عاصي وابنته في بعلبك يدعمان الجيش
هناء الحاج
اختتم الفنان عاصي الحلاني أمسيات عمله المسرحي الغنائي «عاصي والحلم» على أدراج مهرجانات بعلبك الدولية، بحضور حاشد ملأ المدرجات، إذ قدم أغنياته الفلكورية والرومانسية، وقسّم الاستعراض إلى أربعة فصول، يروي كل فصل مرحلة من مسيرته الفنية من خلال مجموعة من أشهر أغنياته. كما شاركته ابنته ماريتا الغناء في أغنيتين هما «بحبك وبغار» و»قولي جايي»، وقدّمت أغنية «I will survive» منفردة. وشارك غازي الأمير وربيع جابر من برنامج «ذا فويس» الحلاني الغناء ليقدم جابر أغنية «Billie «Jean لمايكل جاكسون، والأمير أغنية «مالي صبر» وقدموا سوياً أغنية «وينك حبيبي» بالاشتراك مع الحلاني.
رافق مشاهد الفصول الأربعة تعبير بالرقص الإيمائي من خلال كوريغرافيا فرانسوا رحمة وإخراج جو مكرزل إضافة إلى أبيات شعرية تحكي قصة معاناة وصراع للوصول.
لم تكن ليلة حلم عاصي لتكتمل إلا بتحية خاصة قدمها إلى الجيش اللبناني الذي صودف عيده في الأول من آب، والمفاجأة كانت حضور قائد الجيش العماد جان قهوجي وحشد من الضباط، وحضوره أثار موجة عارمة من التصفيق بين الناس ترحيباً بمشاركتهم «حلم الفرح»، وهذا ما دفع بعاصي الحلاني لتغيير برنامجه الغنائي المتفق عليه، فرحب بالحضور واختصر كلمة شكر وتحية للجيش وقائده، حتى أنه غنى أغنية «قولن إنك لبناني» فتفاعل معه قائد الجيش مع الجمهور في أداء الأغنية.
وغنى الحلاني على مدى أكثر من ساعتين على إيقاع أوركسترا حية يصاحبه عدد من الراقصين المحترفين. واعتبر الحلاني أن إقامة المهرجانات هو تحد كبير لكل ما يجري ولتأكيد أن المنطقة التي أنجبت أبطالاً ممنوع أن يمنعها أحد من أن تفرح.
وقال لـ»البناء» خلف الكواليس: «الحمد لله الوضع مؤمن. وكما عوّدتنا بعلبك فهي تستقبل الناس بكل صدر رحب وهذا الشعب اللبناني كما قلت في السابق يهتز ولا يقع». وأضاف: «المهرجان هو تأكيد تحدي كل أنواع الدمار والقتل، ودعوة للصمود، وهو إثبات على إرادة الشعب اللبناني الذي يعمل للحفاظ على تراثه وثقافته ويسعى نحو الأفضل دائماً، والدليل إقبال الناس على المهرجان هذا العام على رغم الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد، فالمهرجان حاول إزالة حاجز الخوف وزاد التحدي».
وبعلبك تتحدى ولا تتوقف… من القلعة إلى كازينو لبنان
ومن ناحية أخرى تحدّت لجنة مهرجانات بعلبك الظروف والأزمة الأمنية التي تمر بها إثر أحداث منطقة عرسال بمتابعة فعاليات مهرجاناتها، إذ نقلت فعاليات أمسية المغنية الأوبرالية العالمية أنجيلا جورجيو ويرافقها الموسيقي ألكسندرو بيتروفيشي على البيانو، والتي كانت مقررة على أدراج هيكل باخوس إلى مسرح كازينو لبنان. فبدلاً من أن تصدح حنجرة أنجيلا وتأخذ مداها بين الأعمدة، حُصِر الحوار الأوبرالي في أغنيات تناشد فيها الحبيب في حوار كشف عمق أدائها وسحر صوتها السوبرانو.
انقسمت الأمسية إلى قسمين، فأدت أنجيلا جورجيو في القسم الأول مجموعة أغنيات من االمؤلفات الكلاسيكية الفرنسية بدءاً بالعصر الباروكي مع رامو، مروراً بشوبان و»نجوم الليل» لدوبوسي و»أغنية» لجورج بيزيه.
وكانت استراحة موسيقية مع عازف البيانو ألكسندرو بيتروفيشي بنوكتورنة لشوبان و»إنترميزو» من أوبرا لبييترو ماسكاني، «لا كافالييرا روستيكانا». لتعود أنجيلا جورجيو في إطلالة ثانية لتغني آريا لسيليا من أوبرا «أدريانا لو كوفرور»، أو غنّت هذا الدور الجميل من ليونكافاللو. غنت بشاعرية ورابسوديات من ذاكرة الغجر، وحنين إلى الأرض الأم. وأدت مقطوعات لتيبيريو بريديشيانو وستيفانيسكو وكوديللا. وتمكنت حنجرة أنجيلا جورجيو من جذب الحضور إلى البحث عن مفاهيم تلك اللغة اللاتينية والانغماس بالأنغام الغير المستهلكة في المناسبات العامة لتتفرد بأداء مرهف.
ويذكر أن لجنة مهرجانات بعلبك الدولية أصدرت بياناً أعلنت فيه نقل «مسرحية «La Musica deuxi me» لجيرار دوبارديو وفاني اردان التي كانت ستقدم في قلعة بعلبك، إلى كازينو لبنان وذلك بذات التاريخ والتوقيت، أي في 31 آب 2014، الساعة الثامنة مساءً.