معركة عرسال تسهّل عودة الحريري
نضال حمادة باريس
عاد الرئيس سعد الدين رفيق الحريري إلى لبنان بعد غياب ثلاث سنوات، وكانت عودته من مطار بيروت الدولي على خلاف وعده بالعودة من مطار دمشق الدولي، وهو بدل رفع راية النصر من دمشق، حمل إلى بيروت وعوداً سعودية بالرشوة لكل من يعود لبيعته، بعد التفلت الكبير الذي أصاب حزب تيار المستقبل خصوصاً في الأيام الأخيرة تزامناً مع حرب عرسال.
أتى الحريري إلى لبنان بعدما بدأت تتطاير مكونات شعبيته شظايا التطرف التكفيري الذي يسيطر على الساحة التي أورثه والده زعامتها في بيروت والشمال وعرسال. وبعد خروج معقله على الحدود السورية من سيطرته لمصلحة جماعات مسلحة لم تعد تعقد اللواء للسعودية، وبعدما دخلت هذه الجماعات في حرب مفتوحة مع الجيش اللبناني هددت بدمار عرسال على غرار ما حصل في نهر البارد قبل سبع سنوات.
خشي سعد الحريري فقدان زعامة الشارع المستقبلي في لبنان بعدما شاهد الشيخ سالم الرافعي وهيئة العلماء المسلمين يتحدثون باسم السنة في لبنان ويفاوضون الجيش اللبناني والطرف السياسي اللبناني الآخر ومجاميع المسلحين السوريين، في ظل غياب تام للحريرية السياسية، وزاد طين الحريري بلة بعدما رفض أهالي عرسال قافلة مساعدات أرسلها الحريري للبلدة.
عرسال قلعة الحريري المسلحة التي طالما وضعها في واجهة معاركة العسكرية والأمنية، خرجت عن سيطرته في ليلة واحدة وسقطت بيد أبو مالك التلي وأبو طاقية العرسالي قادة الجماعات المسلحة التي تدين بالتمويل والولاء لقطر أكثر من السعودية، ومع فقدان عرسال ميدانياً كانت الخسارة الشعبية تلوح في الأفق، لأول مرة يشتم الحريري علانية في عرسال أمام مسجد الملا أبو طاقية وعلى مسمع من عشرات الأشخاص، وينادى بهيئة العلماء المسلمين ممثلة للطائفة السنية.
عاد الحريري بوعود مالية ما زالت بالشحن والسامسونايت على طريقة غوار في وادي المسك، من يعود للبيعة له حصة من المليار الموعود، والمال هو الطريق الوحيد لاستعادة الولاءات وربما إعادة فتح مجالس العزاء على الحقيقة وأصحابها بعدما نسيها الجمهور، وفرغت من شعاراتها الساحات.
سوف يخرس أبو عبد كبارة وخالد الضاهر ومعين المرعبي، وكل الديوك الصائحة على مزابل الفتنة، بفضل الوعد الملياري، وسوف يقوم الأموات من قبورهم لدى جماعات المستقبل ترحيباً بهذا الكنز الآتي والمرحب به من أي مطار أتى، سوف تعود الزعامة المتوفية للحياة على طريقة رشوا الفلوس على بلاط ضريحه وأنا كفيلكم برد حياته …
سحقاً لهذا البلد…