ممثل الحص: نعيش في زمن لا مكان فيه للنأي بالنفس والحياد
نظّم «الملتقى الثقافي الجامعي» و«شبكة المنظمات الأهلية في لبنان» و«الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين»، مؤتمر «ثقافة المقاومة الرابع» في قصر الأونيسكو، برعاية الرئيس الدكتور سليم الحص ممثلا برفعت بدوي، حضره النائب السابق زاهر الخطيب ممثلاً بفواز فرحات، النائب السابق اسماعيل سكرية، مدير «مجمع أهل البيت في لبنان» الشيخ حسن تبريزي، مدير شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية جمال فياض، عضو قيادة بيروت في حركة «فتح» ناصر أسعد، مسؤول «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في لبنان مروان عبد العال، نائب رئيس «اتحاد علماء بلاد الشام» الشيخ عبد الله كتمتو، إمام مسجد القدس في مخيم شاتيلا الشيخ رضوان فرحات، أساتذة جامعيون وفاعليات أهلية وثقافية وشعراء وكتّاب.
بعد كلمة تقديم للإعلامية زينب سمير القنطار، قال بدوي: «أن يرعى الضمير العربي المقاوم الرئيس الدكتور سليم الحص افتتاح مؤتمر ثقافة المقاومة الرابع في بيروت عاصمة المقاومة، لهو تعبير واضح عن ضرورة الالتزام بمبدأ المقاومة وتنمية ثقافتها. فالرئيس سليم الحص هو من أوائل المؤمنين بالمقاومة وبثقافتها في مواجهة العدو الإسرائيلي. ولأنه أدرك باكراً أن التخاذل والتفكك العربي يعطيان العدو «الإسرائيلي» مساحة واسعة من الاستبداد والتحرك نحو المزيد من الغطرسة في اغتصاب الأرض وهضم حقوق الفلسطينيين والعرب، بادر إلى احتضان المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وكان من داعميها في شتى المجالات لا سيما في المحافل الدبلوماسية العربية منها والدولية، بهدف تعزيز ثقافة المقاومة ضد عدو محتل لأرض عربية اسمها فلسطين».
ورأى بدوي أن «ثقافة المقاومة وجدت البيئة الحاضنة الممزوجة بحلم قهر هذا العدو الذي عجزت عن قهره الجيوش العربية مجتمعة او أفراداً، فكان الدعم السوري اللامحدود ما شكل الركيزة الرئيسية لانتصار المقاومة التاريخي على أعتى قوة في المنطقة إسرائيل، وعلى جيشها الذي وصف بالجيش الذي لا يقهر في العام 2006، محققا الحلم الذي راودنا منذ احتلال فلسطين وهو قهر العدو الإسرائيلي».
وأكد انه «بعد هذا التخاذل والاستسلام والتآمر العربي المتمثل بمد اليد للعدو «الإسرائيلي»، لم يعد في جعبتنا إلا المقاومة والمحافظة عليها والعمل على نشر ثقافتها ليس من اجلنا بل من أجل تأمين الحرية والكرامة لأجيالنا القادمة لتبقى متمسكة بهويتها، رافضة لأي استسلام أو تنازل عن الحقوق العربية».
وختم: «إننا نعيش في زمن لا مكان فيه للنأي بالنفس ولا مكان فيه للمحايد، ففي الأولى كمن ينتظر انتهاء المعركة ليحدِّد موقفه وبوصلته تبعاً لأرجحية الميزان. أما المحايد، فصحيح أنه لم ينصر الباطل لكن يجب أن يدرك أنه خذل الحق. أليست المقاومة هي تعبير صارخ عن رفض الباطل وانتصار للحق».
وألقت الدكتورة فاتن الحركة كلمة المجلس الثقافي الجامعي، أكدت فيها ضرورة «بذل جهود مضاعفة في سبيل إعادة التيار الثقافي إلى الاتجاه الصحيح».
أما كلمة «الحملة العالمية للعودة الى فلسطين» فألقاها الدكتور عبد الملك سكرية الذي أوضح أن هذا المؤتمر «يهدف إلى إعلاء شأن الكلمة والعقل لوأد التجهيل ولغة الغرائز والعصبيات، والبحث عن نقاط القوة لدينا كي نستثمرها على أكمل وجه ونزيدها قوة».
وتابع: «بعد هزيمة إسرائيل في لبنان عامي 2000 و2006، وفي حروب غزة، وبعد أن تكسرت غطرسة جيش العدو وتحطمت ألوية النخبة على مشارف عيتا الشعب وبنت جبيل في لبنان وحي الشجاعية في غزة، سعّر العدو الحرب الذكية لإشعال الحروب الأهلية والفتن الطائفية والمذهبية والقبلية، وما تقوم به العصابات الإرهابية التكفيرية صنيعة أميركا وإسرائيل وأموال العرب، من قتل للبشر وتدمير للحجر وتمزيق للمجتمع إلاّ أسطع مثال، فقوة «إسرائيل» مستمدة لا من عبقريتها والدعم الغربي لها، بل من جهل وتخلّف وتشرذم وضعف العرب».
بعد ذلك، كانت أمسية شعرية شارك فيها الشاعران عز الدين ومحمد علي شمس الدين.