الانتخابات إلى «الدوحة» ولا تقصير لولاية المجلس
هتاف دهام
المأزق السياسي في لبنان مستمرّ والفراغ السياسي طويل بانتظار اتّضاح المشهد الإقليمي. لا حلول قريبة لقانون الانتخاب. كلّ مكوّن من مكونات السلطة لا يزال يغنّي على مقياس حجمه الطائفي أو المذهبي. ومن الصعب أن يبصر النور أيّ قانون نيابي جديد سواء وفق صيغة المختلط أو النسبية الكاملة أو أيّ صيغة أخرى. ويبقى أنّ قانون الستين المعدّل، وليس الستين الأصلي، هو الأوفر حظاً لإجراء الانتخابات النيابية على أساسه في شهر أيار من العام المقبل.
إنّ تقصير الولاية الممدّدة للمجلس وإجراء الانتخابات النيابية قبل الموعد المحدّد بدا طريقه مسدوداً في جلسة الحوار الوطني. إسقاط الانتخابات البلدية للظروف الاستثنائية التي تمّ التذرّع بها للتمديد لم تفعل فعلها في حثّ المكونات السياسية للتوافق على تقصير الولاية والتحضير للانتخابات. حركت مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأجواء الباهتة التي خيّمت على الجلسات السابقة لطاولة الحوار. طرح بري ثلاثة خيارات على المتحاورين… إما الاتفاق على قانون انتخاب جديد وتليه انتخابات نيابية مبكرة ومن ثم انتخابات رئاسية في اول جلسة لانتخاب هيئة مكتب المجلس، أو إجراء الانتخابات على أساس قانون الـ60، أو الذهاب إلى دوحة جديدة. لاقت مبادرته اعتراضات بالجملة. الخلفيات السياسية لكلّ فريق متباينة. الرئيس فؤاد السنيورة يرفض إجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية. ووزير الاتصالات بطرس حرب رأى في طرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري جائزة ترضية للتعطيل. أما حزب الكتائب الذي يحاول رئيسه سامي الجميّل ملء الوقت الضائع باقتراحات. طرح الانخراط في خلوة مفتوحة تعقد من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة لمعالجة النقاط العالقة، واذا لم نتوصل إلى نتيجة نعلن للرأي العام انّ الحوار وصل إلى طريق مسدود. لم تلق الصيغة الكتائبية آذاناً صاغية، ففي حصيلة المداولات تمّ الاتفاق على الاستمرار في صيغة الحوار القائمة على أن يقدّم كلّ ركن من أركان هيئة الحوار الأجوبة بشأن مبادرة الرئيس بري في 21 حزيران المقبل.
واستهلّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجلسة بالقول: «ما كان في حدا حيادي بالانتخابات البلدية غير سامي الجميّل». وتمنّى بري أن تكون هذه الجلسة مختلفة عن الجلسات الأخرى. كنا نتحدث عن تشريع الضرورة وكان هدفنا مسايرة من يريد وضع قانون الانتخاب على جدول أعمال الهيئة العامة. حوّلنا القانون الانتخابي إلى اللجان المختصة لعلّ وعسى أن نتوصل لحلّ نهاية الشهر الحالي. الآن هناك 4 أو 5 اقتراحات ومشاريع قوانين على جدول اللجان المشتركة. لكن الواضح أننا لن نتوصل إلى نتيجة. جدول اعمال الحوار هو نفسه جدول اعمال الدوحة، لماذا لا نتفق على رئيس جمهورية وقانون انتخابي وحكومة؟ وإذا لم نستطع الدخول من الباب الواسع لندخل من الشباك. أعرف ماذا يعني إجراء انتخابات نيابية من دون اتفاق مسبق. لكن إذا حصل تفاهم على قانون نستطيع أن نصل إلى تسوية، نقصّر ولاية المجلس، نجري انتخابات نيابية، ونتعهّد بحضور كاتب عدل أنه في أول جلسة للمجلس النيابي لانتخاب هيئة المكتب يتمّ انتخاب الرئيس. سمعت أنّ هناك أصواتاً تعترض على هذا الأمر. إذا لم نتفق على تغيير القانون، فلنجر الانتخابات وفق قانون الستين ونتعهّد ايضاً بانتخاب رئيس بعد ذلك مباشرة. اذا بقينا على هذه الحال لا نعرف ما الذي سيحصل في المستقبل، اذا اتكلنا على الخارج لا شيء سيتغيّر. انا أقول بانتخابات نيابية وفق قانون جديد أو انتخابات وفق قانون الستين. عندما ذهبنا إلى الدوحة، وأشكر قطر على ما قامت به في ذلك الوقت، وصلنا إلى حلّ بثلاثة أيام، وقلت على شاطئ البحر من أمام الفندق الذي نزلنا به. مبيّن ما عنا بحر بلبنان. كلّ بلد من البلدان بحاجة إلى دوحات. اللهم اشهد أني بلغت.
الوزير جبران باسيل: جيّد أننا نفكر بإجراء انتخابات. كلّ الدول التي تعاني من أزمات تذهب إلى إجراء انتخابات. لكن لا يمكننا أن نجري انتخابات إذا لم يكن هناك نية لإقرار قانون انتخابات. هل سنلتزم بنتيجة الانتخابات؟ الناس تريد أن تعرف أنّ تصويتها للنيابة هو تصويت لرئيس الجمهورية. هل نريد أن نحترم خيار المسيحيين أو لا؟
بري: دستورياً أنا لا أجري انتخابات لرئيس الجمهورية بل اجري انتخابات نيابية. المجلس هو الذي يقرّر مَن هو الرئيس.
الوزير بطرس حرب: اليوم الطرح جديد. اليوم نكرّس خطة رفض انتخاب رئيس جمهورية ونريد أن نجري انتخابات نيابية. اما بالنسبة للتعهّدات فهناك تجربة أنّ هذه التعهّدات لا تطبّق. مع احترامي لرأيك دولة الرئيس البلد رح ينهار. واحترم حرصك لكن لا يمكن أن يكون على حساب الدستور. النائب أعطي له حق الحضور والغياب لتفعيل المجلس وليس لتعطيله. هذا الطرح سابقة تضرب النظام في عمقه. والمخرج يجب أن يكون بحسب الدستور. اذا لم يُلتزم بالتعهّدات نسير بالأكثرية المطلقة.
بري: أبداً أبداً.
حرب: ماذا نكون قد فعلنا؟ ومَن يضمن أنّ الجالسين إلى هذه الطاولة سيتمّ انتخابهم؟
بري: أنا أستغرب يا بطرس كيف وصلت إلى هذه conclusion. لا يفكّرن أحد بالتمديد للمجلس النيابي تحت أيّ قوس قزح. أنا طرحي واضح: انتخاب رئيس أو انتخاب مجلس نيابي على قانون جديد ثم انتخاب رئيس، أو العودة إلى الدوحة؟
الرئيس نجيب ميقاتي: إذا ذهبنا إلى انتخابات نيابية قبل الرئاسية لن يكون هناك حكومة ولن يكون هناك ضمانات لانتخاب رئيس. الرئيس هو رئيس جمهورية كلّ لبنان وليس فقط للمسيحيين. علينا الانفتاح حول مشاريع وطروحات وإبداء الالتزام ونذهب إلى انتخاب رئيس ثم انتخاب مجلس نيابي، لكن أن نجري انتخابات من دون رئيس جمهورية نكون قد دخلنا بالمحظور تماماً. نحن نتمسك برئيس الحكومة ونقلق كلّ ما هدّد أو تحدث عن الاستقالة.
بري: وندفش به.
ميقاتي: نحن ندفش به للخير.
النائب سليمان فرنجية: إذا نحن قرّرنا السير بقانون الستين هل حزب الله والتيار الوطني الحر يسيران به؟
النائب محمد رعد: نحن ضدّ، لكن إذا حصل اتفاق حوله نمشي.
فرنجية: لكن لماذا نشرتم عرضي عندما تبنّيت هذا الرأي وتمّ اعتباري خائناً للمسيحيين وللمقاومة. هل إذا حصلت الانتخابات بقانون الستين سيتمّ تصنيف المسيحيين في الجبل بالمسيحيين الأصليين والمسيحيين في زغرتا بالمسيحيين المبندقين؟ هل القوات والتيار الوطني والكتائب موافقون على قانون الستين؟
بري يطلب من فرنجية عدم فتح نقاش حول هذا الموضوع؟
فرنجية: أنت تقول الحليب كاوينا أنا أقول الحليب شاوينا. صرنا خونة للمسيحيين.
بري: عندما كنا بالدوحة بقينا مختلفين حتى مساء اليوم الثالث حيث جرى الاتفاق على قانون انتخابي مع تعديلات في الأشرفية.
النائب هاغوب بقرادونيان: سؤال توضيحي تريدون الستين الأصلي أو التقليدي.
بري والرئيس فؤاد السنيورة معاً: الدوحة.
بقرادونيان: من هذه اللحظة أقول نحن ضدّ قانون الدوحة. لماذا لا يُعاد العمل بقانون الستين الأصلي ونعيد حق المسيحيين في الأشرفية.
فرنجية: الأرمن.
بقرادونيان: الأرمن والمسيحيون.
الوزير ميشال فرعون: يجب أن نفكر في آراء جديدة… مثلاً في إمكانية التأهيل على مستوى الطائفة.
السنيورة: بدّها تعديل دستور.
فرعون: أشكرك دولة الرئيس أنك فتحت نقاشاً جديداً. النقاش ممكن لكن بالنسبة لنا انتخاب الرئيس أهمّ.
النائب روبير فاضل ينقل النائب فريد مكاري موافقته على مبادرة الرئيس بري. ويعلق على كلام النائب علي فياض في الجلسة الماضية حول الفرق بين اقتراحي المختلط بالقول الفرق بين المشروعين خمسة إلى ستة مقاعد. وهذا يمكن معالجته.
بري: «لم نقل قرآن كريم ولا انجيل مقدّس». لا يمكننا ان نبقى على هذه الحال، النفايات عادت. لا يمكن ان نبقى على هذا الشكل لا سيما انّ الخارج لا يهتمّ بنا أصلاً.
حرب: هذا الطرح إعطاء مكافأة للتعطيل.
بري: هل أوزع جوائز أنا مثلاً؟ يجب أن نتفق على سلة بحسب جدول الأعمال؟ لنتفق على قانون انتخاب وعلى ضوء الاتفاق يتمّ الاتفاق على الحكومة واللامركزية الإدارية وننتخب رئيساً والذي يصبح رئيساً «صحتين على قلبه».
حرب: أنا مع انتخابات نيابية، لكن الأهمّ الرئاسية التي يتمّ تعطيلها قصداً.
بري: أنا أحترم رأيك. وهناك آراء اخرى كثيرة مثلاً النائب وليد جنبلاط يرفض إقرار قانون انتخابات قبل انتخاب الرئيس والمستقبل يوافقه الرأي. هذا يعني أنه ممنوع أن نقرّ قانوناً للانتخابات وممنوع انتخاب رئيس، وهذا يعني إقفال الأبواب.
باسيل: انا خلال اليومين الماضيين درست اقتراحَيْ المختلط. مشروعك دولة الرئيس مفهوم.
بري: لكن قانوني وقواعد محدّد تحكم به.
باسيل: ليس تماماً. لماذا لا ندرس خيار التأهيل على مستوى الطائفة. قانون الستين يأتي بـ19 نائباً مسيحياً بأصوات المسيحيين لأنه ليس صحيحاً انّ كلّ دائرة لديها أغلبية مسيحية سيأتي نوابها بأصوات المسيحيين والمهمّ أن تحترم الأول عند المسيحيين، كما هي الحال بالنسبة للسنة والشيعة.
النائب غازي العريضي: المشكلة ليست في التقنيات بل المشكلة سياسية، وكلّ يوم تكبر أكثر فأكثر. إنّ عامل الوقت ليس لمصلحتنا. لسنا قادرين أن نؤمّن نصاباً سياسياً ولا الاتفاق على سلة أو حتى على عناوينها. الكلّ يقول إنه ضدّ التمديد، بعد 11 شهراً ماذا سنفعل؟ هل سنفكر بتسويات وبصورة استثنائية. أنا رأيي أن نناقش ولا ننتظر أن ينهار البلد. نحن في الأساس مع السلة، لكن غير متوفرة. واقترح أن يتمّ تقصير ولاية المجلس ونذهب إلى انتخابات.
