روسيا… عقدة الولايات المتحدة في كلّ مكان
من أوروبا بشكل عام، إلى أوروبا الشرقية بشكل خاص. ومن الشرق الأوسط، إلى الشرق الأقصى… إلى كلّ مكان في هذا العالم، تشكّل روسيا عقدةً للولايات المتحدة الأميركية، فتجد الأخيرة تفتعل حروباً وتحرّض دولاً وتنشر جنوداً ومنظومات حربية. وذلك كلّه في سبيل هدف واحد: الحدّ من قدرات روسيا الآخذة في التقدّم.
وفي هذا الصدد، ركّزت صحف روسية عدّة أمس على هذه المسألة، إذ استطلعت صحيفة «إيزفستيا» آراء فريق من الخبراء حول الخطوة التالية في المجابهات بين روسيا والولايات المتحدة وإطلاق الأخيرة أول مجمّع برّي في إطار درعها الصاروخية في شرق أوروبا. وأشارت الصحيفة إلى جواب وزارة الخارجية الروسي المتشدّد، حيث حذرت من رد تقني عسكري مناسب، فيما لم يستبعد مجلس الاتحاد الروسي انسحاب روسيا الاتحادية من معاهدة تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية المعقودة مع الولايات المتحدة. فيما تضاربت آراء ثلة من الخبراء استطلعتهم «إيزفستيا» حول مدى تهديد عناصر الدرع الصاروخية الأميركية للصواريخ النووية الاستراتيجية الروسية، فيما أجمعوا على احتدام المجابهات بين روسيا والولايات المتحدة.
أما صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، فتناولت رفض الصين مقترح الفيلبين تسوية الخلافات بمساعدة التحكيم الدولي في لاهاي، مشيرة إلى أنها تعتبر ذلك مسرحية أجري التدريب عليها جيداً. وجاء في المقال: بدأت السفن الصينية رحلة طويلة لإجراء تدريبات. وبحسب صحيفة «الشعب» اليومية، ستقوم هذه السفن في بحر الصين الجنوبي بالتعاون مع قوات حراسة الجزر بتخويف المحرّضين. هذا هو ردّ الصين على وجود المدمرات والطائرات الأميركية في المنطقة المتنازع عليها بين الصين وجيرانها. ستظهر السفن الصينية في المحيطين الهادئ والهندي، وفي الوقت نفسه رفضت الصين محاولات الفيلبين تسوية النزاع في محكمة لاهاي الدولية.
وحذّرت سارا فاغينكنيخت زعيمة اليسار الألماني المعارض من مغبة الاستمرار في مضايقة روسيا واقتراب بنى الناتو التحتية من حدودها، معتبرة هذه الإجراءات فقداناً لذاكرة التاريخ. وفي حديث أدلت به لصحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية، أعربت عن بالغ دهشتها حيال كيفية التفكير أصلاً بإرسال ألمانيا قوات عسكرية إلى محاذاة الحدود الروسية. وتساءلت كذلك، كيف أقدم حلف الناتو على إرسال جنوده إلى لتوانيا الحدودية مع روسيا عشية حلول الذكرى الـ75 للعدوان الهتلري على الاتحاد السوفياتي. واعتبرت زعيمة اليسار الألماني، التي يعرف عنها مواقفها المتشددة المعارضة وحزبها لسياسة المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، أن الاقتراب من الحدود الروسية، يحمل في طياته أخطاراً أمنية كبيرة.
«إيزفستيا»: درع واشنطن لصدّ «الدول المارقة» وفي مقدّمها إيران
استطلعت صحيفة «إيزفستيا» الروسية آراء فريق من الخبراء حول الخطوة التالية في المجابهات بين روسيا والولايات المتحدة وإطلاق الأخيرة أول مجمّع برّي في إطار درعها الصاروخية في شرق أوروبا.
وفي مادتها بهذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى جواب وزارة الخارجية الروسي المتشدّد، حيث حذرت من رد تقني عسكري مناسب، فيما لم يستبعد مجلس الاتحاد الروسي انسحاب روسيا الاتحادية من معاهدة تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية المعقودة مع الولايات المتحدة.
