نصرالله: ثأرنا أن نلحق الهزيمة النكراء والنهائية بالجماعات الإرهابية التي تتآمر على منطقتنا وإذا امتدّت يد «إسرائيل» إلى مجاهدينا فسيكون ردُّنا واضحاً وخارج مزارع شبعا مهما كانت التبعات
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أنّ استشهاد القادة يزيد حضورنا في المعركة، وهذه الدماء الزكية التي قدّمت باستشهاد الشهيد القائد الحاج مصطفى بدر الدين السيد ذوالفقار ستدفعنا إلى حضور أكبر في سورية إيماناً منا في أحقية وصدقية هذه المعركة وليقين منا أنّ الآتي هو الانتصار في هذه المعركة».
وقال السيد نصرالله في الاحتفال التأبيني الذي أقامه حزب الله أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت، بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد القائد بدر الدين: «سوف نحضر بأشكال مختلفة وسنكمل هذه المعركة لأنّ هذا هو الوفاء للقادة وللشهداء، ولأننا على يقين بأنّ جهودنا وتضحياتنا إلى جانب غيرنا من الحلفاء سوف تؤدّي إلى إفشال هذا المشروع التفكيري الأميركي الصهيوني السعودي الإبادي الإلغائي، وأنهم لن يستطيعوا أن يسيطروا على سورية وعلى هذه المنطقة وهذا المشروع سيدمَّر في سورية».
وشدّد السيد نصر الله على «أنّ ثأرنا الكبير للقائد مصطفى بدر الدين أن نواصل حضورنا وأن يتعاظم هذا الحضور في سورية. ثأرنا الكبير أن نُلحق الهزيمة النكراء والنهائية بالجماعات الإرهابية التي تتآمر على منطقتنا، الأمر الثاني هو الحفاظ على المقاومة الإسلامية وصيانتها وتطويرها لأنه من أجلها استشهد السيد مصطفى».
وأشار السيد نصر الله إلى «أنّ هذه المقاومة هي في حالة تطوّر ونموّ كمّي وكيفي، وأقول للأعداء وللأصدقاء هذه حقيقة ومن موقع التأهيل والتعليم والتدريب وانتقال التجربة من جيل إلى جيل، عندما يقضي شهيد من قادتنا تُبنى على دمائه العطاءات والعزائم وبدماء الشهداء نتقدّم وننتصر. نحن عندما ذهبنا إلى المعركة في سورية ذهبنا بناء على رؤية وفهم وتشخيص للأخطار والتهديدات والفرص. من يجلس في بيته يموت في فراشه أما من يحضر في الساحات والميادين يمكن أن يوفّقه الله بشرف الشهادة».
الجماعات التكفيرية قتلت «ذو الفقار»
وفيما أكد السيد نصر الله «أنّ المعطيات تؤكد مسؤولية الجماعات التكفيرية عن قتل الشهيد القائد ذوالفقار»، قال: «عندما تكون هناك معطيات حول مسؤولية العدو الصهيوني عن أيّ عملية لا نخفي ذلك. نحن لا نكذب، حتى في الحرب النفسية، ولا نتهم بالسياسة حتى عدونا». وأضاف: «تاريخنا لا يقول إننا نجبن أو نخاف عندما نظنّ أنّ الإسرائيلي هو الذي قتلنا». وتوجه السيد نصر الله للصهاينة قائلاً: «إذا امتدّت يدكم إلى أيّ مجاهد من مجاهدينا سيكون ردّنا واضحاً ومباشراً مهما كانت التبعات وخارج مزارع شبعا».
وحول استشهاد السيد ذو الفقار، قال السيد نصر الله «إنّ شهداء المقاومة هم شهداء المقاومة أينما استشهدوا سواء في جنوب لبنان أو في فلسطين أو في سورية أو في العراق»، وشدّد على «أنّ الأمر لا يختلف لأنّ المعركة واحدة والعدو واحد». وأضاف: «لدينا عدد كبير من الشهداء في سورية من بينهم شهداء كانوا يتحمّلون مسؤوليات جهادية ولا أحد أثار شبهات لأنهم لم يكونوا شخصيات إشكالية. هناك ماكينة تعمل على المقاومة وحزب الله وصورته وهيبته ومعنوياته بهدف الاستهداف».
