عبد الحليم حمّود: الثقافة ليست مكاناً صعباً ونخبوياً
نظّمت كلّية الإعلام في جامعة «العلوم والآداب اللبنانية»، لقاءً مع رئيس جمعية «حواس» الثقافية الكاتب والفنان عبد الحليم حمّود، عرض فيه أبرز التحدّيات التي تواجه الجمعيات الثقافية في لبنان.
وأكّد حمّود أمام طلاب الكلّية أن الجمعيات الثقافية المحدثة كشفت عطش الناس للثقافة واستعدادهم للتفاعل والمشاركة في الشأن الثقافي، لا سيما فئة الشباب منهم. في وقت يكتفي البعض بالتأفّف والنقد الدائم للتراجع الثقافي في المجتمع من دون الإتيان بجهد مهما كان صغيراً.
وقال: الثقافة ليست مكاناً صعباً ونخبوياً، ولكن الفكرة في المبادرة وفي الأسلوب ولغة تقديم الثقافة إلى الناس. آخر ما نحتاج إليه في العمل الثقافي تقديم التنظير النخبوي. والشباب إذا لم يأتوا إلينا علينا أن نذهب نحن إليهم.
ونوّه حمّود بالحضور الفاعل للمرأة في مختلف الأنشطة الثقافية. معتبراً أنّ المرأة لا تقلّ شأناً عن الرجل في الاندفاع والإخلاص في العمل، والاستعداد للعطاء الذي يصل إلى درجة المنافسة.
وتتطرّق حمّود إلى ما تعرّضت له الشعوب العربية من مصادرات، ومنها في المجال الثقافي، تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. موضحاً أنه عندما يتحدّث الإنسان في أمور تعني الشؤون الفردية والحرّيات تشهر في وجهه مثل هذه الشعارات فضلاً عن شدّ العصب المذهبي والديني، والذي غالباً ما يؤثر حتى على المثقف نفسه.
وعن الإمكانيات المالية التي تحتاج إليها المشاريع الثقافية، أكد حمّود أنّ هناك عدداً من النشاطات لا يحتاج إلى تمويل مالي كبير، وثمة عشرات المعطيات التي تؤكد ما نقول. مشيراً إلى دور وسائل التواصل الاجتماعية كوسيلة إعلامية تمنح إمكانية بثّ مجانية تصل إلى الآف الناس.
وحول دعم المنظمات غير الحكومية للجمعيات الثقافية، اعتبر حمّود أنّ هذا الدعم يبقى إيجابياً ما دامت هذه المنظّمات لا تضع شروطاً على الجمعيات. وبطيبعة الحال يكون الدعم مرفوضاً إذا كان متأتياً من جهات معادية لثقافتنا وحضارتنا.
ورأى أنّ جزءاً أساسياً من مقتل الجمعيات هي الفردية، في أن نصنع شخصاً ويدور الباقون في فلكه. مؤكداً أنّ العمل الدؤوب هو الذي يأتي بنتيجة، وتحديداً في العمل الثقافي الإبداعي، وأن الواجب الإنساني يفترض أن نغيّر بالمقدار الذي نحن قادرون عليه، ربما نكون حالمين، فإذا هو ظلام، إذا لم نكن موجودين فهو أكثر ظلاماً.