الخارجية الجزائرية: تصريحات السفير الفرنسي مؤسفة

انتقدت الخارجية الجزائرية تصريحات السفير الفرنسي في البلاد التي سبق لها أن أثارت موجة غضب في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر الجزائريون إنها استفزاز يستهدف وحدة أراضي البلاد.

ووصف وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة، تصريحات سفير فرنسا بالجزائر بشأن تسليم التأشيرات للجزائريين بـ«المؤسفة».

وقال في أعقاب اللقاء الذي جمعهُ مساء أول أمس بالمفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسيع جوهانس هان: «إذ كانت طبيعة التصريحات التي تم الإدلاء بها في ظروف لا أعرفها تطرح أسئلة من هذا النوع وتثير تعليقات وتساؤلات وتصورات مختلفة ومتعارضة، فهذا يعني أن هذه التصريحات كانت بالتأكيد مؤسفة».

واعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن «مثل هذه التصريحات لا تزيد أي قيمة مضافة في العلاقات الثنائية وهي لا تخدمها بتاتاً، في حين أن مقتضيات مهنتنا كدبلوماسيين تشجع – في كل الظروف- التصريحات التي تجمع و ليس تلك التي تفرق».

واستطرد قائلا «في الدبلوماسية التي هي مهنتنا لا يجب أن نميز بين مواطني البلد الذي نحن معتمدون فيه»، مشيراً إلى أنّ «الدور الرئيسي للدبلوماسي المعتمد لدى رئيس دولة هو فتح جسور و ترقية المبادلات و علاقات الصداقة و التعاون».

ولقد نقلت وسائل إعلام جزائرية الثلاثاء الماضي، عن السفير الفرنسي برنار إيميي خلال زيارته لمحافظة تيزي وزو الجزائرية قوله، إن 60 من التأشيرات التي تصدرها سفارته موجهة لصالح سكان القبائل وأن 50 من الطلبة الجزائريين في فرنسا من منطقة القبائل.

وأثارت هذه التصريحات جدلاً في وسائل الإعلام الجزائرية التي تساءلت عن سبب تركيز الدبلوماسي الفرنسي على هذه المنطقة في تصريحاته، واعتبرتها تمييزاً بين أبناء بلاد واحدة. وأطلق مستخدمي شبكة «تويتر» هاشتاغ «طرد السفير الفرنسي» ليعربوا عن استيائهم لتصريحات السفير الفرنسي، وليؤكدوا على وحدة أراضي البلاد.

ومنطقة القبائل تضم محافظات تقع شرقي العاصمة الجزائر، ويقطنها «أمازيغ» الجزائر، كما تنشط بها حركة انفصالية تسمي نفسها «الحركة من أجل استقلال القبائل» ويتخذ قادتها من فرنسا مقراً لإقامتهم ويتهمهم مسؤولون جزائريون بـ«العمالة» لجهات خارجية.

وفي تصريح آخر للعمامرة، تناول الوزير تصريحات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حول الجزائر التي اعتبرها «خطر بالنسبة لجنوب أوروبا جراء انخفاض أسعار البترول». و اعتبر لعمامرة أنّ «الاهتمام الذي أبداه هذا الشخص إزاء الجزائر من خلال صور نمطية ووصف كاريكاتوري مثير للتساؤلات».

و قال «ليست هذه المرة الأولى الذي يقوم بها هذا الشخص بهذا النوع من التعليقات تجاه الجزائر، ولذا يمكننا أن نعتبر بأنّ الأمر يتعلق بحالة متكررة والتكرار لا يخدم أصحابه».

وأكدّ لعمامرة قائلاً «لا ينبغي للرأي العام الجزائري أن يعير اهتماماً لهذا النوع من التصريحات المسيئة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى