هل نحن خطيئة هذا الزمن؟
هناك، على مقربة من شواطئنا المقفرة، ومحطات الانتظار المهجورة، اعتقدنا أن نور الشمس على وشك أن يسدل شعاعه ليضيء لنا مساحات الظلمة القابعة في قلوبنا. وإذا به يتباطأ ويتمهّل حتى يتوارى ويختفي.
تحتلّنا الكآبة، تدور وتتنقل بحرّية في فلكنا المريض، رغم كبر حجمها وثقل وزنها. استوطن العذاب المرّ ألواناً وأشكالاً، متفرّعاً في أنحائنا مثل جلاد يجلدنا بصوته كيفما تحرّكنا وأينما اتجهنا.
ننادي الفرح، نلوّح له من بعيد، يدير لنا ظهره وكأننا مخلوقات غريبة من دون هوية. تسلّلت مركبتنا من الفضاء خلسة، فصرنا المنكوبين المعذّبين، وصرنا الغرباء، ولم يعد هناك مكان نركن في إحدى زواياه على هذه الأرض التي انتهكت جغرافيتها واغتُصبت حدودها، فتحوّلت إلى خريطة مشوّهة، وسوقاً يتبضع من خيراتها عبيد «إسرائيل» والمرتزقة.
فهل قُدّر لنا البؤس والشقاء، أم أنه رداء ألبستنا إيّاه خفافيش الظلام لنبقى عراة، نحترق بنارهم، وتتجمّد أطرافنا من الصقيع المتسكّع بين الحطام؟
هل كُتب لنا أن نبقى رهائن وأسرى لمؤامرة حمقاء بلهاء معقودة اللسان؟ أم أننا خطيئة هذا الزمن، نغدو ونروح بين خيبات الأمل، ذلك الأمل الخامل الخامد؟
سناء أسعد