المحكمة الدولية لا تعنينا
وعن المحكمة الدولية، قال السيد نصر الله: «سبق أن تحدّثنا عن بطلانها وتسييسها واستعمالها كسلاح لاستهداف المقاومة ولذلك كلّ ما تطلبه أو يطلب منها لا يعنينا».
وحول الحرب في سورية وأهدافها، لفت السيد نصر الله إلى أنه «يوماً بعد يوم تتكشف الحقائق وتظهر الاعترافات والوثائق عن أهداف المعركة ودور الأميركيين والغرب فيها وحلفائها الإقليميين ومن استغلّ الجماعات ومن موّلها واستقطبها وسلّحها وسهّل لها المجيء من كلّ أقطار العالم»، وأشار إلى أنّ «الكلّ يعرف أنّ السعودية تحرّض وتسلّح وتأتي بالمقاتلين تزجّ بهم في سورية، ولها غرفة عمليات لإدارتهم والغرفة موجودة في الأردن». وأضاف: «السعودية تريد دستوراً جديداً في سورية، هل هي لديها دستور؟ والسعودية تريد انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة في سورية! هل هناك انتخابات في السعودية»؟ السعودية تريد في سورية الإصلاح والحريات، هل يتجرّأ أحد على المطالبة بالإصلاح في السعودية؟ في السعودية يجلدون من يتجرأ على كتابة شيء على تويتر ألف جلدة».
وتابع السيد نصر الله: «إذا خرج الرئيس بشار الأسد اليوم وقال إنه حاضر أن يكون في خدمة مشروع أميركا ستنتهي الحرب في سورية».
ولفت السيد نصرالله الى أنّ «الجماعات التكفيرية مستعدة للتدمير في داخل الدائرة السنية مثلما يحصل في مصر وفي ليبيا وبوكو حرام في نيجيريا».
وحول الإنجاز الأخير في الغوطة الشرقية لدمشق، قال السيد نصر الله: «قبل أسابيع كان السيد مصطفى وإخوانه يدرسون خيارات تطهير المناطق هناك، واليوم الجيش السوري وحلفاؤه استطاعوا إبعاد الخطر بشكل كبير إنْ لم نقل بشكل نهائي عن منطقة طريق المطار وعن منطقة السيدة زينب».
وأشار السيد نصر الله إلى «أنّ القائد الشهيد السيد ذو الفقار كان المسؤول المباشر لوحدات حزب الله التي عملت في سورية منذ اتخاذ القرار التدريجي بالذهاب إلى هناك، والسيد مصطفى تحمّل مسؤولية إدارة وقيادة هذه الوحدات».
وقال: «في بداية ذهاب حزب الله إلى سورية كنت أمنعه شخصياً من الذهاب إلى هناك حفاظاً على حياته، وكنت أطلب منه إدارة المعركة من لبنان، وبعد فترة ونزولاً عند إصراره سمحنا له بالذهاب إلى منطقة الحدود وعدم الدخول إلى سورية، لكن بعد فترة لم يقبل الشهيد إلا أن يذهب إلى سورية، باعتبار أنه لن يقبل بإدارة المعركة عن بُعد، لذلك أمضى أغلب وقته في سورية في السنوات الماضية».
ولفت السيد نصر الله إلى أنه «ببركة دماء الشهداء وآلام جرحانا الذي أُصيبوا في سورية وببركة تضحيات المجاهدين هناك كان للمقاومة إلى جانب الجيش السوري وباقي الحلفاء الدور الكبير في منع سقوط سورية في يد التكفيريين عبر هذه الحرب الكونية على سورية».
وأوضح «أنّ السيد مصطفى كان له الدور الكبير في تفكيك الشبكات الإرهابية التي عملت للتفجير في لبنان متكاملاً مع كلّ الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية في لبنان ومواجهة المجموعات الإرهابية ومنع السيارات المفخخة، كما كان للشهيد الكثير من الإنجازات في مجال تفكيك شبكات العملاء الإسرائيلية وكان هناك أيضاً تعاون وثيق بين أمن المقاومة والأجهزة الأمنية اللبنانية».
وقال السيد نصر الله: «كما كلّ قادتنا الشهداء، نحن إخواننا في حياتهم غالباً ما نستعمل الاسم الحركي لهم أما بعد شهادتهم فنعود إلى أسمائهم الحقيقية غالباً، كما غالباً لا يمكن أن نتحدّث عن كلّ إنجازاتهم. السيد مصطفى بدر الدين من أوائل رجالات هذه المقاومة منذ اللحظات الأولى وساعاتها الأولى. السيد مصطفى كان في مقدّمة المقاتلين في مواجهة العدو الإسرائيلي في معركة خلدة مع مجموعة من الإخوة المجاهدين الذي شكلوا النواة الأولى للمقاومة الإسلامية وأصبح بعضهم من خيرة قادتها وقاتلوا كتفاً إلى كتف مع الإخوة في حركة أمل والإخوة الفلسطينيين أيضاً. الشهيد القائد أُصيب إصابة بالغة في رجله وبقيت معه هذه الإصابة حتى الشهادة فهو كان من أوائل الجرحى في المقاومة الإسلامية عندما نتحدّث عن الجرحى».
وأشار السيد نصر الله إلى «أنّ السيد ذوالفقار شارك منذ بدايات المقاومة مع إخوته في تشكيل المجموعات الجهادية وتدريبها وتجهيزها وتطويرها وإدارتها، وكان الناتج لكلّ ذلك بالإضافة إلى مقاومة باقي الحركات والفصائل هو طرد الاحتلال الإسرائيلي من بيروت وصولاً إلى صيدا وبعد ذلك إلى ما يسمّى الشريط الحدودي المحتلّ. وفي العام 1996 تولى السيد ذو الفقار القيادة العسكرية المركزية في حزب الله حتى العام 1999 وساهم في تطوير القدرات العسكرية للمقاومة حتى تحقق الانتصار الكبير في العام 2000».
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ «أهمّ مفاصل المواجهة تحت قيادته هو المواجهة خلال عدوان نيسان 1996 ووقتها صمدت المقاومة وفشلت أهداف الصهاينة وانتهت القضية بتفاهم نيسان ما ساهم في مراكمة قوة وعمل المقاومة حتى تحقق الانتصار في العام 2000». ولفت إلى أنّ «من أهمّ الإنجازات لدى تولي السيد ذو الفقار القيادة العسكرية كان كمين أنصارية حيث كانت إدارة الكمين من بدايته إلى نهايته بمسؤولية مشتركة بينه وبين الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، كما كان من ضمن عمل السيد ذو الفقار الإشراف على الإعلام الحربي وكان من قيادة الحزب العسكرية في مواجهة عدوان تموز 2006 وبعد ذلك تولى مسؤوليات عديدة بعد استشهاد الحاج رضوان».
للالتزام بلوائح التحالف في الانتخابات البلدية
وتطرّق أمين عام حزب الله إلى الانتخابات البلدية في الجنوب يوم غد الأحد، فدعا «جميع الأهالي إلى الالتزام بلوائح التحالف التي شكلها حزب الله مع الإخوة في حركة أمل وأيضاً مع بقية الأحزاب حيث وجدت، وذلك لمواجهة كلّ الأعاصير». وقال: «أدعو أهلنا في الجنوب في كلّ القرى والبلدات إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية».
وفي الختام، توجه السيد نصر الله «بأحرّ مشاعر التعازي والمواساة وأيضاً التبريك للوالدة الحنونة والدة السيد ذو الفقار الحاجة أم عدنان ولزوجته المجاهدة وإلى ابنه وبناته وإلى أخواته وإخوته الأعزاء وإلى كلّ العائلة الشريفة وإلى كلّ أهل المقاومة». وقال: «نحن اليوم في هذا العزاء شركاء لأنّ الشهيد القائد هو ابن العائلة الصغيرة وأيضاً ابن العائلة الكبيرة أي المقاومة». كما تقدّم السيد نصر الله «بالشكر إلى كلّ عوائل الشهداء الذي عبّروا عن افتخارهم بشهادة الأبناء، خاصة الذي سقطوا في ميدان سورية الذين كان قائدهم هذا القائد الشهيد السيد ذو الفقار ». وشكر «كلّ الذين تقدّموا بالعزاء من حزب الله ومن عائلته».