وتضاربت آراء ثلة من الخبراء استطلعتهم «إيزفستيا» حول مدى تهديد عناصر الدرع الصاروخية الأميركية للصواريخ النووية الاستراتيجية الروسية، فيما أجمعوا على احتدام المجابهات بين روسيا والولايات المتحدة.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان، مراسم تدشين منظومة « Aegis Ashore» في واحدة من القواعد العسكرية جنوب شرق رومانيا، وذلك في إطار نشر عناصر المجمّع البرّي من الدرع الصاروخية في أوروبا الذي يضمّ محطة رادار قوية و24 منصة لإطلاق الصواريخ الاعتراضية القادرة على إسقاط الصواريخ البالستية المتوسطة وقصيرة المدى خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية.
وأشارت إلى أن الهدف الذي تصرح به الولايات المتحدة والناتو من وراء هذه الدرع، حماية «العالم القديم» من الضربات الصاروخية التي قد تصدر عن «الدول المارقة» وفي مقدّمها إيران، فيما يشكك المسؤولون الروس بمصداقية هذه التأكيدات، لا سيما بعد تسوية مشكلة برنامج إيران النووي باتفاقية الصيف الماضي التي لا بدّ لها من أن تضع حدّاً للمماحكات بين جمهورية إيران الإسلامية والمجتمع الدولي.
وذكّرت «إيزفستيا» بما صرح به دميتري بيسكوف الناطق الرسمي بِاسم الرئيس الروسي، حيث أشار إلى أن أصحاب الدرع الصاروخية في أوروبا، كانوا يجزمون في البداية بأنها موجهة لاحتواء خطر إيران الصاروخي، وأكد أن الجميع اليوم صاروا على يقين تام بأن الوضع على هذا الصعيد قد تغير بشكل جذري.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن ماريا زاخاروفا الناطقة الرسمية بِاسم وزارة الخارجية الروسية قولها، إن موسكو تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ خطوات عسكرية وتقنية جوابية، كما لفتت النظر إلى ما صرح به فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن، حيث لم يستبعد انسحاب بلاده من معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية المعقودة مع الولايات المتحدة.
وأبرزت الصحيفة، أن وزارة الخارجية الروسية ترى في نشر الولايات المتحدة منصة بطاريات صواريخها في رومانيا، انتهاكاً صريحاً لمعاهدة تفكيك الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، إذ يمكن استخدام هذه البطاريات لإطلاق الصواريخ الاعتراضية، والمجنحة.
واستشهدت الصحيفة على هذا الصعيد بما أدلى به السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي إينس ستولتينبيرغ في كلمة ألقاها خلال مراسم التدشين في رومانيا، وأفصح عن أن إسبانيا وألمانيا وتركيا والدنمارك وهولندا سوف تساهم في نشر الدرع الصاروخية، وأن كلّاً منها ستقدّم بناها التحتية اللازمة لذلك.
ومن الجانب الروسي، أوردت الصحيفة مقتطفات من تعليق ليوري بالويفسكي الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة في الجيش الروسي على مساعي واشنطن والناتو لنشر عناصر درعهما وإتمامها بالكامل، أكد فيه أن الهدف الرئيس من الدرع الحدّ من قدرات روسيا الاستراتيجية النووية، وضمان إمكانية توجيه الضربة لها وإسقاط أي هدف ينطلق من عندها.
وأضاف بالويفسكي أن من يمكن تسميتهم بـ«الشركاء» يعكفون في الوقت الراهن على تنفيذ برنامج «حرب النجوم» الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي رونالد ريغين عام 1983، بما يضرّ بالقدرات النووية الاستراتيجية الروسية، فيما لم يتخلّ الأميركان أبداً عن مدّ نطاق التغطية الصاروخي الثالث، والرابع ثمّ الخامس.
