أحمد الموسوي أوّل المغادرين فَمنِ الثاني؟

منذ أكثر من شهرين أجريت تحقيقاً حول إمكانية خروج بعض رؤساء الأندية من دائرة اللعبة الشعبية في لحظة يعلنون فيها أنّ الكيل قد طفح، فهم يدفعون من أموالهم ويُضحّون بأوقاتهم ويعيشون القلق الدائم ويتعرّضون للمظالم، لقاء مواكبتهم لفريق أحبّوه صغاراً أو لعبة أرداوا أن يخدموها تحت شعار حماية الأجيال، حينها استصرحت أربعة منهم فقط لمعرفتي بأجوائهم المتأرجحة بالنسبة إلى واقع علاقاتهم مع اللعبة وتفاصيلها، وهم: نبيل بدر رئيس نادي الأنصار ، وأحمد الموسوي النبي شيت ، وسمير دبوق شباب الساحل ، وتميم سليمان العهد ، وأذكر جيداً أنّ الأربعة قد وضعوا في حساباتهم وصولهم إلى اتّخاذ قرار الخروج من دائرة اللعبة، ولكلّ منهم اعتباراته وظروفه الخاصة.

بالأمس، اتّخذ السيد الموسوي قراره بتطليق اللعبة والابتعاد عنها، بناءً على المجريات الخارجة عن الأصول والأخلاق الرياضية التي رافقت مباراة فريقه مع نادي النجمة. أعطى أوامره بانسحاب الفريق بشكل قانوني من الملعب، ثمّ ترك الملعب معترضاً على الهجمة الشرسة التي طالته شخصياً من قِبَل بعض موتوري جمهور النادي النبيذي، وما زاد في قناعة «السيّد» للاستعجال في اتّخاذ القرار الحاسم بترك الملاعب من غير أسف، هو ما سمعه من إجابات جاءت على ألسنة بعض المسؤولين في نادي النجمة ومن رئيس الاتحاد الكروي السيد هاشم حيدر. وكان السيد نبيل بدر قد رنّ جرس الإنذار ما بين مرحلتي الذهاب والإياب لبطولة الدوري اللبناني، حيث صرّح أكثر من مرّة بأنّ قراره بترك اللعبة قد أصبح جاهزاً ولن يكمل مهمّته الرئاسية لنادي الأنصار في الموسم المقبل، وألمح أنّ استقالته أصبحت جاهزة ورهن الظروف والدوافع لإعلانها أمام الرأي العام، ودوافعه «الظلم التحكيمي» الذي قضى على آمال فريقه بإحراز البطولة، وسكوته في هذه الأيام ربما من باب التريّث لإنهاء مسابقة كأس لبنان على خير. أمّا دبوق فصوته يعلو من وقت لآخر، نداؤه الدائم «أين من يدعم شباب الساحل ليستمر؟». فثقل الأكلاف وحجم الموازنة أرهقته باعتبار أنّه يتكفّل بأكثر من 70 في المئة منها، وبالنسبة لسليمان «العهد» فوضع الفريق وإنجازاته في أكثر من اتّجاه ربما انعكست قبولاً للواقع، وبالتالي أرجأت اتّخاذه للقرار الصعب … أي ترك الرئاسة.

أمام ما بيّناه من حالات، والخافي عند بقيّة الفرق أعظم الغازية والحكمة ، حيث الفراغ الرئاسي مقبل مع الفريق الجنوبي فور انتهاء الموسم، وأمّا «الأخضر» فهو ينعم بإدارة لا تهتم لمصيره. وفي بعض الأندية تغيب الرواتب لشهور، وأصبحت المعادلة أنّ من ينعم بالاستقرار المادي يسجّل النتائج الجيدة. أمام ما استعرضناه من وجع كروي، ألا يستحق الأمر عقد مؤتمر كروي لإيجاد بعض الأدوية؟ ورسم استراتيجية للتطوير والتطوّر، أم أنّ خواء الصناديق وتخوّف المسؤولين واستهتار المسؤولين سيبقى في الواجهة لتتراجع اللعبة مزيداً إلى الوراء.

نداء إلى كل من يعنيهم الأمر … سارعوا وأنقذوا الكرة اللبنانية قبل سقوطها إلى الهاوية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى