خليل: لإبعاد القطاع المصرفي عن النقاش السياسي العلني
افتتحت «الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز» LFA «منتدى بيروت السادس لـ«الفرانشايز» BIFEX 2016 بعنوان «نحو اقتصاد ديناميكي» برعاية رئيس الحكومة تمام سلام ممثلاً بوزير المال علي حسن خليل، وحضور الورزاء آلان حكيم وسجعان قزي وميشال فرعون ومحمد المشنوق، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير، رئيس جمعية «الفرانشايز» شارل عربيد، عدد من النواب الحاليين والسابقين، وزراء سابقون، أركان الهيئات الاقتصادية، سفراء ورؤساء بعثات ديبلوماسية، منظمات دولية وغير حكومية، رؤساء بلديات، حشد من الفاعليات الاقتصادية والاجتماعية ورجال الأعمال والمبادرين والمستثمرين اللبنانيين والعرب، وخبراء دوليون في عالم «الفرانشايز».
وأطلق عربيد في جلسة الافتتاح حملة «لو شو ما صار» التي تشكل «مبادرة وفعل إيمان وتعبيراً عن التزام المواطن اللبناني بالاستمرار في العمل والإنتاج برغم التحديات»، ودعا جميع اللبنانيين إلى «تبني هذه المبادرة التي ستنطلق ككرة ثلج وتتفاعل مع مبدأ وقناعة وتشبث اللبناني بأرضه».
وعُرض شريط وثائقي تضمّن شهادات رجال ونساء يمثلون مختلف قطاعات الإنتاج في لبنان، ويشددون على التزامهم العمل والبقاء في لبنان «لو شو ما صار».
وبعدما قدّم الاحتفال رئيس «نادي الصحافة» الزميل بسام أبو زيد، ألقى عربيد كلمة أشار خلالها إلى «أنّ القطاع الخاص برهن أنه رافعة الاقتصاد الوطني في الأزمات الحادة والمصيرية».
ثم تحدث شقير معتبراً «أنّ قطاع العلامات التجارية هو هذه الصورة الجميلة عن لبنان وطريقة عيش اللبناني ومدى تعلقه بإرادة الحياة وحب الحياة، في مقابل كلّ ما نراه من تخريب ممنهج لطاقاتنا ومكامن قوتنا ولمختلف مرتكزات ومقوّمات بلدنا، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية والبيئة والخدماتية على اختلافها».
ودعا حكيم، من جهته، إلى «بناء استراتيجيات تسويق متخصصة مبنية على فهم جيد للتحديات والفرص السائدة في القطاع حيث يكون من شأن ذلك المحافظة على مستوى الاستهلاك الراهن وإنما بطريقة أذكى».
كما أكد ضرورة «تعزيز دور قطاع الفرانشايز الذي بات يشكل حوالي 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وهو قطاع حيوي يمثل أهمية بالغة في جذب الاستثمارات الأجنبية ويساهم بشكل كبير في تنشيط المنافسة في سوق البيع بالتجزئة».
ودعا قزي، بدوره، إلى التفكير «في كيفية مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتجار وتراخيص الامتياز في خفض الأعباء والرسوم عنهم والسماح بتعزيز الوظائف الموقتة». وقال: «اليوم هناك صعوبة في التزام الوظائف الثابتة لأنّ اقتصادنا يعاني. … اليوم نحن في أزمة كبيرة ومن المفترض أن نؤمّن هذا النوع من الوظائف بسبب نسبة البطالة العالية في لبنان كما نواجه منافسة من اليد العاملة السورية. بقدر ما نساعدهم، علينا كلبنانيين أن نحافظ على اليد العاملة اللبنانية وعلى أرباب العمل اللبنانيين».
ثم ألقى خليل كلمة الرئيس تمام سلام، وقال: «إنّ القاعدة واللازمة في العمل الوطني على أي مستوى هي أنّ السياسة تصنع أمناً ولكن في لبنان مع الأسف يوجد لدينا أمن ولا يوجد لدينا حياة وعمل سياسياً. لكن علينا أن نقدّر هذا الجانب في منطقة تتعرّض إلى خروق واسعة وإلى معارك أدّت إلى إعادة النظر في كل النسيج والسياسي للمنطقة باستثناء لبنان. هذا الأمر يحمّلنا مسؤولية إضافية، كيف نستطيع أن نحافظ على هذا الأمر ونخرق، وندير أزماتنا السياسية بأقلّ كلفة ممكنة لننتقل إلى مرحلة من الاستقرار السياسي. أنجزنا في لبنان الانتخابات البلدية، وهذا الأمر أعطى مؤشّراً جدياً إلى القدرة على إنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية والانتخابات النيابية مستقبلاً، وهذا الأمر يجب أن يكون من أولى الطبقة السياسية والقوى السياسية في لبنان وأن تعمل عليه. اليوم، وبعد قليل هناك انعقاد لطاولة الحوار ومشروع سيطرحه الرئيس نبيه بري نأمل أن يشكّل نافذة وفرصة على القوى السياسية أن تلتقطها من أجل البحث عن مسار جديد يفتح آمال اللبنانيين نحو إيجاد حلّ لأزماتهم السياسية بدأ من انتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى إعادة إحياء دور مؤسساتنا السياسية ككل. يكفينا أملاً أنّ هناك طاولة حوار تجتمع ولكن الأهم من هذه الطاولة هي أن نستطيع تحقيق بعض من الأهداف التي رُسِمت لهذه الطاولة».
وأكد «أنّ لبنان الذي كان دوماً جزءاً من النظام العالمي على أكثر من مستوى، لن يخرج عن التزاماته بالقانون الدولي والقوانين التي تنظّم علاقاته مع العالم على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي. ولبنان هذا الحريص على أن يكون جزءاً من هذه المنظومة حريص على الالتزام، في الوقت نفسه، على الالتزام بقوانينه المرعيّة الإجراء. وعلى هذا الأساس أخاطب كل المعنيّين في الشأن الاقتصادي والمالي في لبنان، أن نُبعد القطاع المالي والمصرفي عن النقاش السياسي العلني والدخول في بحث هذه المسألة على العلن وإدخالها في اصطفافات سياسية، وأن يبقى النقاش كما أردناه نقاشاً هادئاً مسؤولاً يؤمّن مصالح اللبنانيين كل اللبنانيين في كل فئاتهم وأحزابهم وتياراتهم بعيداً من أي تأثير سلبي. قمنا بتحركات كثيرة خلال الأيام الماضية برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي كُلِّف من مجلس الوزراء معالجة هذا الأمر ومتابعته».
وعبّر خليل عن ارتياحه «للبيان الذي أصدره حاكم المصرف المركزي رياض سلامة والذي أوضح فيه بعض نقاط الالتباس التي ربّما فتحت نقاشاً على المستوى الإعلامي»، مجدداً تأكيد «أنّ المطلوب حصر هذا الأمر بما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين ومصلحة استقرار واقعنا المصرفي والمالي».
بعد ذلك، بدأت وقائع الجلسة الأولى بعنوان «البيع بالتجزئة للصناعة الغذائية: ثقافة وطريقة عيش»، أدارها عضو «الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز» ميشال فرنيني.
وتحدث وزير الثقافة ريمون عريجي، مشيراً إلى «أنّ وزارة الثقافة تمنح أولوية قصوى للاعتراف والمحافظة على الإرث الوطني اللبناني لأننا على دراية ووعي بأن عالم اليوم الذي يتجه أكثر فأكثر نحو اللامبالاة في ظل العولمة من ناحية، ونحو الخشية من الزوال بسبب الحروب من ناحية ثانية».
ثم كانت كلمة للسفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتّي الذي لفت إلى أنّ لبنان وإيطاليا «يتشاطران الكثير من الجوامع المشتركة في أسلوب العيش، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالطعام والثقافة».
وختامًا ألقى مؤسس سلسلة EATALY العالمية أوسكار فارينيتي محاضرة حول كيفية النجاح في تأسيس العلامات التجارية في حقل الغذاء والمطاعم وبيع المنتجات الغذائية.