وكشف العسكري الروسي في هذا الصدد عن أن وزارة الدفاع الروسية، تخطط وعلى خلفية إطلاق قواعد الدرع الصاروخية الأميركية، لنشر منظومات «اسكندر» الصاروخية، وقاذفات «تو 22 أم 3» الاستراتيجية في شبه جزيرة القرم، فيما من المقرر في غضون السنة الحالية نصب منظومة «روبيج» الصاروخية الواعدة في إركوتسك بمداها المجدي الذي يصل إلى 6.5 ألف كيلومتر.
وأشار بالويفسكي إلى أن نشر صواريخ «روبيج» العابرة للقارات برؤوسها النووية، والقادرة على المناورة واختراق الدرع الصاروخية الأميركية، سيمثّل ردّاً كافياً بالمطلق على الخطوات الأميركية في شرق أوروبا، وسيحافظ على قدرات روسيا ويحصّنها ضدّ صواريخ «تاماهوك» الأميركية.
ومن بين من استطلعت الصحيفة آراءهم، إيفان كونوفالوف رئيس مركز القضايا الاستراتيجية، العضو في نادي «فالداي» الدولي الحواري، الذي أكد أنه لدى روسيا ما يكفي للردّ العسكري المناسب، وأعرب عن تشاؤمه حيال مستقبل الحوار بين موسكو وواشنطن، حيث قال: صواريخ «سارمات»، و«يارس» البالستية الروسية الحديثة قادرة على تخطّي جميع المنظومات المضادة للصواريخ، بما فيها الأميركية، إلا أن الدبلوماسيين سيواصلون حواراتهم، فيما لا يمكن الجزم بإيجابية ما قد تخلص إليه هذه المفاوضات بالنسبة إلى روسيا.
فالولايات المتحدة تعاني نوعاً من «الجنون الارتيابي» يحملها على استحداث طوق أمني عالمي تتزنر به.
فلاديمير دفوركين، كبير باحثي معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية لدى أكاديمية العلوم الروسية، اعتبر في تعليق للصحيفة أن مشكلة الدفاع الصاروخي الأميركية سياسية أكثر منها عسكرية، ولم تتفاقم في الآونة الأخيرة إلا نتيجة للمجابهات التي احتدمت بين موسكو وواشنطن.
وأضاف أن الدرع الأميركية لا تعني شيئاً بالنسبة إلى الصواريخ الاستراتيجية الروسية العابرة للقارات، وذلك وفقاً لحسابات دقيقة أجريت مراراً وتكراراً، ما يعني أن الخلاف بين البلدين يحمل طابعاً سياسياً لا عسكرياً.
وأشار إلى أن الطابع السياسي الذي يَسِم هذه المشكلة، أنها مستمرة منذ عام 2002، حيث وقّع البلدان على وثيقة الشراكة الاستراتيجية، بما يشمل الدفاع المشترك المضادّ للصواريخ، إلا أن الأميركان لم يتقيدوا بالوثيقة وشرعوا في نشر عناصر درعهم في أوروبا، الأمر الذي أجهض الشراكة بعد أن كان من المتاح للبلدين فرصة نصب درع مشتركة.
وخلص دفوركين في تعليقه للصحيفة، إلى أن الولايات المتحدة تريد من جهة حماية حلفائها، وشدّ وثاقهم بما لا يبعدهم عنها من جهة ثانية، واستبعد وجود أيّ سباق للتسلح بين البلدين بمفهومه التقليدي.
كما أشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة تواصلان على الصعيد الاستراتيجي التقيد بمعاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية التي أبرمتاها في باريس، نظراً إلى المنافع التي تحملها في طيّاتها لكل من البلدين، فيما الحاصل في الواقع أنهما يستبدلان أسلحتهما القديمة بحديثة ولا تتسابقان.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: الصين تستعرض قوّة أسطولها للولايات المتحدة
تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية رفض الصين مقترح الفيلبين تسوية الخلافات بمساعدة التحكيم الدولي في لاهاي، مشيرة إلى أنها تعتبر ذلك مسرحية أجري التدريب عليها جيداً.
