«المنار»

طائرة مصرية مفقودة، هو خبر اليوم الجديد والدليل الإضافي والأكيد على الأمن المفقود في هذا العالم، بفرضية الإرهاب قدم الخبر الموصول من باريس المصابة مجدّداً بخرق أمني إلى القاهرة المنكوبة من جديد بخطوطها الجوية وضحاياها الأبرياء، وإذا ما صحّت التحليلات فمن يبرئ الجرح النازف على امتداد هذا العالم من سكين الإرهاب الذي شحذه الغرب وبعض العرب لمآرب وغايات، وزرعوه في قلب الأمة بعناوين الحرية والديمقراطية، ظنّاً أنه طوع خياراتهم وبأنّهم بمنـأى عن تداعياته.

ست وستون ضحية ابتلعتهم مياه المتوسط بعد سقوط الطائرة المصرية بأرجحيّة انفجار قنبلة على متنها، كما تقول مصادر التحقيق، فإلى متى ستبقى الأمة مبتلعة للحقيقة التي تقود إلى مصدر الإرهاب بمموّليه، وإلى متى الفرز الاستنسابي للإرهاب من ساحة إلى ساحة؟

في الساحة السورية حملة جديدة ضدّ الإرهاب في الغوطة الشرقية، حقّق خلالها الجيش وحلفاؤه إنجازات مهمّة في الحرب الحقيقية والمفتوحة نيابة عن الأمة ضدّ الإرهاب، إرهاب استطاع لبنان بفضل جيشه ومقاومته الحدّ من قدراته ومخاطره، فهل يستطيع سياسيّوه الحدّ من تداعياته عبر مشاريع توطين النازحين المرفوع شعاراً، بل مشروعاً عند كبار الموظفين الأمميّين؟

«او تي في»

بين جولات سيغريد كاغ المكوكيّة، من طهران وموسكو إلى الرياض وبروكسل، وبين حركة هولاند من باريس إلى بيروت … بين رسالة بكركي عن رئاسة السنتين المسلمة إلى الرئيس الفرنسي، وبين دعوة الأخير إلى سعد الحريري، ليقول له اذهب واجتمع مع ميشال عون … بين الكلام الفرنسي عن بدء التحضير لدوحة لبناني، وبين مبادرة نبيه برّي إلى تحضير الأرضية اللازمة لذلك، عبر توافق على قانون انتخاب وخارطة طريق لما بعده … بين كل هذه المؤشرات، يبدو واضحاً أنّ مشروع طبخة رئاسية قد انطلقت بمعزل عن جدولها الزمني، ومن دون البحث في محطاتها الإلزامية، ومن دون الجزم بما إذا كان سيُقدّر لهذه الطبخة أن تنضج أو تحترق كما بعض سابقاتها …يظل الهاجس اللبناني واحداً وحيداً … أيّ رئيس نريد؟ وأي رئيس يريد الآخرون؟ الجواب على تلك الثنائية لم يعد ملتبساً ولا غامضاً ولا يحتمل أي اجتهاد. اللبنانيون يريدون رئيساً لدولة سيدة حرة مستقلة ديمقراطية اسمها لبنان، الآخرون يريدون رئيساً قابلاً للتكيّف مع مخطط بان كي مون. أيّ مخطط هذا؟ إنّه المخطط الذي نفاه تمام سلام في آذار الماضي. المخطط الذي خرجت جوقة كاملة من أهل السلطة تنظّر للتعمية عليه، بالقول إنّ التوطين فزّاعة، وإنّ التجنيس خرافة، وإنّ بقاء النازحين في أرضنا هلوسة. المخطط نفسه صار واقعاً الآن، كتبه بان كي مون أبيض على أسود، وحدّد موعداً لحسمه والقرار في شأنه، في أيلول المقبل… وأول عناوين المخطط، جنّسوا النازحين وحلّوا عنّا. هذا هو المخطط، فأيّ رئيس يقدر على مواجهته؟ الجواب في الردّ على تقرير بان كي مون.

«الجديد»

«اللي حامل ع كتافو زيتون وسنابل.. قلعة بحر صور.. صخرة جبل عامل». هو الجنوبُ الواهبُ كراماتٍ وبطولات.. المتيقّظُ دوماً مِن غدرِ عدوّ.. الواقفُ على خطِّ الدفاعِ الأولِ عند حدودِ فِلَسطين. هو الجنوبُ المنطلقُ يومَ الأحدِ إلى معركةِ إنماء لا إلغاء، فالفعلُ المقاومُ اسمُه مقاومة، لها مِنصاتُها غيرُ المعلنة وبُناها التحتيةُ جداً لها كلُّ الدعمِ والولاءِ والمؤازرة. غيرَ أنّ ذلك لن يُلغيَ أدوارَ عائلاتٍ لها تاريخُها في جبلِ عامل، وأدوارَ ناشطينَ مدنيينَ وأحزابٍ يساريةٍ وأصحابِ كفاءات. وأن تكونَ رائداً في الجهادِ والمقاومةِ، فهذا سيسجّل لك يوم عمل بطولي كامل قد يلهيك عن متابعة شؤون البلد اليومية، وبإمكانِ الآخرين أن يأخذوا عنك هذا الدور كفريق مساند، وأن تمنح أهل الجنوب فرصة أن يقدِّموا تجرِبتَهم ويستثمرَ الجنوبيونَ في كفاءاتِهم مِن دونِ أن يُصبحوا مجنّدينَ مِن قبلَ الخصوم. فمَن قال إنّ العائلات والقوى الشابية المدنية ليس لديها تساؤلات عن المحسوبيات؟ مَن أَجرى عقاباً واحداً على جرائمِ الكسّاراتِ المحميةِ في الطيبةِ ووادي الحجير، أو على سرِقةِ المراملِ في جِزينَ والخردلي والآثارِ في أنصار وعدلون، أو على المحمياتِ الطبيعيةِ ومخالفاتِ البناءِ وميناءِ عدلون و المَشاعاتِ على مِساحاتِ الجَنوب؟ فرؤساءُ هذه البلدياتِ هُم محمياتٌ طبيعةٌ، واعتراضاً على بعضِ الأداءِ تتقدّمُ اليومَ أدوارُ العائلاتِ والمُجتمعِ المدَنيِّ على نحوٍ لافتٍ لا يُشبهُ زمنَ محادل.. انطلقت من أرضِ الجنوبِ نيابياً. وإذا كانت البلدياتُ معركة وتنتهي في أَحدِها، فإنّ أمَّ المعاركِ جاءت على شكلِ توطينٍ بموافقةٍ أممية. وبالأمس فقط أول امس ، تأكّد أنّ رفضَ جبرانِ باسيل استقبالَ الأمينِ العامِّ للأممِ المتحدةِ باكي مون في مطارِ بيروت كانَ قراراً أمميّاً أيضاً له محاسنُه، لأنّ وزيرَ الخارجية كان بذلك يرفُضُ مخطّطاً دَولياً يسعى للتوطينِ في أرضِ النزوح، ونزوحاً نحوَ النقّاش، حيث إنّ المِلفّ التاليَ سوف يتطلّبُ تدخّلَ الأممِ المتحدةِ مِن دونِ أن تستطيعَ انتشالَ المتورّطين الملتفين حولَ شبكاتِهم. والجديد تكشِفُ قرصنةً واحدةً يتحوّلُ فيها ستديو فيزون التابعُ لآل المرّ إلى سنترال للاتصالاتِ غيرِ الشرعية.

«ام تي في»

عندما ننظر إلى مصيبة مصر مع طيرانها تهون مصائبنا. مسكينة القاهرة، وحظ الرئيس السيسي عاثر مع الويلات التي تنهال عليه من السماء، والمشكلة الكبرى التي نشأت بسقوط الطائرة الاتية من باريس هي في تبريها، إنْ قيل إنّ الإرهاب هو السبب تلوّثت سمعة الدولة، وإنْ قيل إنّ الحادث فنيّ تلوّثت سمعة مصر للطيران، وفي كلتا الحالتين السياحة المصرية هي الضحية الكبرى.

لبنان في الأثناء يرزح تحت جملة مشاكل وجودية، أولها التهديد بتوطين السوريين، وهنا يجب أن لا نُسقط احتمال أن تكون مناورة عنوانها التهويل بالسوريين لا تنتهي بالقبول بتوطين الفلسطينيين، الإشكالية الثانية وضع الأمن المصرفي والدولة في مواجهة حزب الله من خلال العقوبات، والضحيّة الاستقرار المالي،

أمّا الثالثة فعنوانها رمي قوانين الانتخاب في حلبة الجدل العقيم، فيما الرغبة غير مكتومة لدى البعض بالإبقاء على قانون الستين، والضحية دستور الطائف.

«ال بي سي»

العالم يعيش الترقّب ومصر تعيش الهلع، والسبب الطائرة المنكوبة التي اختفت فوق المتوسط في المياه الإقليمية بين مصر واليونان. صحيح أنّ كل الفرضيات بقيت مطروحة عن سبب سقوط الطائرة، لكنّ مصر التي اكتوت بالإرهاب جواً من شرم الشيخ إلى مطار القاهرة، قد تكون مأساة اليوم أمس ضربة شبه قاضية لاقتصادها وسياحتها.

