الساسة والمحلّلون الأميركيون يؤكّدون تفوّق بوتين على رئيسهم
ليست المرّة الأولى التي نشهد اعترافاً غربياً بتفوّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأميركي باراك أوباما. فثمّة تقارير صحافية كثيرة في هذا الشأن. أما أن يأتي هذا الاعتراف على لسان دينيس روس، المبعوث الأميركي السابق إلى منطقة الشرق الأوسط، ففي ذلك عجب!
كلام دينيس روس جاء في مقال نشرته صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، وشرح فيه الأسباب التي تدفع إلى تفضيل قادة الشرق الأوسط التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما. ويقول روس
إن وجهة نظر القوتين العظميين حول استخدام القوة هي على النقيض تماماً. فالولايات المتحدة ترى أنه يجب عدم اللجوء إلى استخدام القوة إلا حينما يكون الأمن القومي الأميركي مهدّداً بشكل مباشر. ولا مانع من شنّ بعض العمليات الاستباقية ضدّ الجماعات المتطرّفة مثل «داعش». في حين أتى قرار بوتين التدخل عسكرياً في سورية لإنقاذ حليفه بشار الأسد ولكسر الحصار الغربي الذي فُرض على موسكو في أعقاب استيلائها على شبه جزيرة القرم. ويرى روس أن نتائج التدخل الأميركي في العراق ومن قبله أفغانستان تفسر سبب التردد الأميركي في التدخل في سورية رغم تفجر الوضع الإنساني وتفاقم أزمة اللاجئين إلى الحدّ الذي جعلها تهدّد وحدة أوروبا، وساهمت في صعود تنظيم «داعش».
وأضاف أنّ السلوك الروسي في المنطقة لم يخرج عن القاعدة السائدة في الوقت الراهن. فبعد إبرام الولايات المتحدة الاتفاق النووي مع إيران، شعرت السعودية أنها بحاجة إلى مواجهة التمدّد الإيراني المتواصل في سورية والبحرين وشرق المملكة من دون انتظار تحرّك من واشنطن، فأقدمت على شنّ حرب على الحوثيين حلفاء إيران في اليمن. كما أنّ أوباما اعتقد أن التدخل الروسي سيُمنى بالفشل، إلا أن ما حدث كان العكس. فقد حول التدخل الروسي الدفة لصالح الأسد وباتت روسيا في موقف أقوى. وقد أقر أوباما ضمنياً بالنجاح الروسي عندما اتصل ببوتين وناشده الضغط على الأسد لقبول تسوية سلمية. وهو الأمر ذاته الذي أدركه قادة الشرق الأوسط.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية مقالاً أشارت فيه إلى أن أوباما وصل إلى السلطة بفضل وعوده السلمية ولكنه دخل التاريخ باعتباره صاحب الرقم القياسي في الحروب.
«بوليتيكو»: لماذا يتّجه قادة الشرق الأوسط إلى بوتين لا إلى أوباما؟
في مقال نشرته صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، شرح دينيس روس، المبعوث الأميركي السابق إلى منطقة الشرق الأوسط، الأسباب التي تدفع إلى تفضيل قادة الشرق الأوسط التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما.
يتساءل دينيس روس عن السبب الذي جعل القادة العرب و«الإسرائيليين» يفقدون الأمل في الرئيس باراك أوباما، وباتت على إثره موسكو ـ لا واشنطن ـ هي القبلة التي يولون وجوههم شطرها، وذلك على رغم أن التواجد العسكري الأميركي في المنطقة يفوق نظيره الروسي أضعافاً مضاعفة.
يجيب روس بالقول إن السبب يقترن بالتصوّرات لا مجرد القوة فروسيا، وعلى عكس الولايات المتحدة، على استعداد للتأثير على موازين القوى في المنطقة باستخدام القوة العسكرية.
إن وجهة نظر القوتين العظميين حول استخدام القوة هي على النقيض تماماً. فالولايات المتحدة ترى أنه لا يجب اللجوء إلى استخدام القوة إلا حينما يكون الأمن القومي الأميركي مهدّداً بشكل مباشر. ولا مانع من شنّ بعض العمليات الاستباقية ضدّ الجماعات المتطرّفة مثل «داعش». في حين أتى قرار بوتين التدخل عسكرياً في سورية لإنقاذ حليفه بشار الأسد ولكسر الحصار الغربي الذي فُرض على موسكو في أعقاب استيلائها على شبه جزيرة القرم.
يرى روس أن نتائج التدخل الأميركي في العراق ومن قبله أفغانستان تفسر سبب التردد الأميركي في التدخل في سورية رغم تفجر الوضع الإنساني وتفاقم أزمة اللاجئين إلى الحدّ الذي جعلها تهدّد وحدة أوروبا، وساهمت في صعود تنظيم «داعش».
لم يخرج السلوك الروسي في المنطقة عن القاعدة السائدة في الوقت الراهن. فبعد إبرام الولايات المتحدة الاتفاق النووي مع إيران، شعرت السعودية أنها بحاجة إلى مواجهة التمدّد الإيراني المتواصل في سورية والبحرين وشرق المملكة من دون انتظار تحرّك من واشنطن، فأقدمت على شنّ حرب على الحوثيين حلفاء إيران في اليمن.
يقول روس إن أوباما اعتقد أن التدخل الروسي سيمنى بالفشل، إلا أن ما حدث كان العكس. فقد حول التدخل الروسي الدفة لصالح الأسد وباتت روسيا في موقف أقوى. وقد أقر أوباما ضمنياً بالنجاح الروسي عندما اتصل ببوتين وناشده الضغط على الأسد لقبول تسوية سلمية. وهو الأمر ذاته الذي أدركه قادة الشرق الأوسط.
يرى روس أن زيارة أوباما الأخيرة إلى السعودية لم تغير وجهة النظر السائدة من أن واشنطن باتت ضعيفة ومترددة حيال التأثير في ميزان القوى في المنطقة. كما أن قادة دول الخليج ينظرون إلى إيران على أنها تشكل تهديداً أكبر من تنظيم «داعش» وأن واشنطن على استعداد للرضوخ أمام سعي طهران إلى السيطرة على المنطقة.
ويشير روس إلى أن العرب و«الإسرائيليين» يتطلعون إلى لعب الإدارة الأميركية الجديدة التي ستخلف أوباما دور حارس الاستقرار في المنطقة. أدرك بعض شركاء واشنطن أنه يتعين عليهم التصرف بأنفسهم بعد أن أظهرت الولايات المتحدة التردد، وهو ما أدّى إلى وقوع السعودية في الفخ اليمني والذي دفعت على إثره ثمناً باهظاً. كانت واشنطن تظنّ أنه لو اعتقد العرب في فشل السياسة الأميركية فإن ذلك سيدفعهم إلى التحرك ضدّ تنظيم «داعش» لا إيران.
لن يخاطر قادة الشرق الأوسط كثيراً بالتدخل في مشكلات المنطقة طالما ظلوا يشككون في إمكانية الاعتماد على واشنطن. وإذا ما أرادت واشنطن أن تدفعهم نحو مزيد من التحركات، فعليها أن تؤكد لهم أنها لن تتراجع عن تهديداتها لأعداء المنطقة، وأنها ترى نفس التهديدات التي يراها قادة تلك الدول، وأنها على استعداد لاستخدام القوة إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.
ومن هذا المنطلق، يتعين على واشنطن اتخاذ عدة خطوات في هذا الاتجاه:
1 ـ استخدام لغة متشددة والتأكيد صراحة على استخدام القوة حال قيام إيران بمخالفة بنود الاتفاق النووي، وعدم الاكتفاء بالعقوبات.
2 ـ العمل مع دول مجلس التعاون الخليجي و«إسرائيل» لمواجهة الدعم الإيراني للمليشيات الشيعية في المنطقة، بما في ذلك عقد لقاءات ثلاثية بين القادة العسكريين لتلك البلدان للتأكيد على إدراك التهديدات المشتركة والحقائق الاستراتيجية الماثلة على الأرض.
3 ـ الاستعداد لتسليح السنّة في العراق إذا ما واصلت إيران الوقوف حائلاً أمام خطة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التي تقضي بتسليح العشائر السنّية وحشدها لقتال تنظيم «داعش».
4 ـ التأكيد بوضوح على أنه إن لم يجبر الروس حليفهم بشار الأسد على قبول مبادئ جنيف وقف القتال، فتح ممرات إنسانية، التفاوض لتحقيق تسوية سلمية ، فإن واشنطن ستعمل مع شركائها على توفير مناطق حظر للطيران آمنة.
ويختم روس بالقول إن على واشنطن التعامل بالمنطق الوحيد الذي يفهمه بوتين وقادة الشرق الأوسط، ألا وهو منطق القوّة.
«إيزفستيا»: روسيا ستعيد تشغيل محطة الإنذار المبكر في القرم
تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مسألة إعادة تشغيل محطة الإنذار المبكر في القرم، مشيرة إلى أن تحديثها سيتم لتصبح قادرة على رصد أيّ صاروخ يطلق من البحرين الأسود والمتوسط.
وجاء في المقال: ستقوم وزارة الدفاع الروسية بتحديث محطة رادار «دنيبر» للإنذار المبكر من أي هجوم صاروخي، الواقعة في ضواحي مدينة سيفاستوبل. وقال مصدر في المجمع الصناعي العسكري للصحيفة إن تحديث المحطة سيمكنها من رصد إطلاق الصواريخ البالستية والمجنحة وفوق صوتية السرعة من حوضي البحرين الأسود والمتوسط، لضمان حماية الأراضي الروسية في الاتجاهين الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير في مجال الدفاعات الجوية ميخائيل خوداريونوك إن المحطة، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، أصبحت تابعة لأوكرانيا ولكن روسيا استمرت في استخدامها بموجب اتفاق بين الدولتين. ثم ألغي الاتفاق بسبب موقف كييف، ولم تستخدم المحطة أكثر من 10 سنوات، وأصبحت غير صالحة للعمل ما اضطر روسيا إلى بناء محطة رادار «فورونيج دي إم» بدلاً منها في ضواحي مدينة أرمافير الروسية.
ويضيف خوداريونوك أن محطة «فورونيج» تقوم بمهمات محطتي الرادار: تلك التي بقيت في أوكرانيا، ومحطة «غوبال» في أذربيجان ولكن ازدياد نشاط سفن الناتو والولايات المتحدة في البحرين الأسود والمتوسط يجبرنا على تحديث هذه المحطة وتشغيلها. وسوف تجهز المحطة بمعدات ذات نطاق سنتمتري، لتصبح مكملة لمحطة «فورونيج» التي تعمل بنطاق ديسيمتري. وسيكون بمقدورها رصد إطلاق الصواريخ المجنحة وفوق صوتية السرعة في الاتجاهين الجنوبي والجنوب الشرقي.
ومن المحتمل أن تحدَّث محطة «دنيبر» لتكون شبيه بمحطة «فورونيج» قرب مدينة إركوتسك الروسية، والتي بلغت كلفة إنشائها نحو 1.5 مليار روبل، ويعمل فيها 15 شخصاً فقط، وتحتاج إلى طاقة كهربائية تعادل 0.7 ميغاواط. في حين بلغت كلفة محطة «داريال» في أذربيجان نحو مليار دولار، ويعمل فيها 80 شخصاً، ويحتاج تشغيلها إلى طاقة كهربائية تعادل 50 ميغاواط.
ويذكر أن أول محطة من طراز «فورونيج» أنشئت في بلدة ليختوسي القريبة من سان بطرسبورغ عام 2008 حيث سمح إنشاؤها للعسكريين بمراقبة كل ما يجري في الجو والفضاء من سواحل المغرب الى سفالبارد في المحيط المتجمد الشمالي. ويصل مداها إلى السواحل الشرقية للولايات المتحدة.
أما المحطة الثانية من طراز «فورونيج»، فأنشئت عام 2009 في أرمافير. وسمح إنشاء هذه المحطة بمراقبة كل ما يجري في منطقة تمتد من شمال أفريقيا إلى الهند. كما أن هناك محطة رادار للإنذار المبكر بدأت تعمل في مقاطعة كالينينغراد لمراقبة القطاع الغربي بكامله. وهناك محطة رادار أخرى في مقاطعة إركوتسك لمراقبة منطقة تمتد من الصين إلى السواحل الغربية للولايات المتحدة. وإضافة إلى هذا، هناك محطات أخرى ستبدأ العمل بعد الانتهاء من الاختبارات اللازمة.
يقول البروفسور فاديم كوزيولين، من أكاديمية العلوم العسكرية، إن تشغيل محطة سيفاستوبل بعد تحديثها سيضمن حماية دائرية من الهجمات الصاروخية. فمثلاً، تابعت محطة الإنذار المبكر في أرمافير عام 2013 تجربة إطلاق الصواريخ «سبارو» الأميركية ـ «الإسرائيلية» المستخدمة في اختبار منظومة الدرع الصاروخية.
وأضاف أن تشغيل هذه المحطة سيسمح لنا بمراقبة كل ما يجري في البحر الأبيض المتوسط. فمثلاً، تحتاج صواريخ «توماهوك» الأميركية، التي تطلق من البحر الأبيض المتوسط، إلى أكثر من ساعتين للوصول إلى موسكو، أي سيكون بإمكاننا توجيه منظومة الدرع الصاروخية لردعها. وهذا سيكون من مهمات المحطة الجديدة في ضواحي سيفاستوبل.
«إيزفستيا»: الشعب الأوكراني يصوّت لروسيا
نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً عن نتائج «يوروفيجن 2016»، وسألت: هل ستتمكن كييف من إخفاء الحقيقة عن المشاركين في «يوروفيجن 2017»؟
وجاء في المقال: أجريت في ستوكهولم يوم 14 أيار 2016 المسابقة النهائية لـ«يوروفيجن 2016»، التي فازت بها المغنّية الأوكرانية جمالا، في حين جاءت الأسترالية ديمي إم في المرتبة الثانية، ليحلّ الروسي سيرغي لازاريف ثالثاً، على رغم حصوله على النسبة الأكبر من أصوات المشاهدين.
إن الأمر المهم هنا، عِلمنا أنّ «يوروفيجن» ليست أكثر من خلفية موسيقية تصبّ في مصلحة الساسة ورجال الأعمال لبلوغ أهدافهم. لذلك، فإن هذه المنافسات الموسيقية يناقشها بنشاط وحيوية الساسة والمحللون، الذين لا علاقة لهم بالفن.
كما تجب الإشارة إلى أن الأغاني المشاركة في منافسات «يوروفيجن» نادراً ما تصبح واسعة الانتشار وذات شعبية كبيرة.
ويمكن تقسيم مشروع «يوروفيجن» من وجهة نظر سياسية ـ اقتصادية إلى ثلاثة أقسام رئيسة: التلفزيون، الجمهور والسلطات:
1 ـ الأغاني نفسها، هي بضاعة للتسويق من قبل محطات التلفزيون الوطنية، التي هي المشارك الرئيس في المنافسات. هذا هو العمل في مجال العروض الفنية. فهو مثل البضاعة في المتجر، أي يجب أن تطابق الأغاني معايير ما، وإذا طابقت هذه المعايير 20 بضاعة، فعندها لن يكون الاختيار على أساس المقارنة بين هذه البضائع، بل على أساس عوامل أخرى.
2 ـ تصويت الجمهور هو من كواليس السياسة لأن الجمهور يصوّت للأقرب إليه.
3 ـ لجنة التحكيم هي أيضاً من السياسة، ولكنها ليست مبنيّة على رغبات الجماهير. فهي تبلور استراتيجية الحكومات، التي تبثّها عبر قنوات التلفزيون الرائدة، والتي تنفّذ في جميع أنحاء العالم توصيات السلطات.
لذلك، فإن شعوب بلدان عدّة محبّة لروسيا تصوّت لممثل روسيا في المنافسات. أما لجنة التحكيم، فتنفذ أوامر السلطات. وأستراليا هنا هي بديل للولايات المتحدة. والسلطات الأوكرانية قدّمت مادة معادية لروسيا. لذلك فإن لجنة التحكيم صوّتت لأستراليا كبديلة للولايات المتحدة، ولأوكرانيا كمعادية لروسيا.
إن رأي الجماهير يعبّر عن تعاطفها السياسي، في حين أن رأي لجنة التحكيم يعبر عن سياسة السلطة. وإن شعوب بلدان أوروبية عدّة تحبّ روسيا، لذلك منحتها المركز الأول. أما لجنة التحكيم، فعبّرت عن سياسة الحكومات الأوروبية، لذلك وضعت روسيا في المركز الثالث.
ولكنَّ أسطعَ تفاوت بين الشعب والسلطة كان في أوكرانيا حيث وضعت الجماهير الأوكرانية روسيا في المركز الأول، في حين لم تمنحها لجنة التحكيم أي صوت. وهذا دليل ساطع على الهوة الكبيرة بين الشعب الأوكراني، الذي يحب روسيا، وبين السلطات الأوكرانية، التي تحقد على روسيا. أي أنّ «يوروفيجن» أكدت بصورة واضحة أن سلطات أوكرانيا موقتة، لأن موقفها يتعارض تماماً مع صوت الشعب ورأيه.
لقد منحت الجماهير الروسية 10 أصوات لأوكرانيا المرتبة الثانية بعد أرمينيا لأن أوكرانيا في نظرهم بلد شقيق وستبقى كذلك، وهي بذلك تفصل بوضوح بين شعب أوكرانيا والسلطة المجرمة.
وقد أثارت «يوروفيجن» ابتهاج المجرمين، الذين استولوا على السلطة في كييف لأن الفوز في مسابقة «يوروفيجن 2016» أكدت صحة استراتيجيتها وسيناريوات انتصارهم في اللعبة السياسية. إن استراتيجية كييف في «يوروفيجن» هي تكرار لنهجها السياسي العام.
من أجل هذا، عليها طرح مشروعات أكثر عدائية لروسيا، من دون النظر إلى أن هذا لا يعجب الأوكرانيين والأوروبيين على حد سواء، مدعومة من الولايات المتحدة وحكومات الاتحاد الأوروبي بواسطة الغش والتلاعب بالقرارات لتحقيق الانتصار. لذلك، فإن الفوز في «يوروفيجن» يؤكد قناعة نشطاء الـ«ميدان» بصحة ما يقومون به، وينتظرون تحقيق الانتصار على روسيا.
غير أن الفوز في «يوروفيجن» يمكن أن يتحول في حقيقة الأمر إلى خسارة جدية. فالمسابقة المقبلة ستُجرى في أوكرانيا، وهذا يعني إنها ستكون في قلب اهتمام وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية والرأي العام العالمي.
أي من المحتمل أن يُخترق الحصار الإعلامي وجدار الصمت عن الإرهاب الذي يمارسه النظام ضد الشعب الأوكراني حيث ألوف المعتقلين السياسيين في السجون والرقابة السياسية وقتل المدنيين. وكذلك، ستفتح الجرائم المروعة التي يقترفها النظام الحاكم عيون العالم على الواقع في أوكرانيا.
ولكن لن يتم اختراق الحصار الإعلامي بصورة ذاتية. لذلك يجب العمل والتحضير له منذ الآن، لكي يصبح أمراً واقعاً ويتمكن المجتمع الأوروبي من التعرف إلى الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الأوكراني على يد السلطات. أي في هذه الحالة لن يصبح «يوروفيجن 2017» نصراً لكييف، بل فشلاً ذريعاً.
أما بالنسبة إلى روسيا، فالمنافسات الأخيرة درس مهم: فإذا كنا نلعب وفق القواعد الأوروبية، على اعتبار إنها عادلة، فإننا سنُخدع. لأنه سيتم تغيير قواعد اللعب لروسيا بالذات لكي تخسر. لذلك على روسيا أن تتوقف عن اللعب وفق قواعد الآخرين والتخلي عن التظاهر بأنها عادلة، لأنهم غير صادقين معنا ولنا بالذات.
«روسيسكايا غازيتا»: الولايات المتحدة حاربت دائماً في عهد أوباما
نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية مقالاً أشارت فيه إلى أن أوباما وصل إلى السلطة بفضل وعوده السلمية ولكنه دخل التاريخ باعتباره صاحب الرقم القياسي في الحروب.
وجاء في المقال: وصل الرئيس أوباما إلى السلطة بفضل وعوده بتخليص الولايات المتحدة من سلسلة مغامرات سلفه الحربية المستمرة ولكنه دخل التاريخ كصاحب الرقم القياسي من بين زعماء الولايات المتحدة بعدد النزاعات الحربية، التي خاضتها الولايات المتحدة في عهده.