وجاء في المقال: بدأت السفن الصينة رحلة طويلة لإجراء تدريبات. وبحسب صحيفة «الشعب» اليومية، ستقوم هذه السفن في بحر الصين الجنوبي بالتعاون مع قوات حراسة الجزر بتخويف المحرّضين. هذا هو ردّ الصين على وجود المدمرات والطائرات الأميركية في المنطقة المتنازع عليها بين الصين وجيرانها. ستظهر السفن الصينية في المحيطين الهادئ والهندي، وفي الوقت نفسه رفضت الصين محاولات الفيلبين تسوية النزاع في محكمة لاهاي الدولية.
لا يخفي المعلّقون الصينيون، أن الأسطول الجنوبي لجيش التحرير الشعبي الصيني يرابط في ميناء سانيا في جزيرة هاينان، ومهمته تأكيد قدرات الصين على إظهار قوتها بعيداً عن حدودها. ستقسم السفن الصينية المشاركة في هذه التدريبات إلى ثلاث مجموعات، مهمتها التدريب على البحث عن الغواصات ومواجهة السفن المعادية.
يقول الخبير الصيني وانغ شياو بين: نواجه دائماً تهديدات من بلدان مثل الفيلبين، ونتيجة النزاع بينها وبين الصين تتدخل بعض الدول من خارج المنطقة مثل الولايات المتحدة واليابان. لذلك على البحّارة الصينيين عدم الاكتفاء برفع قدراتهم ومهاراتهم القتالية، بل تخويف أولئك الذين يستخدمون النزاعات في بحر الصين الجنوبي في أهدافهم الجيوسياسية.
ارتباطاً بهذا تشير وكالة الأنباء الهندية «PTI» إلى أن الصين تطالب تقريباً بكامل بحر الصين الجنوبي. أما الدول الساحلية الأخرى ـ الفيلبين وفييتنام وماليزيا وبروناي فتتّهم الصين بإنشاء جزر اصطناعية وبناء منشآت عسكرية عليها.
قدّمت الفيلبين شكوى إلى محكمة التحكيم الدولية في لاهاي محاولة بذلك منع التوسع الصيني. ولكن الصين رفضت الأمر وأعلنت أنها لا تعترف بأهليتها للنظر في مشاكل بحر الصين الجنوبي. ومع ذلك تشير صحيفة «ساوث تشينا مورنينغ بوست»، من المنتظر أن تصدر هذه المحكمة قرارها خلال الأسابيع المقبلة، وطبعاً لن يكون في صالح الصين.
من جانبها اتهمت بكين عشية هذا الأمر المبادرين بتقديم الشكوى. وقد اعتبر مدير قسم القانون البحري في الخارجية الصينية شيو كونغ، نظر محكمة لاهاي في شكوى الفيلبين بأنه مسرحية تم التدريب عليها، حيث تم الاتفاق في شأنها ليس فقط بين الممثلين الرئيسيين والثانويين، بل أيضاً مع المشاهدين. وأضاف: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يساندان الفيلبين. مهما ارتفعت الضوضاء، فإن زمرة صغيرة من البلدان الغربية لا يمكنها أن تمثل المجتمع الدولي.
تحاول الصين كسب دعم بلدان الشرق الأوسط، لذلك توجّه وزير خارجيتها وان إي إلى هذه المنطقة. ولكن واشنطن من جانبها لا تخفف من بذل الجهود الرامية إلى انشاء ائتلاف آسيوي مستعد لمواجهة الصين. وإذا كانت اليابان وأستراليا والفيلبين حليفة للولايات المتحدة، فإن لفييتنام خصوصية متميزة، حيث كانت العدو اللدود، في حين ينظر لها حاليا كشريك محتمل. لذلك ليس غريباً أن يزورها الرئيس الأميركي باراك أوباما في نهاية الشهر الجاري.
كما أن هانوي عبّرت عن رغبتها في أن ترفع الولايات المتحدة الحظر المفروض على توريد الأسلحة إلى فييتنام.
طبعاً، تعتبر روسيا المورد الرئيس للسلاح إلى فييتنام، ولكن بحسب وكالة «رويتر»، تنوي هانوي شراء طائرات مقاتلة ومروحيات وسفن حراسة من الولايات المتحدة. ولكن الخارجية الفييتنامية أعلنت أن فييتنام لا تنوي الانضمام إلى أيّ حلف ضدّ الدول الأخرى، بل فقط تنوي تعزيز قدراتها الدفاعية.
«روسيسكايا غازيتا»: كفى لعباً بالنار مع روسيا!
حذّرت سارا فاغينكنيخت زعيمة اليسار الألماني المعارض من مغبة الاستمرار في مضايقة روسيا واقتراب بنى الناتو التحتية من حدودها، معتبرة هذه الإجراءات فقداناً لذاكرة التاريخ.
وفي حديث أدلت به لصحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية، أعربت عن بالغ دهشتها حيال كيفية التفكير أصلاً بإرسال ألمانيا قوات عسكرية إلى محاذاة الحدود الروسية. وتساءلت كذلك، كيف أقدم حلف الناتو على إرسال جنوده إلى لتوانيا الحدودية مع روسيا عشية حلول الذكرى الـ75 للعدوان الهتلري على الاتحاد السوفياتي.
واعتبرت زعيمة اليسار الألماني، التي يعرف عنها مواقفها المتشددة المعارضة وحزبها لسياسة المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، أن الاقتراب من الحدود الروسية، يحمل في طياته أخطاراً أمنية كبيرة، إذ يمكن لأي خطأ بسيط أن يشعل نزاعاً جدّياً معها لا يمكن التكهن بعواقبه، فيما أوروبا بالغنى عن أيّ بؤرة حرب أو توتر على أراضيها. مشيرة إلى أنّ الخطورة على هذا الصعيد تكمن في أنها ضرب من اللعب بالحرب، لا يمكن لأي عاقل قبوله، بما فيه من تهديد للأمن الأوروبي.
وفي التعليق على موقف الشعب الألماني حيال خطط الناتو التوسعية، لا سيما في ضوء الشعبية المتزايدة التي صارت تحظى بها فاغينكنيخت وحزبها، لفتت النظر إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهر انحسار شعبية حلف شمال الأطلسي وانكماشها لدى الألمان الذين صاروا يدركون بالتدريج حقيقة أن الناتو حلف لا يحمي أمن الدول الأعضاء فيه ولا يعزّزه، بل حلف يهدّد الأمن والسلام في أوروبا.
وأضافت، أن الناتو حلف مبني على التدخل بشؤون الدول المستقلة، وطالبت في هذه المناسبة بانطلاق اتصالات دبلوماسية مكثفة مع روسيا، ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة ضدّها، بما يخدم التعاون العقلاني معها، نظراً إلى أنه ما من أيّ سبيل آخر لضمان أمن أوروبا.
وفي صدد العقوبات الأوروبية ضدّ روسيا، اعتبرت زعيمة اليسار الألماني أنه حالما تعلن برلين نيّتها إلغاء هذه العقوبات، فإن الحل الأوروبي سيظهر على الفور، معيدة إلى الأذهان، الاستياء الأوروبي العام، والغربي تحديداً من هذه العقوبات مذ فرضها.
وتابعت تقول: مشكلة السياسة الخارجية الألمانية الرئيسة تكمن في أنها منصاعة بالكامل لواشنطن، ما يعني أن أحداً لن يجرؤ هنا ويعارض هذه العقوبات ما دامت الولايات المتحدة متمسكة بها.
وأشارت إلى أنها تمارس وحزبها سائر أنواع الضغط على أحزاب الحكومة الألمانية في البرلمان، فضلاً عن مطالب قطاع الصناعات الألماني بإلغاء هذه العقوبات، على خلفية تراجع الصادرات إلى روسيا، إذ تتكبد قطاعات الصناعة في شرق ألمانيا خسائر فادحة تفرزها العقوبات، نظراً إلى اعتمادها الكبير على عائدات التصدير إلى روسيا.
واعتبرت السياسية الألمانية، أنه وإذا ما اشتدت ضغوط قطاع الصناعات الألماني على الحكومة لحملها على إعادة النظر بهذه العقوبات، لظهرت فرصة حقيقية لإزالتها، إذ لم يعد ما يسوّغها، مضيفة أن هذا ما يعوّل عليه حزبها وينتظر حدوثه، فيما لم يعد أحد يفهم في ألمانيا الحاجة لهذه العقوبات والغاية منها.
وفي صدد المسوّغ الذي اختاره الغرب لفرض العقوبات ضد روسيا، أي عودة القرم إلى قوام روسيا الاتحادية واعتباره احتلالاً لأراضي أوكرانيا، شدّدت فاغينكنيخت على ضرورة تسمية الأشياء بمسمياتها، ولفتت النظر إلى الإجراءات الأميركية تجاه أوكرانيا التي وصلت إلى حدّ تبنّي واشنطن استراتيجية إلحاق هذا البلد بحلف الناتو، معتبرة أن الردّ الروسي كان مبرمجاً في مواجهة ذلك.
واعتبرت أن من عكفوا على إشعال الوضع في أوكرانيا لسنين، كانوا على يقين تام، ولم يكن لهم ألّا يدركوا حقيقة أن روسيا كانت قد حذرت ومنذ أمد من أن هذه الممارسات سوف تضطرها في وقت من الأوقات لاتخاذ الردّ الجوابي المناسب.
وأعربت في هذه المناسبة عن ثقتها التامة بانعدام المسؤولية التام لدى من انتهج هذه السياسة على المسار الأوكراني، إذ إنها لم تجلب لهذا البلد سوى القتل والويلات والحرب الأهلية التي يسعى الجميع في الوقت الراهن إلى إخمادها، ولن تحطّ أوزارها قبل تسوية قضية الحكم الذاتي في شرق أوكرانيا.
ومضت تقول: لم يكن هناك أيّ داعٍ لجلب هذه الويلات والمآسي لأوكرانيا، حيث كانت نتاجاً لسياسة السلطات التي تقدّم مصالحها العالمية على المصالح الحياتية لشعوبها.
وفي التعليق على مشكلة اللاجئين، ذكّرت بأن «السيدة ميركل» قد استقبلت أعداداً لا تحصى من اللاجئين، من دون أن يكون لديها أيّ خطط لحلّ هذه المشكلة، فيما تركت الإدارات المحلية في الأراضي الألمانية وجهاً لوجه أمام هذه المعضلة، وبتمويل بخس من الميزانية الفدرالية، الأمر الذي سيتطلب خفض الإنفاق على بعض الجوانب لاستيعاب اللاجئين، بما ينمّ عن انعدام المسؤولية لدى منتهجي سياسة كهذه، ويفسّر الشعبية التي صار يحظى بها حزبنا «البديل لألمانيا».
وأعربت، عن رفضها التام لما سمته بـ«الصفقة المشوهة مع أردوغان»، في إشارة إلى اتفاقية بروكسل وأنقرة حول تسوية مشكلة اللاجئين، والتي تنصّ على جعل تركيا سجناً دولياً للاجئين، فيما صرنا جميعاً شاهدين كيف يطلق أردوغان النار على اللاجئين عند حدوده، من دون أن يستثني حتى الأطفال. وتساءلت في الختام، عمّا إذا كان هذا الشخص يصلح لأن يكون شريكاً لأوروبا في وقف تدفق اللاجئين عليها، معتبرة أن ذلك ضرب من الوقاحة والخساسة.
«واشنطن بوست»: مدير الاستخبارات الأميركية يؤكّد عجز واشنطن عن إصلاح الشرق الأوسط
أبدى جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الأميركية، تأييده لما ذكره الرئيس الأميركي باراك أوباما، إنه لا يمكن إصلاح الأمور في الشرق الأوسط من جانب واحد، خصوصاً أن الولايات المتحدة تلحق الضرر بمصالحها في مناطق أخرى في محاولتها إصلاح المنطقة.
وأضاف كلابر خلال حوار أجراه الصحافي دايفيد إغناتيوس ونشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مؤخراً، أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى الشرق الأوسط على الصعيد الاقتصادي كما فعلت من قبل.
غير أن كلابر استدرك بقوله: «لا أعتقد أن الولايات المتحدة يمكنها أن تتخلى عن دورها. فالأمور تسوء حول العالم عندما تغيب القيادة الأميركية. علينا أن نكون حاضرين لتقديم التسهيلات والوساطة وفي بعض الأحيان القوة».
وفي ما يتعلق بمواجهة الولايات المتحدة لخطر التنظيمات الجهادية وفي مقدّمها تنظيم «داعش»، أعاد كلابر ما ذكره في أيلول 2014، من أن الولايات المتحدة قد «أساءت تقييم» تنظيم «داعش»، وقال إنه لن يرتكب هذا الخطأ الآن.
وتابع كلابر بقوله إن الولايات المتحدة «تهين» المتطرفين ولكن بشكل بطيء، وأنه لن يتم استعادة معقل التنظيم الرئيس في الموصل ـ العراق هذه السنة، وأن الولايات المتحدة تواجه صراعاً طويل الأمد سيمتد لعقود.
وقال كلابر: «لقد فقدوا السيطرة على مناطق كثيرة. وإننا نقتل الكثير من مقاتليهم، وسنستعيد الموصل، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، وسيكون في غاية الفوضى، ولا أعتقد أن ذلك سيحدث في عهد الإدارة الأميركية الحالية».
وقال تقرير الصحيفة الأميركية إن المشكلة سوف تستمر حتى بعد هزيمة المتطرفين في العراق وسورية.
وحذّر مدير الاستخبارات الأميركية بقوله: «سنكون في حالة دائمة من القمع لفترة طويلة فالولايات المتحدة لا يمكنها إصلاح الوضع».
وذكر في حواره أن القضايا الرئيسة التي يعاني منها العراق وسورية ستستمر لديهم لفترة طويلة، بما في ذلك الأعداد المتزايدة من الشباب الذكور الساخطين، والمساحات التي لا تسيطر عليها الحكومة، والتحدّيات الاقتصادية وتوافر الأسلحة.
وفي الشأن ذاته، يعتقد كلابر أن أجهزة الاستخبارات يجب أن تتعاون ضدّ الإرهاب.
وقال تقرير «واشنطن بوست» أنه ربما شهدت هذه السنة تقدماً بسيطاً في هذا الشأن. وكان كلابر قد التقى في منتصف نيسان بعضاً من مسؤولي الاستخبارات الأوروبية قرب قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا لمناقشة أفضل تقاسم للمعلومات الاستخبارية، وهو الاجتماع الذي دعا له من البيت الأبيض، ولكن لم يتم الحديث في شأنه في الإعلام.
ونقل التقرير عن بيتر ويتج، السفير الألماني في واشنطن، قوله: «إننا نقف في ذات الجانب، وينبغي علينا فعل كل ما نستطيع لتحسين عملية التنسيق الاستخباري وتبادل المعلومات، في حدود القوانين التي لدينا».
وفي شأن آخر، قال كلابر إن الولايات المتحدة ما زالت غير متأكدة من مدى الضرر الذي لحق بعملية جمع المعلومات الاستخبارية بعد التسريبات التي كشف عنها إدوارد سنودن، موظف وكالة الأمن القومي السابق.
وأضاف كلابر أن الولايات المتحدة كانت متحفظة جداً في تقييم الأضرار، مشيراً إلى أن تسريبات سنودن جعلت التنظيمات الإرهابية «واعية أمنياً».
وكان كلابر قد عاد لتوه من رحلة إلى آسيا، وعقد لقاءات متوترة ـ بحسب قوله ـ مع المسؤولين الصينيين حول زيادة الوجود العسكري في بحر الصين الجنوبي، ورجح أن تعلن الصين عن منطقة دفاع جوي في الوقت القريب هناك.
يذكر أن كلابر 75 سنة ، قد عمل في الاستخبارات لمدة 53 سنة، عندما انضم إلى سلاح الجوّ في عام 1963، ووصفه تقرير «واشنطن بوست» بأنه شخص سريع الغضب ومخضرم، وأحياناً غريب الأطوار في عالم التجسّس.