مقدمات نشرات الأخبار ليوم الثلثاء 17/05/2016
مقدمات نشرات الأخبار ليوم الثلثاء 17/05/2016
المنار
بينما يدأبُ اللبنانيون على ترجمةِ رسائلِ الصناديقِ الانتخابية، زاحمتها رسائلُ من البنوكِ وحاكميةِ المصارفِ اللبنانية، لا ترجمةَ لها سوى الانصياعِ للقراراتِ الأميركية.
حربٌ اقتصاديةٌ يخوضُها البعضُ بالوكالةِ على جمهورِ وأهلِ المقاومة، بل على كلِّ اللبنانيّينَ تحتَ عنوانِ الانضباطيةِ المصرفيةِ، وعضويةِ لبنانَ في الأسرةِ الدولية.
فهل مُسمّى الأسرةِ الدوليةِ أَولى من الأسرةِ اللبنانية؟ وهل عنوانُ سلامةِ النسيجِ اللبناني لا يشملُ العملَ المصرفي؟
هل يظنُ البعضُ أنَّ ما لم يأخذوه بتهويلِ السياسةِ والأمن، قادرونَ على أخذِه بأوهامِ الاقتصاد؟ وهل الانهيارُ الاقتصاديُ أو النقديُ إذا ما وقعَ قادرٌ على التمييزِ بينَ لبنانيٍ وآخر؟
آخرُ محاولاتِ الاجتهادِ بياناتٌ من وراءِ البحار، تحدّثت عن أنَّ تنفيذَ القانونِ الأميركي وتبريرَ إقفالِ أو عدمِ فتحِ حسابٍ على أساسِ هذا القانونِ يعودُ إلى هيئةِ التحقيقِ الخاصةِ لدى مصرفِ لبنان. كلامٌ لا يُعفي القيمين من المسؤوليةِ عمّا تتّجهُ إليه ممارساتُ البعضِ المتأمركِ أكثرَ من الأميركيين كما قالَ عضوُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائب حسن فضل الله.
والقولُ اليومَ أمس إنَّ زحمةَ القراراتِ هذه تصادفُ مع ذكرى السابعَ عشرَ من أيار، ذكرى الاتفاقِ المشؤوم بينَ بعضِ اللبنانيينَ والكيانِ العبري، الذي رعاهُ الأميركيون وأسقطه اللبنانيّون بدماءِ الشهداءِ وعنفوانِ الرجال، فمتى يَتّعظِ البعضُ ويقتنعُ أنَّ ما يُريدُه «الإسرائيليُ» والأميركي، ليس قدَراً مفروضاً
أن بي أن
تبقى البلاد تدور في فلك الانتخابات البلديّة والاختياريّة، قراءة نتائج استحقاق جبل لبنان تتواصل على مساحات التحالفات والتداعيات، فيما يستعد الجنوب لاستقبال المحطة الانتخابية الثالثة بتزكية تلو تزكية لبلديّة تلو بلديّة، جميعها لصالح التنمية والوفاء، كما بعلبك الهرمل ستكون النبطية والجنوب انعكاساً لثقة الناس والتزاماً بخط التنمية والوفاء.
الاستحقاق يشغل اللبنانيّون رغم الحراك السياسي العابر للحدود حول الرئاسة، لقاء بين الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند والرئيس سعد الحريري في باريس على وقع نفي الفرنسيّين عقد أي مؤتمر دولي حول لبنان، فماذا يحضّر الفرنسيون إذاً؟ وهل تقرّب باريس المسافات لدفع اللبنانيين إلى إيصال رئيس إلى قصر بعبدا؟
أبعد من هنا، سخونة إقليميّة تمتدّ من تطورات سورية إلى الميدان العراقي ما بين محاولات المسلحين التقدم في سورية وتنفيذ الإرهابيّين تفجيرات عراقياً، لكن ذلك لم يمنع لا الجيش السوري من المواجهة ولا العراقيّين من التقدّم نحو الرطبة.
ومن فيينا، كان الروس والأميركيون والمعنيّون الدوليون بأزمة سورية يجتمعون، ويؤكّدون المضيّ نحو تنفيذ مشروع التسوية إلى حدّ أنّ الوزير الأميركي جون كيري حدّد بداية آب موعداً مفترضاً لما سمّاه بدء المرحلة الانتقالية في سورية. روسيا ملتزمة بعهدها للأميركيّين، لكنّها أسمعت كيري أنّها تنتظر أن يقنع المعارضة بالتنصّل من جبهة النصرة، حتى الساعة النصرة تتقدّم جبهات القتال باسم المعارضة، فهل يستطيع المعارضون نبذ النصرة؟
التواصل بين موسكو وواشنطن مفتوح، فلا الروس سيتراجعون عن دعم الجيش السوري كما قال سيرغي لافروف، ولا الأميركيّون أقنعوا المعارضين بالتخلّي عن الإرهابيين. فهل تشهد المساحة الزمنية الفاصلة عن آب متغيّرات في الميدان عن طريق توسيع الهدنة بعد اشتعال الجبهات في الأيام الماضية؟
أو تي في
كيانيّ، رئاسيّ، نابيّ، وبلديّ… أربع كلمات تختصر أحداث اليوم أمس ، من أربعة أُطُر جغرافية مختلفة… ففي فيينا، فرض الوزير جبران باسيل إدراج بند العودة للنازحين السوريين ليُبقي هذا البند جزءاً لا يتجزّأ من أي حل صوناً لكيان لبنان، وفيما كان باسيل يخوض معركة الحفاظ على الديمغرافيا والهويّة في فيينا، كان سعد الحريري يمضي في وهم إسقاط الميثاقية من باريس، فزعيم المستقبل حمل الرئاسة اللبنانية إلى فرنسوا هولاند، من دون أن يشي تصريحه بعد اللقاء بأي جديد أو تعديل: إصرار على ترشيح سليمان فرنجية، ورفض لشراكة تامة مع المسيحيّين تتجسّد بميشال عون. هكذا كان مشهد لبنان في الخارج، أمّا في الداخل فنيابيّ وبلديّ… نيابة فرعيّة في جزين تفضح تمديدات متواصلة منذ سنين: استحقاق يوصل نائباً واحداً لينضمّ إلى 127 مُمَدِّداً، ومُمَدَّدا لهم، وبلدية تحط رحالها جنوباً في ثالث آحادها لتشكّل أكثر من ساحة اختبار: مسيحية في جزين وبلدات أخرى، سنيّة في صيدا، وشيعيّة في غالبية المناطق… ومن استحقاقات الأحد البداية، وتحديداً من الفرعية، بالارقام والوقائع.
أم تي في
على بعض اللبنانيين أن يشفقوا على وطنهم، فبعد أن أدخلوه سنته الثالثة من دون رئيس، وضعوه على حافة البركان المشتعل في الإقليم. ها هم يدفعونه نحو أزمة مالية اقتصادية مدمّرة عبر الضغط لمنع المصارف من تطبيق التعميم 137 الصادر عن المركزي، والأمر إن حصل يخنق لبنان ويحرم مصارفه ومغتربيه وشركاته التعامل مع المصارف العالمية المراسلة، ويهدي «إسرائيل» نصراً مجّانياً لا تحتاج رصاصة واحدة لتحقيقه، اتقوا الله.
نطلب الرحمة للبنان من أبنائه، لأنّ جسده عاد لا يتحمّل الطعنات. الفساد ينخر كل إداراته من دون استثناء، وقد جاءت الكهرباء لتتراصف مع الاتصالات.
في السياق، عاد عبد المنعم يوسف إلى الوطن مزهوّاً بدعم لا يقوى عليه القضاء بحسب ما أسرّ لمستقبليه، فيما يراهن اللبنانيون على أنّ العدالة ستنتصر لهم انتصاراً لنفسها.
وسط هذه الأجواء، التقى الرئيس سعد الحريري الرئيس الفرنسي طالباً مساعدة باريس على انتخاب رئيس.
توازياً، تغرق البلاد في بيزنطيّات بلديّة.