والخطير في الأمر أنّه إذا تأكّدت نظرية العمل الإرهابي، فإنّ هذا الارهاب لم يكن من مطار القاهرة أو شرم الشيخ نحو الخارج، بل من الخارج في اتّجاه مصر، ومن مطار يُفترض أنّه يتّخذ إجراءات أمنية صارمة، وهو مطار شارل ديغول، بعد الأحداث التي تعرّضت لها فرنسا، ما يعني أنّ ذراع الإرهاب باتت طويلة في غاية الاحتراف.

لبنانياً، قضية توطين النازحين السوريين، التي طالب بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أثارت سخطاً لبنانياً من دون أن تُعرف الخطوات التي سيتّخذها لبنان لمواجهة هذا الطلب.

أمّا في قضية الإجراءات الأميركية حيال حسابات حزب الله في المصارف اللبنانية، فيبدو أنّ السِّجال بشأنها لن يتوقّف في القريب العاجل.

«أن بي أن»

هل سقطت الطائرة المصرية نتيجة عمل إرهابي أو عطل تقني؟ كل الفرضيات محتملة، التحقيقات متواصلة والتركيز يجري عمّا اذا كان الاستهداف الإرهابي جرى من خلال عبوة أو انتحاري. تتعزّز أرجحية الفعل الإرهابي لأنّ الطائرة أقلعت من باريس باتجاه القاهرة، في وقت كانت صحف أوروبية تحذّر في الساعات الماضية من احتمال القيام بأعمال إرهابية في فرنسا بعد ورود معلومات، عزّزها كلام رئيس جهاز الأمن الداخلي الفرنسي بإعلانه أنّ بلاده مستهدفة مجدّداً من تنظيم «داعش» الذي يخطط لزرع عبوات ناسفة.

الأمن الفرنسي يتصرّف على هذا الأساس، ويستعد لمواجهة محاولات الإرهاب الضرب بأسرع وأشد ما يمكن. حادثة الطائرة المصرية اليوم أمس ليست الأولى من نوعها، سبقتها حوادث عدّة، لكن هذه المرة كان الجيش اليوناني سريعاً بإعلانه العثور على حطام جنوب شرق جزيرة كريت قد يعود للطائرة المصرية. لا تنقص المصريين أزمة جديدة، لكن القاهرة بدت متماسكة إلى أعلى الدرجات، لم تستبعد أيّة فرضية، وجاهزة للتعامل مع كل الاحتمالات.

في لبنان، احتمالات مفتوحة حول قانون الانتخابات يفرضها التباين السياسي حول الصيغ المطروحة، نسبيّة أم أكثرية أو القانون المختلط. في جلسة اللجان المشتركة نقاش مفتوح بين رغبة كتل في اعتماد النسبية وتهجّم المستقبل على تلك الصيغة دفاعاً عن القانون الأكثري، فهل يكون الحل الوسطي بين الطرفين نظاماً مختلطاً لا يكسر رأياً ولا يغلب طرفاً؟

الجلسة المقبلة ستخصّص للمختلط في سباق وضرورة فرضها طرح الرئيس برّي الإنقاذي في إجراء انتخابات نيابيّة تتبعها فوراً الرئاسية، وإخراج البلد من دوّامة التعطيل. مبادرة الرئيس برّي حرّكت الركود، وأعطت أملاً للّبنانيين بإمكانية الحل بعدما تجمّدت البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وفي مجلس الوزراء يحضر ملف العقوبات المالية من خارج جدول الأعمال في ظل محاولات استيعاب الملف ومعالجته بهدوء.

«المستقبل»

انسحبت حيوية مناقشات ساحة النجمة على جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في السراي، وتتصدّر مواضيعها التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن الإجراءات في البلدان المضيفة للنازحين السوريين، وليس بعيداً عن المناقشات أيضاً التدابير التي اتّخذت بعد الإقفال النهائي لمطمر الناعمة والإجراءات التي أعقبت هذه الخطوة .

في ساحة النجمة، اللجان النيابية المشتركة بحثت نهاراً في القانون الانتخابي الجديد، وأوضح نائب رئيس مجلس النوّاب فريد مكاري أنّ النقاش تمحور حول الدوائر الانتخابية والنظام الانتخابي.

وقال إنّ الانقسام واضح بين مؤيّد للنظام النسبي ومعارض له، لذلك تمّ الاتفاق على حصر النقاش بالقانون المختلط في الجلسة المقبلة.

وهموم الداخل السياسية المعطوفة على الانشغال بالمرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية في الجنوب الأحد المقبل، حجبها الحدث الذي هزّ العالم وتمثّل بالكارثة الجوية التي ضربت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران في حادثة هي الثالثة من نوعها في أقل من عامين.

الطائرة، وهي من طراز آيرباص، اختفت أثناء قيامها برحلة بين باريس والقاهرة، وعلى متنها 66 شخصاً بينهم مصريين وفرنسيّين وطاقمها المكوّن من 10 أفراد، ولم تستبعد السلطات المصرية العمل الإرهابي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى