«ذاكرة مصر المعاصرة» تكشف أسرار زيارة السادات لأميركا عام 1969
يضم العدد الجديد من «ذاكرة مصر المعاصرة» مجموعة متنوعة من المواضيع الشائة وفي مقدمها الملف الخاص بمدينة القاهرة، ويتناول فيه عدد من الكتاب تاريخ المدينة من زوايا مختلفة، وبينها مقال للدكتور خالد عزب عنوانه «مصر… عاصمة مصر المنسية» يذكر فيه أن التحول السياسي الذي حدث في مصر نتيجة الفتح الإسلامي أدى إلى اختيار مقر جديد للحكم داخلي وقريب من عاصمة دولة الخلافة آنذاك وهي المدينة المنورة. ووقع اختيار عمرو بن العاص على موقع معسكره بجوار حصن بابليون الذي يقع قرب التقاء دلتا النيل، في نيل صعيد مصر. وهو موقع قريب جغرافيًّا من العاصمة الفرعونية فكانت مدينة الفسطاط.
إلى مقال للدكتور أيمن فؤاد سيد عن التطور العمراني للمدينة يؤكد فيه على أن بداية القرن التاسع عشر تمثل تغيرًا جذريًّا في تطور القاهرة، وليس أقل من القول بأنها كانت تحمل إرهاصات هذا التغيير. ففي هذا الوقت قُسِّمت المدينة ثمانية أقسام لتسهيل إدارتها وإشراف الشرطة عليها، وأزيلت أبواب الحارات، واتُخذت إجراءات حاسمة لمكافحة الأوبئة ولنظافة المدينة، وفتح طريق عريض ممهد ومظلل يربط المدينة ببولاق، وفُتِح شارع الموسكي، وزُرعت الأشجار على جانبي بعض الطرق، وجُففت جزئيًّا بركة الأزبكية، وأزيلت المقابر الواقعة داخل المدينة، وعُدِّلت كثير من المسالك تبعًا للضرورات التي استجدت.
يليه مقال آخر للدكتور عمرو منير عنوانه «القاهرة في الأساطير العربية» ويشر فيه إلى أنه كان من الضرورة بمكان أن تحظى القاهرة بقدر أوفر من الأساطير والحكايات الشعبية، خاصة في ما يتعلق بنشأتها وتأسيسها، ما جعل أساطير تأسيس القاهرة تطغى على أسطورة تأسيس الإسكندرية ذات القدم في الزمان والمكان وتتشابه معها في المضمون، وهذا يفسر أن هذه القصص بأبعادها الأسطورية لم تبد ناتئة أو شاذة عن نسيج وروح القصص الوارد عن تأسيس المدن وفكرة الطالع السعيد. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قد يرجع تقارب روايات تأسيس القاهرة مع روايات تأسيس الإسكندرية إلى تشابه ولزوجة تركيب الوجدان الشعبي نفسه، أو ربما كانت تلك الاستعارة من باب خلع صفات على القاهرة شبيهة بصفات عراقة تاريخ الإسكندرية، ورغبة الوجدان الشعبي في أن يجعل القاهرة مؤثرة لا متأثرة، معيرة لا مستعيرة، ناحلة لا منتحلة.
أما في شأن الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات فتنتشر للمرة الأولى مجموعة من الصور الخاصة بزيارته لأميركا في شباط 1966، بصفته رئيس مجلس الأمة آنذاك وتلك الزيارة استمرت عشرة أيام وكانت مزدحمة بنشاطات ولقاءات على أعلى المستويات السياسية في العاصمة الأميركية، قبل أن يطير إلى نيويورك ثم كاليفورينا ويزور مدينة والت ديزني المشهورة ويشاهد خيالات اصطناعية حول قطارات المستقبل الطائرة، والسيارات التي تسير في أعماق الماء، وحيوانات الغابة التي انقرضت منذ ألوف القرون، والحيوانات التي تخيلها الخيال الأميركي في غابات القرون القادمة. وفي نيويورك تحدث أنور السادات إلى الطلاب المصريين حول لقائه بالرئيس الأميركي، ووزير خارجية أميركا ومساعده ريموندهير الذي كان يمثل بلاده في القاهرة خلال العدوان الثلاثي، ومع ماكورماك رئيس مجلس النواب الأميركي، ورؤساء اللجان البرلمانية، ولقائه بيوثانت أمين عام الأمم المتحدة آنذاك في نيويورك. وكان لقاء الطلب المصريين برئيس مجلس أمتهم في نادي مركز كارنيغي الدولي ودام اللقاء عدة ساعات.
مواضيع عدة يضمها العدد، بينها حكاية رجل مصري كافح في مجال الطب ومشى فيه خطوات واسعة هو الدكتور علي باشا إبراهيم الذي تروي سوزان عابد مشواره من القصر العيني إلى متحف الفن الإسلامي.
إلى مقال للباحثة شيرين جابر عن القضية الفلسطينية مستخلصة من الرسائل السرية المتبادلة بين جمال عبدالناصر وجون كينيدي. ومقال للدكتور صفاء خليفة تتناول فيه قضية الشيخ الذهبي واغتياله على يد الجماعات المتطرفة. ومقال للباحث محمود عزت عن يخت المحروسة الملكي مع صور نادرة لليخت. ومقال للباحث عبدالعزيز فضالي عن قبيلة الهوارة في مصر.
مجلة «ذاكرة مصر» تصدرها مكتبة الإسكندرية، رئيس تحريرها الدكتور خالد عزب وسكرتيرة التحرير سوزان عابد والتصميم والإخراج الفني لماري يوسف. مجلة فصلية تعنى بتاريخ مصر الحديث والمعاصر وتستكتب الباحثين والمؤرخين الشبّان وتعرض لوجهات نظر مختلفة ومتنوعة.