ويقول المعلّق في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مارك ليندلير: إذا استمرت الإدارة في عملياتها العسكرية في أفغانستان والعراق وسورية خلال الأشهر الثمانية المقبلة المتبقية من ولاية أوباما الثانية…، فإن أوباما سيدخل التاريخ كأول رئيس للولايات المتحدة كانت البلاد في عهده في حالة حرب مستمرة. وهذا أمر لا شك فيه إذا أخذنا بالاعتبار قرارات البيت الأبيض في شأن بقاء القوات الأميركية في أفغانستان عام 2017، وزيادة عديد القوات الخاصة والمستشارين في العراق وسورية.
لكن أوباما، بالكاد، كان يسعى إلى هذه النتيجة، وهو الذي مُنح عام 2009 جائزة نوبل للسلام، التي قدّمت له، باعتراف غالبية المعلقين، كسلفة. ففي سنوات حكمه لم يكتفِ عسكريو الولايات المتحدة بالمشاركة في النزاعات التي خلّفها جورج بوش الابن، بل خاضوا عمليات حربية جديدة بحيث ارتفع عدد البلدان التي شهدت تدخلاً أميركيا إلى سبعة بلدان، هي: أفغانستان، العراق، اليمن، ليبيا، باكستان، سورية والصومال.
أما في يوم 6 أيار الجاري، فقد تجاوز أوباما ليس فقط سلفه بعدد أيام العمليات الحربية، لا بل جميع رؤساء الولايات المتحدة، بمن فيهم فرانكلين روزفلت، الذي كان رئيساً للبلاد إبان الحرب العالمية الثانية. وكذلك إبراهام لينكولن، الذي ترأسها خلال الحرب الأهلية.
ويشتهر أوباما بشكوكه في شأن استخدام القوات الأميركية في الخارج، ولذلك يتعرّض دائماً لانتقادات من جانب مؤسسات السياسة الخارجية في واشنطن، التي تصفه بأنه شديد الحذر. فقد كانت التدخلات الأميركية في عهده محدّدة ومختصرة. كما أنه لم يخض حروباً واسعة. إضافة إلى تقليصه حجم العمليات الحربية في أفغانستان والعراق ولكنه في المقابل، ينخرط في نزاعات تُستخدم فيها قاذفات القنابل والطائرات من دون طيار والقوات الخاصة بحيث أصبحت هذه معياراً جديداً للولايات المتحدة، وأعيد تعريف شكل حروب الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين.
لقد تمكّن أوباما من تحديد حجم النزاعات، ولكنه لم يتمكّن من الخروج من مستنقعها بصورة نهائية. ففي عام 2011، أعلن أوباما عن سحب القوات الأميركية من العراق ولكنه بعد مضي ثلاث سنوات أعاد 400 منهم إلى العراق ثانية، ردّاً على انتشار «داعش» وتوسّعه، ليبلغ عددهم الآن 4 آلاف عسكري.
كما أن الوعود المتكرّرة عن سحب القوات من أفغانستان لم تنفّذ. في حين أن «طالبان» أصبحت تسيطر على مناطق أكثر في أفغانستان مقارنة بعام 2001. وتحت الضغوط المستمرّة من جانب المستشارين العسكريين الذين يصرّون على أن الأفغان ليسوا جاهزين لردع المتطرّفين، وافق أوباما على إبقاء نحو 5 آلاف عسكري أميركي هناك.
ويضيف ليندلير أن النزاعات الخارجية، من وجهة نظر أوباما، ليست أخطاراً كبيرة تتطلب تعبئة الموارد الوطنية، بل هي نزاعات مزمنة ومحدودة لا تهدّد أمن الولايات المتحدة، ولا تمسّ دائماً مصالحها. وهذا الموقف الفلسفي الجبري بحسب نقّاد أوباما هو سبب خروج «قوى الشرّ» عن السيطرة نتيجة السياسة الخارجية الضعيفة للإدارة الحالية.
وأحياناً، استطاع أوباما الوقوف في وجه مؤسسات السياسة الخارجية. فمثلاً في عام 2013، رفض بصورة مفاجئة قصف مواقع القوات السورية بالصواريخ. وفي بداية عام 2015 رفض توريد أسلحة ومعدّات حربية هجومية إلى أوكرانيا.
ولكنه مقابل هذا، وافق على قصف ليبيا. غير أن مجلة «أتلانتك» نقلت عنه اعترافه بصورة غير مباشرة بأن هذا كان خطأً كبيراً.