احتراق البيادر

سأغفو

وحيداً لأنني غريب غريب الديار

وأشكو ابتعادي لنفسي كثيراً

كأنني صريع بقايا احتضار

وأمّي هناك تزيد الدعاء لأنّ الدعاء

بكفّ الملاك رقية لي وقرآن هدي

وأنس ولحن جميل الوقار

كأني الغريب

…وليتك حولي

لعلّ الذين يقولون أمّي لديهم وطن

وأما أنا، فعندي ابتعاد

وهجر ولوع وحزن إذن

وهذا الطريق يضجّ بِصمتي

إذا ما شدوت بِصمت الوهن

وذكراي أنت وماضيّ أنت

وكلّ الزمن أصيح بقهر

وأرجوك تأتي فيبكي الشجن

وأبكي عليّ وأبكي الفراق وأبكي

كنايٍ يردّ الصدى لسكّين قصّت

ذراع القصب

كنايٍ يموء كذلك صوتي

تلعثم بوحي بِليلي فجنّ

وأمضي وحيداً

كما كلّ عيد لعلّي أراك وأفشي السلام

يداك السلام

فكيف أراك ولا أنحني

أقبّل قدسك كلّ مساء وكلّ أوان

وجنة وقتي أراك فأمحو صرير المكان

ودمعك فيض حنان وجسر لبرّ الأمان

لعلّ المرايا تقدّر وجهك

إذا ما تشعّ بغير البريق

لأنّك شمس

ستبرق عندي بصبحي العتيق

كأني انبثاق لجرح أمل أن يستفيق

بغير أوان

تلوّعت بعدك

وعفّرت خدّي بدمع كئيب

وجفّت دموعي

لأنّ لا أواسى بغير الغريب

فشوقي اختناق

يشمّك ريحاً بثوب قديم

تبلّل دمعاً علينا وأنت الطبيب

ونحن البيادر فينا احتراق

كأني المعنى وأنت الديار

كأني كأني بسرداب نار

فأيّان أهرب

وهذا ابتعادي يحاكي الحصار

العقيل المنبجي ـ سورية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى