مدنيين. وأضافوا أن القوات الحكومية مازالت تقاتل الجماعات المسلحة في منطقة قريبة من قرية الزارة التي تقع قرب طريق سريع رئيسي يربط بين مدينتي حمص وحماة.
وأشاروا إلى مقتل عدد من مسلحي «جبهة النصرة»، حيث تنفذ طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر غارات جوية على الزارة وحولها.
وبحسب معارضين، فأن الهجوم على الزارة جاء في إطار هجوم أشمل يطلقون عليه «الانتقام لحلب» التي قتل فيها العشرات في الأسابيع الماضية في تصاعد للعمليات القتالية.
هذا ودان مجلس الوزراء السوري الهجوم على بلدة الزارة، حيث قال رئيس الوزراء وائل الحلقي في بيان إنها «جريمة وحشية بحق العالم أجمع»، مطالباً المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب سورية في محاربة الإرهاب.
واعتبّر أنّ الهجوم على الزارة جاء «محاولة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية والتشويش على بطولات الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب التكفيري».
وفي سياقٍ متصل، أعربّ مجلس الأمن الدولي أمس، عن استيائه من الهجمات الأخيرة على المدنيين والأهداف المدنية في سورية، مؤكداً أنّ مثل هذه الأعمال يمكن أنّ تعتبر جرائم حرب، بحسب تعبير البيان.
وقرأ السفير المصري عمرو عبد اللطيف أبو العطا، نص البيان الذي جاء فيه أن «أعضاء مجلس الأمن يعربون عن استيائهم من الهجمات الأخيرة الموجهة ضد المدنيين، والمواقع المدنية ومن ضمنها المرافق الصحية في سورية، بالإضافة إلى الضربات العشوائية، مؤكدين أنّ مثل هذه الأعمال يمكن اعتبارها جرائم حرب».
إلى ذلك، أعلن مركز حميميم لتنسيق المصالحة في سورية، استناداً إلى مصادر من السكان المحليين، عن وصول نحو 100 مسلح لتنظيم «جبهة النصرة» إلى قرية كفر حمرة في بمحافظة حلب السورية من أراضي تركيا.
وأضاف المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، في بيان صادر عنها، أن عدداً من سيارات شحن كانت تنقل ذخائر عسكرية يدوية الصنع تحتوي على مواد سامة منتجة على أساس غاز الكلور وصلت خلال الساعات الـ24 الماضية من محافظة إدلب إلى الأراضي الواقعة شمالي حلب والتي تسيطر عليها «جبهة النصرة».
ميدانياً، أكد رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء حسن فيروز آبادي، ان الرئيس السوري بشار الاسد باق خلافاً للأحلام والأمنيات الاميركية، وإن دعاة الحروب سيتعرضون للمذلة بانتصار الشعب السوري.
وبحسب وكالة «ارنا»، فقد اشار فيروزآبادي في تصريح له، أمس، الى المحاولات الاميركية لادارة التطورات الاقليمية واستخدام الظروف الناتجة عن الحرب التي يخوضها الارهابيون التكفيريون في سورية لتحقيق المآرب والاهداف الانتخاباتية الرئاسية الاميركية وقال، أن اميركا تريد استمرار الحرب وجرائم الارهابيين في سورية للتاثير على الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة.
وفي السياق الميداني، استهدف الجيش السوري مراكز «جيش الفتح» والجماعات المسلحة داخل قرية خان طومان وفي محيط تل ممو وتلة العيس في ريف حلب الجنوبي، وذلك مع انتهاء الهدنة.
ووفق مصدر فقد أغارت الطائرات الروسية على مقر «جبهة النصرة» في محيط قلعة سمعان في ريف حلب الغربي، وعلى خطوط إمداد «جيش الفتح» الواصلة بين سراقب في ريف إدلب الشمالي وريفي حلب الغربي والجنوبي.
وفي الريف الشمالي نشبت اشتباكاتٌ عنيفةٌ بين الجيش السوري والجماعات المسلحة التي تسيطر على مخيم حندرات.
وصرح القائد الميداني لغرفة العمليات العسكرية في حلب إنه وفي إطار الرد على خروقات الهدنة التي قام بها الإرهابيون، وقصف الأحياء السكنية في المدينة وإزهاقهم لأرواح الأبرياء من أبناء حلب، لا تزال وحدات من الجيش السوري وقوات الدفاع المحلي وأبناء حلب، تخوض اشتباكات عنيفة على جبهة مخيم حندرات في الريف الشمالي لحلب.
وأوضح أنّ القوات قد تمكنت من تحقيق تقدم والسيطرة على النقاط الأمامية وطرد المسلحين منها، بعد قصف تمهيدي أوقع خسائر كبيرة في العتاد وفي صفوف المسلحين.
وأضاف القائد الميداني «هذا وتستمر الاشتباكات على جبهات أخرى في ريف حلب الشمالي والجنوبي، لإعادة السيطرة وطرد المجموعات المسلحة منها، الأمر الذي كبدها خسائر كبيرة وأجبرها على التراجع عن بعض النقاط».
وأكدّ أن الجيش السوري وقوات الدفاع المحلي، سيستمران في التصدي للمجموعات الإرهابية «لتطهير حلب من جرائمهم وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع حلب وريفه».
وقالت مصادر المعارضة إنّ الجيش السوري مدعوماً بالطيران استهدف منطقة حندرات والطريق الوحيد المؤدي إلى المناطق التي تخضع لسيطرة المسلحين.
كما أحبط الجيش السوري محاولات المسلحين الهجوم على قرية خربة الناقوس في ريف حماة الشمالي الغربي، ودمر ثلاث عربات مزودة برشاشات وسيارة كانت تقل عدداً من المسلحين.
وفي سياق متصل، أفاد بيان حميميم بأنّ عناصر تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي يواصلون عملياتهم العسكرية ضد القوات الحكومية في محيط مدينة حلب لتعطيل نظام التهدئة، موضحاً أنهم قاموا خلال الساعات الـ24 الماضية باستهداف حيي الشيخ مقصود بإطلاق نار من راجمات الصواريخ 3 مرات، ما أدى إلى إصابة 6 أشخاص بينهم طفل.