العبود لـ«سبوتنيك»: الحراك السياسي بشأن سورية لم يكن معزولاً عن نتائج الاشتباك الميداني
أكّد أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود للحديث، أنّ «الحراك السياسي الخارجي حول الأزمة السورية لم يكن معزولاً عن ناتج اشتباك ميداني، هذه أصبحت معادلة واضحة في المشهد السوري، بمعنى كنّا نقول دوماً بأنّ الدبلوماسية محمولة على ناتج اشتباك ميداني، وبالتالي إذا كنت تعوّل سياسياً ودبلوماسياً خارج ناتج اشتباك الميدان في ما يحصل في أيّ منصّة من منصّات الحوار أو التفاوض، أعتقد أنّنا نصبح واهمين ونصبح نرتّب نتائج افتراضية ووهمية، ولكني أعتقد أنّ المشهد في كليّته ينزاح في اتجاه توافق أميركي روسي لجهة جملة عناوين على مستوى المنطقة وليس العنوان السوري فقط، وبالتالي نحن نحتاج إلى مدخل باتجاه خارطة إقليمية، وبالتالي إحدى أهم مرتكزاتها هي هذه العملية التي تحصل الآن في فيينا.
وأضاف العبود: «الدور الروسي واضح ويحاول أن يقوم بفعل جمع، ويغازل بعض الأطراف على مستوى المعارضة، ويحاول أن يوجد عناوين مشتركة بين الدولة السورية وما يُسمّى بالمعارضات، وما بين المعارضة نفسها، لكن يدرك الروسي جيداً أنّ هذه المعارضات الآن مخنوقة نتيجة لاشتباك كان واضحاً، وبالتالي لا تستطيع هذه المعارضات إلّا أن تبقى تحت المظلة الروسية الأميركية».
وأشار إلى أنّ «الجانب الأميركي تنازل ليس فقط عن عنوان واحد، ولكن عن جملة عناوين منذ فترة ليست بالقصيرة، فانزاح الأميركي عن مطلبه الأول وهو إسقاط أو تخلّي الرئيس بشار الأسد عن الحكم، لكن علينا أن ندرك أنّ هناك مستويات لكلام السياسة، فهو حينما يصمت عن الحديث عن الرئاسة ربما يقصد عدم منح الشرعية للرئيس بشار الأسد من قِبل الأميركي، ولكن ما هو واضح أنّ الولايات المتحدة بدأت تنشغل بعناوين تفصيلية ذات مستوى أدنى تحاول أن تأخذها من الروسي ومن حلفاء الروسي في المنطقة».
وعن تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأسبوع الماضي في باريس، قال العبود: «كل هذه الأدبيّات السعودية تندرج تحت عناوين سياسية ربما لا ترتقي لفعل سياسي بقدر ما ترتقي إلى حالة معنويّة، ويجب الانتباه إلى أنّ مملكة آل سعود، إضافة إلى الفريق الذي يقوده أردوغان، أصبحا أمام مشهد قاسٍ لجهة مستقبل تطلّعات وأحلام وأهداف كل من هذين الجبهتين لاعتبارهما كانتا أساسيّتين في العدوان على سورية وعند سقوط هذا العدوان سقط داعموه، لذلك نلاحظ عدم الاستقرار في الخارطة السياسية التركية وعدم الاستقرار في الأدبيات السعودية. وقريباً ستظهر خلافات بين مملكة آل سعود ومنظومة الخليج العربي لأنّ المصالح سوف تختلف، ولأنّ مظلّة المنطقة الدولية والإقليمية سوف تختلف أيضاً».