الجميّل: من غير الممكن أن يحصل الالتزام بالمطلق، والتراجع عن اتفاق بعبدا خير دليل. نحن مسرورون يا دولة الرئيس أنك تطرح المشكلة بهذا الشكل. ولأول مرة أشعر بعد كلّ الجلسات السابقة التي عُقدت أنّ هناك رغبة لديك أن تنهي القصة. فإذا كانت النيّة موجودة فإني اقترح الآلية التالية: الانخراط في خلوة مفتوحة تنعقد من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة لمعالجة النقاط العالقة، وإذا لم نتوصل إلى نتيجة نعلن للرأي العام أنّ الحوار وصل إلى طريق مسدود. وليس هناك مشكلة في إيقاف الحوار، لأنّ هناك دستوراً وحكومة ونحن نتواصل مع بعضنا في الحكومة، لكن نقطة ضعف الحوار انه غير مقيّد بمهلة زمنية والجميع يتلطى بالحوار ويتلطى خلفك دولة الرئيس.
بري: أنا حاضر الأسبوع المقبل.
ميقاتي: هناك انتخابات بلدية في طرابلس.
باسيل: كلّ الشمال.
الجميّل: المهمّ أن تقوم بالاتصالات خارج الحوار لنتأكد أننا سنتوصل إلى نتيجة.
فرنجية: كلنا متفقون أن لا تمديد للمجلس النيابي، لكن إذا لم يحصل أيّ اتفاق على قانون جديد، يعني أننا سنجري الانتخابات وفق الستين. نذهب إلى انتخاب رئيس. نحن وضعنا مواصفات الرئيس. هل نحن ما زلنا ملتزمين بهذه المواصفات أو لا. أنا لن انتخب رئيس لا حيثية مسيحية له. مبادرتك يا دولة الرئيس مهمة، يجب علينا في غضون خمسة أو ستة أشهر أن نقرّ قانون الانتخاب. وبعد الانتخابات ماذا نفعل هل ننتخب رئيس؟ أنا أقول إنّ الهمّ الأول عند المسيحي انتخاب رئيس والهمّ الأول عند السنة رئيس الحكومة وعند الشيعة رئيس مجلس النواب، أنا أنقل الواقع اليومي.
فاضل: هناك ثغرة في الدستور تتعلق بالنصاب وليست لدينا حلول دستورية. إنّ الحلّ بعد دورتين هو حلّ المجلس النيابي وانتخابات نيابية جديدة، كما يحصل في اليونان وايطاليا.
بري: لا أريد أن أقوم باستشارات. الكلّ موجود على الطاولة
النائب علي حسن خليل يهمس في أذن الرئيس بري: لماذا تخاطر بإيقاف الحوار؟
السنيورة: لقد غادرنا القواعد الأساسية ونضيع اليوم بالمتاهات والزواريب. أستطيع القول إنّ اقتراح الشيخ سامي مهمّ، لكن لا يجوز أن نضع الناس في أجواء مقفلة ونقول فشل الحوار بين اللبنانيين.
الجميّل: إذا لم نفعل ذلك فلن نصل إلى حلّ. إلى متى سنبقى نتلطّى وراء هذه الطاولة ونبرّر الفشل. يجب أن يكون هناك نية عند المتحاورين لإيجاد الحلول.
رعد: ليس صحيحاً أنّ هذا الحوار غير ناجح. هذا الحوار ساهم في لمّ الحكومة بوقت من الأوقات. إنّ مجرد عقد الحوار هو ضرورة، والسبب أنّ الاختلاف ليس على أرقام إنما هو اختلاف سياسي على امتداد أحداث المنطقة. إنّ الخلاف ليس على توزير فلان أو انتخاب آخر. المشكل في البلد سياسي هل نتركه وندير ظهرنا لبعض. إنّ انعقاد الحوار يعكس ارتياحاً ولو قليلاً عند الناس لا أحد في الخارج اليوم يقبل أن نتحاور عنده.
السنيورة: كلنا مدركون مدى خطورة الأوضاع، هناك أفكار من أجل تعزيز عملية إيجاد حلول، أنا مع ذلك. صحيح أنني اختلف مع الحاج رعد على «مئة شغلة»، لكن الحوار مهمّ. والحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل نعلم أنه لن يصل إلى نتيجة، لكن مجرد الحوار أمر إيجابي.
بري: يوفر الاستقرار.
بقرادونيان: ورفع اليافطات.
السنيورة: لا يمكننا القول إننا من دون حوار عائدون إلى الدينونة.
الجميّل: عشنا 80 عاماً من دون حوار ولم نصل إلى الدينونة.
السنيورة: مش هيك يا أبو حليم؟
النائب أسعد حردان: خاصة لما وافقت مع الحاج رعد.
رعد: هلق بيروح يتوب وبيستغفر ربه.
الجميّل: أنا أشعر أننا كلنا مرتاحون من دون رئيس، من الضروري أن يأتي أمير قطر.
بري: «على راسي، أنا بجيب الأمير وبنيّمو عندي».
باسيل: نحن اتفقنا على عدم التمديد. لكن لم نتفق على العودة إلى الستين. بالدوحة كان الاتفاق على هذا القانون لمرة واحدة فقط.
حردان: القانون قائم.
باسيل: قائم، لكنه غير شرعي. الفرنسيون لديهم رأي ومبادرة.
بري: يريدون العمل على لجنة دعم.
جبران: إذا كنا جديين نستطيع أن ننتج صيغة لبنانية لا يمكننا أن نكمل هكذا لا قانون انتخاب ولا انتخاب رئيس.
ميقاتي: نحن مع انتخاب رئيس ميثاقي. بعد خمسة أشهر لن نستطيع أن نفعل شيئاً وستجري الانتخابات على أساس قانون الدوحة رغماً عنا. إنّ نتائج الانتخابات البلدية جاءت كردّ فعل على مواقفنا. لنجر مشاورات أو نعقد خلوة، وكلّ شخص يعود لقيادته او حزبه.
بري: 21 حزيران.
باسيل: عيد الأب.
بري: لكي نعرف انّ هناك أباً واحداً لكلّ لبنان. سلة او قانون انتخاب على أساس مبادئ، وعندما تتوفر الأجوبة نحدّد مواعيد الخلوة.
حرب نسجل في المحضر أننا أتينا إلى الحوار على أساس جدول أعمال معيّن، وانّ بند رئيس الجمهورية أولوية، وإذا حصل اتفاق على سلة كاملة فلا مشكلة لدينا.
الجميّل: في ظلّ الحديث عن المبدأ الميثاقي إذا أردنا أن ننطلق من الرجل الأقوى، فإنني أريد الإشارة إلى أنّ الرئيس الحريري هو الأقوى في الطائفة السنية لكنه خارج السلطة.
السنيورة: نحن وصلنا إلى تفاهم حول المواصفات. رئيس الجمهورية يختلف كلياً عن رئيس الحكومة. يجب أن يكون رئيس الجمهورية مؤيداً ولديه حيثية في بيئته ومن بيئته وان يحظى بتأييد الطائفة الثانية.
حرب: يمكن لرئيس الحكومة أو رئيس المجلس أن ينتمي لجهة سياسية، ورئيس الحكومة يمثل الأكثرية أمام الأقلية، أما رئيس الجمهورية فيمثل البلاد بمجموعها.
بري: مع الأسف للمرة الأولى أوافقك الرأي.
السنيورة: ومعي أيضاً.
بري: لا…
العريضي: صعبة.
إلى ذلك تمّ في جلسة الحوار أمس التطرق إلى ملف النازحين. وطرح باسيل ما حصل في اجتماع دعم سورية في فيينا، فقال: نحن مدعوون إلى اجتماع دولي لمناقشة ثلاثة أمور معنية بها سورية، هي إدخال المساعدات الإنسانية، ووقف العمليات والاعتداءات، والعملية السياسية الانتقالية. وصدر بيان من خمس صفحات لم يتمّ فيه ذكر موضوع النازحين السوريين. وأصررنا وبذلنا جهداً حقيقياً، وعدنا وأدخلنا فقرة صغيرة عن موضوع النزوح السوري، بحسب المطلب اللبناني، وهي العودة الآمنة بحسب المعايير الإنسانية، ولكن وفق مصلحة الدولة المضيفة. وأضفنا أنّ هذا الأمر يتمّ وفق المرحلة الانتقالية، لكن عند صياغة القرارات، دائماً هناك نسيان أو تناسٍ لموضوع النازحين السوريين.
بري: تركيا تستفيد من النازحين بـ6 مليارات دولار وشينغن. كيفني معك يا هاغوب؟
هاغوب: مثل العادة رائع.
حردان: وترسل مقاتلين عبر الحدود.
حرب: أرمن؟
باسيل هناك تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة بعنوان «كيفية التعامل مع أزمة النازحين واللاجئين» يتحدث عن أنّ النهج الأفضل هو استيعاب اللاجئين والمهاجرين، والحدّ من الاعتماد على المساعدة الإنسانية الدولية مع الوقت، واستضافة أعداد كبيرة بالاستدانة الدولية، ودعم العودة الطوعية، وإعادة الاندماج على غرار مَن عاد منهم من المانيا إلى لبنان ، ووضع القوانين المناسبة، وفي حالات غير مؤاتية حق التمتع بإعادة ترتيب الحياة ومع الوقت إفساح المجال أمام التجنيس. أنا لا أتحدّث إلا عن النزوح، كنت جالساً بين الوزير الإيراني والوزير السعودي، هل أتحدث عن الإرهاب. كلّ منهما يفهم الكلام على طريقته.
سلام: كنت جالساً بينهما هذا «فال خير».
بري: ماذا فعلوا بالحلّ السياسي؟
باسيل: التأكيد على المؤكد. كلام جميل، لكن الواقع هو إدخال السلاح إلى المعارضة. سياسة الاندماج ماشية نحن يجب أن نفعل شيئاً.
السنيورة: أنا قلت لا قوة على الأرض يمكنها أن تفرض على اللبناني شيئاً نحن نرفضه. اذا لم يكن هناك من إمكانية للاتفاق الإيجابي نحن نتفق بالوفاق على رفض التوطين… مصالحنا القومية تقول بعودة السوريين إلى سورية.
حرب: أنا أضمّ صوتي إلى صوت الرئيس السنيورة، هناك إجماع على رفض التوطين، لكن دولة من دون رئيس مَن يسمع لها.
سلام: نحن على تواصل مع وزير الخارجية. الوجود السوري في لبنان يتراجع. بلغ عدد النازحين وبحسب آخر الإحصاءات نحو المليون. أنا حريص وأطلب إبعاد الموضوع عن المزايدات السياسية، خلافاتنا السياسية لا تريحنا، فموقفنا ليس مع الدولة وليس مع النازحين. البارحة اتصلت بي وزيرة الخارجية البريطانية وتحدّثت عن إجازات عمل وغير ذلك للنازحين فقلت لها أعطونا مشاريع… ونحن نرى ماذا نفعل.
بري: من باب الحرص علينا أن لا نعطي الموضوع الطابع الخلافي. رفض التوطين هو في مقدّمة الدستور. والمجلس النيابي الذي يستطيع أن يعدّل بنود الدستور لا يمكنه تعديل المقدّمة. أتمنى أن نظهر بمظهر الموحّد. بالنسبة للأعداد المسجلة هناك غموض في الجنوب والبقاع. السوريون في القرى أكثر من اللبنانيين. يتواجد في شبعا 7000 عائلة. على الحكومة أن تعرف ما إذا كانوا مسجلين ام لا.
باسيل: لا شك في أنّ السوريين اخواننا، ولا شك في أنّ سورية استقبلت اللبنانيين في حرب تموز. لكن الأمور تختلف الآن، هناك نحو مليون و600 الف نازح سوري في لبنان. نحن متفقون ضدّ التوطين، والكلام في هذا الموضوع ليس من باب المزايدة. نحن نختلف في طريقة المعالجة. هذا التقرير الذي تحدّثت عنه أرسل إلي من السفير اللبناني في الأمم المتحدة في 9 أيار. أنا اقرأ التقرير عند الأمن العام لأنّ الدخول والخروج السوري إلى ارتفاع.
بري: هذه الأمور نتحدّث عنها، لكن يجب أن لا نظهرها للخارج.
سلام: كلام باسيل في اجتماع فيينا مهمّ وجيّد.