أل بي سي
الحدث بين حاكميّة مصرف لبنان والإليزيه، والجامع المشترك بينهما استشعار الخطر. حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبعد مؤشّرات الحملة عليه نزع القفازات لينبّه الجميع، لا يمكن تأمين الاستقرار التسليفي إذا لم يطبّق قانون مكافحة تمويل حزب الله. هذا التحذير الذي نبّه من أن يصبح القطاع المصرفي معزولاً عن العالم، من شأنه أن يضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم بصرف النظر عن التهويل الذي مورس في الأيام الأخيرة.
في الموازاة، كان الرئيس الحريري يعلن من على درج الإليزيه بعد لقائه الرئيس فرونسوا هولاند، أنّ الوضع في لبنان وصل إلى مراحل خطيرة جداً، الحريري لم يمانع في لقاء العماد ميشال عون، لكن يجب أن نحدّد هدف اللقاء لأنّ لدينا مرشّح هو النائب سليمان فرنجية.
على الرغم من أهمية مضمون ما صدر عن حاكمية مصرف لبنان وعن الرئيس سعد الحريري، فإنّ ذلك لم يحجب مسار معارك الانتخابات البلدية والاختيارية، ارتدادات انتخابات جبل لبنان ما زالت تتوالى، ففي جونية حيث كانت أم المعارك، أبدى الرئيس الجديد لبلديتها جوان حبيش استعداده لمدّ اليد، وهو زار عصر اليوم مع المجلس البلدي الجديد الرابية والتقى العماد عون.
في الموازاة، تتلاحق القراءات لما جرى في أحد جبل لبنان، وفي هذا السياق انتهت المعارك في الصناديق ولكنّها استمرت في القراءات والاستنتاجات، ومن هذه الاستنتاجات أنّ تفاهم معراب دفع ثمن ما جرى من ارتجاج في التحالفات، هذه القراءة دفعت بمصادر قريبة من التفاهم إلى اعتبار بعض الاستنتاجات متسرّعة وبعيدة كل البعد عن الموضوعيّة، داعية إلى النظر إلى المشهد الانتخابي في كل لبنان وليس إلى مدينة واحدة والقياس عليها.
نشير قبل الدخول في تفاصيل النشرة إلى أنّ يوم غد اليوم الثامن عشر من أيار هو اليوم الأخير لاستقبال مطمر الناعمة للنفايات، وبعده يتمّ إقفاله نهائياً، فهل تُفتح أزمة النفايات مجدّداً؟
الجديد
جبلٌ مِن متنِ أيمنِه إلى أيسرِه. تمخّضَ انتخاباتٍ فولَدَ نتائجَ غيرَ مكتملةِ النموِّ لمحادلِ أحزابٍ نامت على مجدٍ غابر، واستَفاقت على ربحٍ بطعمِ الخَسارةِ، إن لم نقلْ على هزيمةٍ مدوية. أحزابٌ ضَرَبت عَميقاً في استئثارِ السلطات.. توارثتْها.. تقاسَمت مناطقَ النفوذ، ومَن لم يغرّدْ في سِربِها عُدَّ طافراً. جبلٌ بَمتنَيهِ الشَّماليِّ والجَنوبيِّ هزَّ زَعامات، وزعزعَ بَكَواتٍ وحجّمَ أمراءَ، وأسقطَ قياداتٍ إلى رُتبةِ مُفلسٍ سياسيّ. ومَن حجَزَ منهم تَذكِرةَ العودةِ إلى مقامِه «فبطلوع الروح»، وربِح «ع المنخار» بفَرقِ أصواتٍ هزيلٍ قيمتُه مئةُ دولارٍ ثمنُ شراءِ الصوتِ الواحد. ما بعدَ بيروتَ وجبلِ لبنانَ ولاحقاً الجَنوب والشَّمال لن يكونَ كما قبلُه، ففِي العاصمةِ والجبلِ وعلى الرَّغمِ من تحالفِ الأحزابِ بلوائحَ جَمَعتِ الأضداد وجَعلت مِن أعداءِ الأمسِ حلفاءَ الكُرسيِّ البلديِّ والاختياريِّ اليوم، وعلى الرَّغمِ من التكتّلاتِ مِن فوقِ الطاولةِ ومِن تحتِها، ومعَ ذلكَ لم تَسلمْ لائحةٌ واحدةٌ مِن الخَرق. وبِناءً على ما تقدّم، فإنَّ المجتمعَ المَدَنيَّ ومعه العائلاتُ قد قال كلمتَه: مِن بعد النتائجِ الأمرُ لي. بالأمسِ رَدَمتِ السلطةُ السياسيةُ ناسَها بالنُفايات، طَمَرتْهم بالمستوعَبات، وطافتِ الشوارعَ بإنجازاتِهم في تقاسمِ الحِصصِ حتى في «الزبالة». انتفضَ الشعبُ.. ملأَ الحَراكُ الساحات، فاستُنفِرتِ السلطةُ واستَخدمت كلَّ أسلحتِها المحرّمةِ لضربِ الانتفاضة، وخاضَت حربَ طواحينِ الهواءِ على معلومٍ مجهول. واليومَ ردَّ لها المجتمعُ المدَنيُّ الصاعَ صاعَين، وَحجَزَ لنفسِه مراكزَ في مراكزِ القرارِ في كلِّ القُرى والبلداتِ والمدن بسلاحِ الوعي لا بسلاحِ المالِ، ولا «زيّ ما هيّي» ترغيباً أو تَكليفاً. ووسَطَ هذهِ المشهديةِ ثَبَتَ بوجهِ الفَرزِ الشرعيِّ أنّ الوحيدَ الذي لا يزالُ يتربّعُ على عرشِ الزَّعامةِ بلا منازعٍ وبلا طعنٍ في الشعبية هو دولةُ الرئيس ميشال المر. أَثبت أبو الياس أنّه فوقَ كلِّ النزاعاتِ، فكانَ المُنتصِرَ الوحيد. هندسَ التزكيةَ في كثيرٍ مِن البلدياتِ، فربِحَ واحدةً وأربعينَ بلديةً مِن أصلِ أربعٍ وخمسين، وكوّن مجلساً اختيارياً مِن أربعةٍ وستينَ مُختاراً، وإلى لقبِ «باش مهندس» أُضيف لقبُ «مُختار المخاتير».
المستقبل
على مدى ساعة، شكّل الفراغ الرئاسي مادةَ النقاش الأساسية على طاولة اللقاء في قصر الإليزية بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس سعد الحريري الذي أكد أنّ البحث ترَّكز على الفراغ ومدى تأثيره على عمل مؤسسات الدولة والاقتصاد اللبناني، مجدّداً القول: بأنّ تعطيل الانتخابات الرئاسية سببه «حزب الله» والنائب ميشال عون.
أمّا في بيروت، فبرز اليوم أمس ردّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الموقف الذي أعلنه «حزب الله» من الإجراءات المصرفية اللبنانية.
ولفت سلامة إلى أنّ القانون الصادر في الولايات المتحدة هو قانون أميركي مطلوب تطبيقه عالمياً وفي لبنان، مضيفاً أنّه وانطلاقاً من أنّ المادة السبعين من قانون النقد والتسليف تطلب من مصرف لبنان تأمين الاستقرار التسليفي فإنّه لا يمكن ضمان الاستقرار التسليفي، إذا لم يطبّق هذا القانون الأميركي. وقال إنّ إصدار المصرف المركزي للتعميم رقم 137 يُريح المصارف ويؤكّد ملاءمة العمل المصرفي في لبنان مع ما هو مطلوب دولياً، وإلّا فإنَّ القطاع المصرفي اللبناني سيصبح معزولاً عن العالم.
وفي هذا السياق، أكّدت كتلة المستقبل النيابية، أنّه ليس جائزاً لـ«حزب الله» التصرّف بهذه الخفة وهذا التسرع إزاء آخر مواقع صمود الاقتصاد اللبناني، معلنة تأييدها الأسلوب الذي اعتمده مصرف لبنان وهيئةُ التحقيق الخاصة.